يتّصف طفل الروضة بأنّه كثير التحرُّك والنشاط العالي وبسرعه إحساسه بالملل، ولذلك يجب على المعلم القيام بالتنويع في طرائق إكساب الطفل للخبرات والمفاهيم، كالألعاب المتنوعة، الأناشيد، ورواية القصة الملائمة، كما يجب تزويده بالخامات والأدوات المتنوعة، مع ضرورة إيجاد البيئة الملائمة للطفل ليتمكّن من ممارسة أنشطته العديدة.
دور معلم رياض الأطفال في أسلوب التعلم باللعب:
يقع على معلم الروضة مسؤولية القيام بإتاحة الفرص أمام طفل الروضة لممارسة الألعاب المختلفة؛ وذلك من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة من اللعب، حيث يُعتبر المعلم هو المسؤول الأول عن مُخرجات التعليم، كما أنَّ نضج طفل الروضة وبيئته المحيطة لهما تأثيراً جوهرياً على نموه من الناحية العقلية المعرفية، كما ينبغي على المعلم مُساعدة الطفل على التعلّم عن طريق الاستكشاف، بدلاً من تعلُّمه عن طريق الحفظ والتلقين، ويقع على معلم رياض الأطفال مسؤوليات عديدة، من أجل تأكيد دوره في عملية توجيه ومتابعة لعب طفل الروضة، نذكر منها:
- مُتابعة طفل الروضة خلال ممارسته للألعاب؛ لكي يتعرّف المعلم على طريقة الطفل في اللعب، وعلى أنواع الألعاب التي يُمارسها، ومستويات نموه؛ وذلك حتى يتمكّن المعلم من القيام بالتخطيط الجيد للنشاطات الإضافية في المستقبل.
- حرية التعبير: وهذا يُحتّم على المعلم القيام بإتاحة المجال أمام الطفل لكي يُعبّر عن نفسه، واحتياجاته، ومشاعره، وأن يقوم بالتنفيس عن كل ما يدور بذهنه، في جو من الحرية، مُستخدماً أساليب التعبير اللفظية وغير اللفظية.
- التعلُّم الذاتي: ينبغي على المعلم القيام بترك الطفل يتعلم عن طريق الألعاب التي يرغب بممارستها وبكل حرية، فذلك يقود الطفل إلى أن يفكّر ويُبدع، فمن خلال النشاطات الذاتية يتمكّن الطفل من النمو والتعلّم وإدراك الروابط بين الأشياء، كما ينبغي القيام باحترام رغبة الطفل في تحقيق الاستقلالية.
- إثراء لعب طفل الروضة: ويكون ذلك عن طريق قيام المعلم بإعداد البيئة المناسبة، وتوفير أدوات اللعب الإضافية، والتحدُّث مع الطفل فيما يلعب، والعمل على طرح الأسئلة المفتوحة، والتي من شأنها مُساعدة الطفل بالاستمرارية والتركيز في اللعب وتحقيق الفائدة منه.
- إيجاد الفرص للطفل: حيث يتوجب على المعلم إيجاد الفرص العديدة ليكتسب الطفل المفاهيم والأفكار من تلقاء نفسه، وتحفيزه في أن يعتمد على نفسه.
- تحفيز اللعب: يتوجب على المعلم القيام بتحفيز الطفل على ممارسة الألعاب التي قام باختيارها، كما يتوجب على المعلم عدم إيقاف الطفل أثناء ممارسته للعب، ليقوم بYشراكه بلعبة أخرى، حيث من الممكن أن يتعلّم الطفل المهارات المتنوعة عن طريق الألعاب التي يقوم الطفل باختيارها بنفسه.
- إشعار طفل الروضة بالاهتمام: على المعلم أن يُظهر للطفل بأنَّه مُهتمٌ بما يعمل، وإشراكه في مناقشة تدور حول اللعبة التي يُمارسها، والقيام بتوضيح المفاهيم وتوفير الأدوات والإمكانيات الجديدة والمتنوعة.
- إيجاد البيئة الملائمة: يتوجب على المعلم العمل على إيجاد البيئة المناسبة لممارسة الألعاب، من حيث المكان الملائم، وتزويد الطفل بالألعاب والأدوات، ومن الضروري أن لا يقوم المعلم بعرض أدوات الألعاب المتعددة مرة واحدة؛ وذلك لكي لا يحتار الطفل، كما يتوجب على المعلم أن لا يتدخل بصورة مباشرة في لعب الطفل، أو أن يقوم بتحديد طريقة اللعب، أو التسبب بإرباك الطفل من خلال التكلّم معه طوال الوقت.
- التخطيط لِلعب طفل الروضة: تقع على المعلم مسؤولية القيام بالتخطيط لألعاب طفل الروضة، وعدم تركها للصُدَف، كما يتوجب عليه التخطيط للأهداف والنشاطات والوسائل والتي يعتمد عليها تنظيم بيئة الروضة، وموادها وألعابها؛ من أجل تحقيق الأهداف المنشودة، بالإضافة إلى القيام بتحديد الفترة الزمنية اللازمة لممارسة الألعاب، كما ينبغي تحديد الأمكنة التي تستوعب كافة أطفال الروضة، ليقوموا بالاشتراك في اللعبة، وهذا بدوره يُساهم في عملية تفاعلهم بشكل إيجابي.
- توفير السّلامة: ينبغي على المعلم أن يتأكد من أنَّ الألعاب المسموح لطفل الروضة بممارستها، تتصف بشروط السّلامة، وذلك عن طريق القيام بتفحّصها، والتأكُّد من أنّها لا تُشكل أيّ خطر على طفل الروضة، كأن تحنوي على أطراف حادة من الممكن أن تؤذي الطفل.
- غرس التعاون لدى طفل الروضة: تحظى الجوانب الوجدانية بأهمية بالغة في تربية طفل الروضة، حيث ترتبط هذه الجوانب بصورة وثيقة بالتعرُّف على مشاعر الأفراد المحيطين، وإظهار التعاطُف معهم، وطفل الروضة بحاجة إلى أن يشعر بحب من حوله، وقبولهم له، بالإضافة إلى ذلك ينبغي تحفيز الطفل على أن يتعاون مع أقرانه، أثناء اللعب لتحقيق الفوز والإنجاز.
- غرس القيم والأخلاق في نفس طفل الروضة: يستطيع المعلم غرس القيم والأخلاق في نفس طفل الروضة، من خلال ملاحظته للطفل خلال ممارسته للألعاب، فالأخلاق تنمح الطفل التوجيه اللازم الذي ينبع من ذاته، كما ينبغي على المعلم تزويد الطفل بالوعي الملائم؛ لكي يتمكّن من التمييز بين الخطأ والصّواب.