ما دور لغة الجسد في كشف حقيقة الآخرين؟

اقرأ في هذا المقال


إنّ علم دراسة حركات الجسد مع التركيز بشكل خاص على الوجه تستطيع أن تعطينا العديد من الحركات الدلالية على حقيقة الآخرين، إذ أنّ علم الجريمة والتحقيق الحديث أصبح يعمد بشكل أساسي على محقّقين متخصّصين في دراسة لغة الجسد وخصوصاً تعابير الوجه لكشف القضايا المعقّدة ذات صدى إعلامي واسع، وجلّ ما يقومون بمراقبته هو تعابير الوجه لدى التحدّث عن أي جزء يتعلّق بحقيقة الجريمة، حيث أنّ للغة الجسد قدرة خارقة على كشف الحقيقة من الكذب.

هل دلالات لغة الجسد مشتركة بين البشر وقادرة على كشف حقيقتهم؟

أبرزت الدراسات التي تبحث عن الدور الكبير الذي تعطيه قراءة لغة الجسد وخصوصاً الوجه بشكل جيّد كلغة جسد رئيسية لكشف حقيقة الآخرين، وأنّه وبسبب عدم وجود أيّة اختلافات في التعبير عن المشاعر المختلفة عبر الثقافات، فإنّ التعبير عن المشاعر هو أمر بيولوجي طبيعي وليس مكتسب، وهذه التعبيرات العالمية من غضب واشمئزاز وخوف ودهشة وحزن وفرح واستمتاع واحتقار وحرج وحماس وذنب وفخر وارتياح ورضى وخزي ومتعة، قد تعبّر عنها حركات الوجه بشكل عام، إذ يمكن لشخص من غينيا أن يتعرّف على تعبير الأسى أو الفرح على وجه شخص من الهند، والذي بدوره لن يجد صعوبة في رؤية مشاعر السعادة في تعابير وجه شخص من أفريقيا، وهذا ما يحدث في العالم كلّه، فتعابير الوجه لغة جسد قادرة على كشف حقيقة الآخرين.

ما هي تعابير الوجه الدقيقة في لغة الجسد التي تعبّر عن حقيقة الآخرين؟

إنّ تعابير الوجه الدقيقة هي تغييرات تحدث دون وعي في ملامح الوجه، وتستمر فقط لجزء من الثانية أحياناً، ومن الواضح أنّ معظمنا لا يمكنه ملاحظة هذه الاختلاجات العابرة في وجوه الآخرين، ولهذا السبب يقوم معظم الأخصاء النفسيين والمحققين في مراكز التحقيق بدراسة كافة تعابير الوجه التي تعبّر عن الكذب والخداع مثل حكّ الأنف أو حكّ مؤخرة العنق أو طرف رموش العين بحركات سريعة أو تحريك الأعين يمنة ويسرة بسرعة أو التلعثم في الكلام أو التردّد أوعضّ الشفاه أو حركة الحاجبين، وكلّ هذه الدلالات التي تشير إلى حالة من الكذب أو الخداع أو الخوف أو التردّد، فلغة الجسد قادرة على كشف حقيقة الآخرين إذا أحسنا التعامل معها وفهمها.


شارك المقالة: