يقوم علم الإرشاد النفسي على مجموعة من القواعد الواضحة التي لا مجال للتهاون أو التخاذل في تطبيقها، وتعتبر الموضوعية المجرّدة من أبرز السمات التي يتّصف بها المرشد النفسي أثناء سير العملية الإرشادية والتي لا يمكن المساس بها، وتعتبر الموضوعية سبيل المرشد إلى إقناع الآخرين بأهمية العملية الإرشادية ومدى جديّتها لتلافي المزيد من العقبات بسبب المشاكل النفسية التي يعاني منها المسترشدون، وإن لم يحتكم المسترشد إلى أسلوب المناقشة الموضوعية في سير العملية الإرشادية ستكون النتائج معقدة وغير معروفة.
لماذا تعتبر المناقشة الموضوعية المجردة من الثوابت في سير العملية الإرشادية
1. قدرتها على كشف شخصية المسترشد
تعتبر المناقشة الموضوعية ما بين المرشد والمسترشد طريقاً واضحاً يعمل على رصد العديد من نقاط الالتقاء فيما بين الطرفي، ويسهّل هذا الأمر عمل المرشد النفسي في قدرته على كشف نمط شخصية المسترشد وحجم المشكلة النفسية التي يعاني منها، حيث أنّ حديث المسترشد بتجرّد دون مراوغة أو كذب يعمل على كشف الحقائق وتمحورها حول نمط شخصية المسترشد بصورة أكثر وضوحاً بعيداً عن التعقيدات، وبالتالي فإنّ عملية الطرح تكون أكثر سهولة ويسر وأسرع وصولاً إلى حلول جذرية للمشكلة الإرشادية.
2. التعامل مع المشكلة الإرشادية بخطة أكثر وضوح
عندما يتمكّن المرشد النفسي من الحديث الموضوعي المجرّد مع المسترشد يسهل عليه أن يتعامل مع المشكلة التي يعاني منها المسترشد بصورة وضحة، وهذا الأمر بطبيعة الحال يجعل من الخطط الإرشادية أكثر وضوحاً؛ كون المشكلة الإرشادية لا يوجد فيها أية تعقيدات تصعّب عمل المرشد النفسي، وبالتالي فإنّ عملية المقابلات الإرشادية والفحوصات والاختبارات تكون مباشرة بصورة أكثر من الحالات التي يتمّ التعامل معها بصورة غامضة في الإرشاد النفسي.
3. الانتهاء من العملية الإرشادية بصورة سريعة ومجدية
إذا أدرك المسترشد مقدرا ما سيحصل عليه من إيجابية في حال الحديث مع المرشد النفسي بموضوعية وشفافية، سيدرك في وقت لاحق بأنه تمكّن من التخلّص من المشكلة النفسي بصورة أسرع ما كان يتوقّع، وبنتائج مرضية لا يمكن لأحد توقعّها، فالعملية الإرشادية الصحيحة تقوم على الطرح الموضوعي المجرّد الذي يتمّ الاتفاق عليه بصورة مسبقة قبل البدء بالعملية الإرشادية؛ لتكون خطوات تنفيذ الخطّة الإرشادية سهلة ومجدية وذات نتائج إيجابية.