ما مدى الحاجة إلى استخدام لغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


ما مدى الحاجة إلى استخدام لغة الجسد؟

قال “ابن خلدون” مؤسس علم الاجتماع في القرن التاسع الهجري في مقدّمته “الإنسان اجتماعي بطبعه” أي بمعنى أنّ الإنسان لا يستطيع العيش دون الاتصال والتواصل مع غيره من بني البشر، فالإنسان يميل بطبعه إلى مخالطة الناس والتعامل معهم بأي وسيلة اتصال كانت لفظية منطوقة أو غير منطوقة عن طريق لغة الجسد، والإنسان بحاجة إلى هذا التواصل بحكم المصالح المشتركة، ويعتبر استخدام التواصل اللفظي المنطوق وغير اللفظي عبر لغة الجسد من أكثر أشكال الاتصال والتواصل شيوعاً، ويعتبر علماء النفس أنّ أي سلوك للبشر بوجود أفراد آخرين يعتبر اتصال إنساني.

لغة الجسد تكتسب أهميتها منذ الولادة:

الاتصال البشري يبدو واضحا منذ اللحظة الأولى لولادة الإنسان، فبكاء الوليد هو رسالة يقوم بإرسالها كلغة جسد لأنه لا يملك القدرة على الكلام بعد؛ فهو إمّا جائع، أو منزعج من شيء ما أو يشعر بألم يرغب في التعبير عنه لحاجته إلى الحبّ والرعاية والاهتمام، فنرى هذا الباكي بشدّة يهدأ بمجرّد أن تضمّه والدته إلى صدرها بحنان كلغة جسد تشير إلى الاهتمام، أو تقوم بتلقيمه ثديها ليرضع، وهذا الأمر يثير التساؤل حول ما إذا كان الاتصال غير اللفظي من خلال لغة الجسد نرثه ونولد به، أم أننا نكتسبه من خلال حياتنا؟ والحقيقة أنّ لغة الجسد تتشكل لدينا من خلال كلا الاتجاهين الفطري والمكتسب.

لغة الجسد تساعد على فهم سلوك الآخرين:

أحياناً كثيرة نقول أننا لا نرتاح لنظرات شخص ما، أو نشعر من طريقة حركاته وكلامه أنه غير صادق فيما يقوله على العلم من أنّ كلامه لا غبار عليه، وهنا تظهر الحاجة إلى لغة الجسد للتميز بين الكلام الحقيقي والكلام المخادع الكاذب، مما يشير إلى أنّ معرفة وفهم لغة الجسد يساعدنا كثيراً في فهم سلوكيات الآخرين، وبالتالي التعامل مع المشاكل والظروف المختلفة بطريقة ناجحة وفعّالة في الحياة المهنية والشخصية.

علينا ألا ننسى اننا في المجتمع البشري ندرك الكثير من مشاعر وأحاسيس الآخرين من خلال إيماءاتهم ونظراتهم ونبرات صوتهم دون أن يعلمنا ذلك أحد، حتّى الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمره العام الواحد إذا قمنا بالتحديق في عينيه بصورة غاضبه سنراه ينخرط بالبكاء على الرغم من عدم تفوّهنا ولو بكلمة واحدة، فلغة الجسد حاجة لا يمكن لأحد إنكارها أو الاستغناء عنها مهما كلّف الأمر.


شارك المقالة: