لكلّ من علماء الاجتماع والنفس والإنسان أسبابهم الخاصة لدراسة لغة الجسد، فهم يعتمدون على دراستها كمختصين يعتبرونها أدلّة لتدعيم دراساتهم وبحوثهم التي يقومون بإجراءها لإثبات أو نفي نظرية بعينها، وهم يعملون جيّداً أنّ طبيعة الأشخاص الذين يتعاملون معهم قد يكونوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أو من المرضى النفسيين أو غيرهم من الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على إيصال الأفكار بشكل واضح من خلال الكلام المنطوق، حيث أصبحت الحاجة ملحّة لديهم للتعمّق في دراسة لغة الجسد؛ لسهولة معرفة مكنوناتهم الفكرية ومدى صحّة ما ينطقونه من كلام.
ما الأمور الناتجة عن دراسة لغة الجسد؟
تعزيز الرسالة التي يتم البوح بها:
يملك الشخص العادي أسبابه لدراسة لغة الجسد، فهي حاجة ملحّة لتعزيز الرسالة التي نودّ البوح بها، فنحن حريصون على أن ندعم الرسائل التي نبوح بها بكلماتنا المنطوقة من خلال لغة جسد أكثر صدق، وأظهرت العديد من الدراسات أنّه عندما تتعارض الرسائل المنطوقة التي يمثّلها الكلام الملفوظ والرسائل الغير منطوقة والتي تمثّلها لغة الجسد، فإنّ الناس يميلون إلى تصديق الإشارات غير المنطوقة، فقد نفكّر في طريقة ما نختلق من خلالها واقع افتراضي يتم الحديث والتعبير عنه بالكلام المنطوق، وربّما نعزّز هذا الكلام بلغة جسد نعتقد بأنها ستؤكّد على صحّة ما سنقوله، إلا أنّ أسهل الطرق لكشف حقيقة الكلام من عدمه هو تفسير دلالات لغة الجسد كونها لا تكذب أبداً، وإذا كانت تتوافق مع الكلام المنطوق فهي خير دليل على صدقنا.
إبراز أهمية لغة الجسد من خلال الدلالات الناتجة عنها:
تبرز أهمية دراسة لغة الجسد من خلال صحّة التحليلات والدلالات الناتجة عنها، فهي ليست أكيدة في معظم الوقت ولكنّها قريبة إلى الواقع، وأكثر ما يحتاج إلى مثل هذه الدلالات المختصون في علم النفس وعلم الإنسان وعلم الحيوان، بالإضافة إلى المحللين السياسيين الذين يقومون على تحليل الخطابات السياسية، كما وتبرز الحاجة إلى دراسة نظرية لغة الجسد من خلال اللقاءات العامة والخاصة التي نجريها مع الآخرين، فكما نعتقد بأننا نحسن استخدام لغة الجسد بشكل جيّد، فغيرنا الكثير من يعتمد عمله على هذه اللغة بشكل أساسي كمدراء الشركات ومندوبي المبيعات والمفاوضين والمحققين.