ما الفرق بين التعاطف والشفقة؟

اقرأ في هذا المقال


هناك من يضع مصطلحي التعاطف والشفقة في نفس المعنى وهذا أمر غير صحيح، فمن المهم أن نفرّق بينهما، فعلماء النفس استطاعوا أن يميّزوا بينهما، واستنتجوا أن الأصل هو التعاطف، فهو ضروري للتحلّي بالرحمة والصدق والتواضع، “لن يجد الإنسان السكينة حتى تتسع دائرة عطفه لتشمل كلّ كائن حي” ألبرت شفايترز.

الأصل بالتعاطف أنه فضيلة:

يعتبر التعاطف سمة تكتسب معاني عدّة، فهي ذات اتصال مباشر بفهم كافة المشاعر الكامنة لدى الشخص الذي يقابلنا، ومن هنا كانت أساس العديد من الفضائل التي نطمح أن نتحلّى بها مثل التواضع والأمانة والإخلاص والصدق.

بينما الشفقة فإنها تتعلّق بالتركيز على معاناة الآخرين والرغبة في فعل كلّ ما يساعدهم، فالتعاطف هو الذي يساعدنا في البداية على أن نكون أقلّ أنانية وأن نفهم ما يجول داخل غيرنا من الناس، ومع تنميتها نصبح أشدّ عناية ورحمة وعطاء للآخرين، بمعنى أن نصبح أشخاصاً أفضل مع التوصل إلى معنى وغاية وبهجة أكبر في حياتنا.

ما معنى الشفقة؟

الشفقة هي الإحساس بالمعاناة المشتركة، مع الرغبة في رفع تلك المعاناة أو تخفيفها، ونجد تعريف العطف في قاموس “ويبستر” كالتالي: “هو الإحساس أو الشعور الناتج عن تفاعل المرء مع معاناة أو محنة غيره، والرغبة في تخفيف ذلك عنه”.

ربّما كان أكثر من كتب عن هذه الفضيلة هو “الدالاي لاما” حيث يقول عن الشفقة” هي توجه عقلي مبني على الرغبة في تحرير الغير من معاناته، وهي مرتبطة بالإحساس بالإلتزام والمسؤولية والاحترام للغير، ومن المعروف أنّ أشهر القادة والعظماء والعلماء على مرّ التاريخ قد اتصفوا بالتعاطف مع غيرهم، ومنهم من كلّفه هذا التعاطف عمره ومكانته ونال بغض وكره غيره، فمن هؤلاء العظماء من قد خصّص جزءاً من حياتهم لرفع المعاناة عن الآخرين، ولكن هذا لا يعني أن الشهرة مطلوبة حتى نبدي العطف والرحمة بالآخرين، فالفرص متاحة خلال كلّ يوم من أيام حياتنا.

كثيراً ما نعيش صور التعاطف في حياتنا اليومية، فنحن نتعاطف مع الفقراء والمساكين ومع المهجّرين من أماكن سكنهم الأصلية بسبب الاحتلال أو التهجير القسري أو الحروب، ونحن نتعاطف مع غير المتعلمين وغير الموظفين وغير المثقفين، ونحاول أن نقدّم لهم المساعدة اللازمة قدر المستطاع، ونحن نتعاطف مع دولة ما بسبب الحروب الداخلية العنصرية بين أبنائها، وهذه بعض أنواع التعاطف التي نبديها لغيرنا.


شارك المقالة: