يُقاس تقدُّم الأمة وتطورها بالمستوى الذي وصل إليه الأفراد من معرفة ومدى اكتسابهم للخبرات المختلفة، وتُعتبر الأسرة النواة الأساسيّة التي يكتسب فيها الطفل التنشئة الأولى وتتبعُها مرحلة رياض الأطفال، لذلك أجمع الخبراء التربويين على أهمية رعاية الطفل في مرحلة الروضة من جميع النواحي؛ وذلك من أجل تكوين شخصيّة متوازنة ومتكاملة لطفل هذه المرحلة.
تعريف منهج رياض الأطفال:
يُمكن تعريف منهج رياض الأطفال بأنَّه كل ما تقوم رياض الأطفال بتقديمه للأطفال، وذلك بهدف تحقيق الرسالة والأهداف بناءً على الخطّة التي قامت بوضعها، على أن ترتبط أهداف المنهج بالأهداف الخاصة بالتربية، كما يتعلّق منهج رياض الأطفال بالمعلومات والمفاهيم المتنوّعة التي ترغب الروضة بإكسابها للأطفال من أجل تطوير قدراتهم المختلفة وتأهيلهم للمراحل القادمة.
أهمية منهج رياض الأطفال:
يتضمّن منهج رياض الأطفال على الخبرات التي يعيشها الطفل، سواء كانت هذه الخبرات داخل أم خارج الروضة، ويقوم منهج رياض الأطفال على عاملين اثنين: العامل الأول هو قدرات طفل الروضة، والعامل الثاني هو المشكلات التي يواجهها.
ويُعتبر منهج رياض الأطفال مهماً في حال كان جزءاً من خبرات طفل الروضة، حيث أنَّ الموقف التعليمي يحتوي على خبرات متنوّعة بسبب وجود الفروق بين الأطفال، حيث لم تَعُد الكتب المصدر الوحيد للحصول على المعلومات، بالإضافة إلى ذلك لم تَعُد مهمة المعلم تقتصر على التلقين، بل تعدّت مهمة معلم رياض الأطفال إلى العمل على توجيه الأنشطة التعليميّة من أجل تحقيق أعلى مستوى من النمو لدى طفل الروضة في مختلف الجوانب.
ويجب أن يكون منهج رياض الأطفال على صلة وثيقة بالمشكلات التي يواجهها الطفل، كما يجب أن يقوم بمساعدة أطفال الروضة على مواجهة هذه المشكلات، بالإضافة إلى إمكانيّة تعديل سلوكات الطفل وبناء شخصيّته وفق الأهداف التربويّة المحددة بالخطة الموضوعة، وهذا بدوره يعمل على تحقيق النمو المتوازن لطفل هذه المرحلة.
كما يجب أن يتضمّن منهاج رياض الأطفال على العديد من الخبرات والنشاطات المتنوّعة التي تعمل رياض الأطفال على تقديمها للأطفال بحيث تكون هذه الخبرات والنشاطات تحت إشراف المعلم، ليقوم الأطفال بالتفاعل معها، حيث أنَّ هذا التفاعل يساعد على تنمية سلوك الطفل أو تعديل هذه السلوكات، وهذا من شأنه أن يساعد على نمو طفل الروضة بشكل سليم.