ما تأثير الشك على سير العملية الإرشادية؟

اقرأ في هذا المقال


الشكوك والظنون في الإرشاد النفسي:

لا يخلو الشكّ من فكر أي أحد منّا ولكن ليس بالشكّ القاتل الذي يمنع تفكيرنا ويجعله معقّداً، فنحن عادة ما نشكّ بنوايا الأشخاص الذين يظهرون سبباً لهذا الشك، ولكن إن لم تتوفر الأسباب التي تجعل من هذا الشك مشروعاً فإنه يجعل من حياة صاحبه جحيماً، وعليه فإنّ المرشد الجيّد يمنح الثقة للمسترشد ويوافق على جميع أفكاره وأطروحاته ولكن ضمن نطاق الحياد والمنطق.

كيف للشك أن يؤثر على سير العملية الإرشادية؟

عندما يصبح الشكّ عقيدة وأسلوباً لا يمكن التخلّي عنه يبدأ وقتها العداء والبحث عن فرص للإيقاع بالطرف الآخر، وهذا الأمر يعتبر من الأمور الممنوعة في قانون الإرشاد النفسي، إذ أنّ أساس العمل الإرشادي مبنيّ على أساس من الثقة والود والاحترام المتبادل، ولكن مع بعض التحفظات من قبل المرشد إذ عليه أن يمنح المسترشد الثقة التي يستحقها مع الاحتفاظ ببعض الأساليب التي تقوم على فحص ومعرفة صدق كلامه من عدمه.

إنّ الشكّ قادر على إنهاء أي عمل بصورة سلبية للغاية، والعلاقة التي تبنى على الشكّ من السهل جداً أن تنتهي دون أي مبررات أو مخاوف، والشك الذي نقصده في هذا الصدد هو شك المسترشد بقدرة المرشد على إيجاد الحلول للمشكلة الإرشادية، وشكّ المسترشد في مهارة المرشد وقدرته على إدارة العملية الإرشادية، وكذلك شك المرشد في صحّة كلام المسترشد دون وجود مبرّر لهذا الشك، وهذا الأمر من شأنه أن يجلب المزيد من الانتكاسات في مجال العمل الإرشادي، ولا يمنح المسترشد القدرة على أخذ الفرصة اللازمة لتطوير ذاته بالصورة المثلى.

عندما تزداد الشكوك والظنون فيما بين طرفي العملية الإرشادية تزداد معها فرصة فشل العمل الإرشادي، وتزداد فرصة انتكاس المسترشد وعدم قدرته على المتابعة، وبالتالي البحث عن البدائل التي تصعّب من علم الإرشاد النفسي، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من الجهد والوقت المبذول فيما يخصّ الخطط الاستراتيجية التي يقوم المرشد بالبحث عنها للتخلص من هذه الشكوك التي قد لا تنته بسهولة دون الإضرار بسير العمل الإرشادي بصورة عامة، وتعطّل الأعمال لحين إيجاد حلول أكثر إيجابية.


شارك المقالة: