الطبيعة البشرية والإرشاد النفسي:
نحن كبشر قد نتوافق في عدد كبير من السمات والصفات المشتركة فيما بيننا، ولكننا نختلف في عدد لا بأس به من هذه الصفات، فقد نكون صادقين في تعاملاتنا ولكننا غير قادرين على المواجهة ونفتقد الثقة بأنفسنا، وقد نملك الثقة بأنفسنا ولكننا لا نثق بأحد من حولنا، وقد يمتاز أحدنا بالشجاعة بينما يمتاز آخر بالصبر والقدرة على التحمّل، ولهذا فالطبيعة البشرية متغيّرة تختلف من شخص لآخر في الإرشاد النفسي.
مدى تأثير الطبيعة البشرية على الإرشاد النفسي:
1. مدى قدرة المسترشد على الصبر والتحمل:
لا يتّصف جميع المسترشدين بقدرات كبيرة على التحمّل والصبر، وهذا الأمر من شأنه أن يكون في جدول أعمال المرشد النفسي وان يأخذ له بالاً، لكون القدرة على التحمّل والصبر من أساسيات العمل الإرشادي، وإن لم يتوفّر هذا العنصر لدى المسترشدين فمن السهل أن ييأسوا من العملية الإرشادية وأن ينتكسوا دون الحصول على أية نتائج إيجابية، إنّ العمل الإرشادي يقوم على مجموعة من الخطوات التي لا يجوز أن يتمّ استثناء أحد منها دون أن يتمّ تحقيق ما يمكن تحقيقه لدى المسترشد، وهذا الأمر بحدّ ذاته يحتاج إلى الكثير من الصبر والجلد.
2. مدى قدرة المسترشد على تقبل شخصية المرشد:
لا نتصف جميعاً بالقدرة على احتواء جميع الأنماط الشخصية، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من تعقيدات الموقف، فمن غير الممكن أن يتمّ انتقاء مرشد نفسي ذو مواصفات تتطابق تماماً مع مواصفات وشخصية المسترشد، وهنا يصبح الأمر مستحيلاً وستحتاج العملية الإرشادية إلى الكثير من الوقت والجهد لحين إيجاد شخصية مرشد تتناسب وطريقة تفكير المسترشد، الأمر الذي يجعل من هذا الأمر من الصعوبات التي تواجه المرشد النفسي والتي عليه أن يكون مرناً في حلّها والتغلّب عليها، ومحاولة إقناع المسترشد بشخصيته وأنه قادر على تجاوز كافة المشكلات والشكوك التي في ذهنه.
3. مدى قدرة المسترشد على الاستمرارية:
لا يملك جميع المسترشدين الشخصية التي تمنحه الطاقة الكافية لإنهاء كافة خطوات الخطّة الاستراتيجية التي تمّ تنفيذها لعلاج المشكلة الإرشادية، فالبعض لا يملك القدرة على الاستمرار أو مواصلة العملية الإرشادية بصورة تتناسب ومبادئ العمل الإرشادي، والسبب في ذلك هو طبيعة الشخصية التي تتفاوت ما بين مسترشد وآخر، ويقع العاتق هنا على دور المرشد في إقناع المسترشد على مواصلة الخضوع للعملية الإرشادية.