من أولويات اكتساب المعرفة والخبرة والمهارة أن تكون مرتبطة بالمنطق بشكل موضوعي واقعي، فالمنطق هو الحقيقة المطلقة التي تصلنا بالواقع المعقول الذي لا شكّ فيه، وهو ما يتبناه العقل ويقوم بتنفيذه على أرض الواقع دونما أي استغراب أو استهجان من قبل الآخرين، فعندما نوبّخ أحداً ما على خطأه، فإننا نطالبه بأن يكون منطقياً عقلانياً، كونها متطلبات فطرية تنمّ عن حقيقتنا وواقعنا.
المنطق طريقة تفكير:
إنّ المنطق ليس منهجاً ذو طريق واضحة أو علماً بحدّ ذاته، بل هو طريقة للتفكير وأسلوب في التحليل والحكم الصحيح على الأشياء، فالإنسان بطبيعة الحال مفكّر، حيث أننا نمارس التفكير حتّى أثناء نومنا أو تناولنا للطعام أو قيامنا بأي مجهود بدني، كون العقل هو أساس أي نشاط نقوم به، إلا أننا نفكّر في بعض الأحيان بطريقة مشوّهة أو خاطئة، لاعتقادنا أننا على صواب.
كلّ واحد منا راضٍ بعقله ويعتقد أن من يختلف معه هو من يفكّر بطريقة خاطئة، وبناء عليه نفترض أن يتّفق الجميع على وجود قواعد ومبادئ تحكم على الأشياء وتنتقد الآراء بطريقة لا يختلف عليها اثنيان، من خلال ما أصبح يعرف بالمنطق، فالمنطق أصبح متطلّباً لتنمية الذات.