ما مدى تأثير الديانة على العملية الإرشادية

اقرأ في هذا المقال


يقوم علم الإرشاد النفسي على مجموعة من القواعد والأسس التي تجعل من المسترشد شخصاً قادراً على الاندماج مع المجتمع بصورة طبيعية، ويعتبر الدين من العوامل الرئيسية التي تهذّب الطبيعية البشرية كون الدين يعتبر في كثير من الثقافات العالمية أسلوب حياة، وفي عصرنا الحالي يعتبر الدين طريقة يقوم على اتباعها معظم سكّان العالم وخاصة الديانات السماوية الثلاث، حيث أنّ لكلّ ديانة منها أسلوب ونمط يعتبر في نظر الفرد قانون لا يمكن له تجاوزه حتّى وإن كان خاطئاً في نظر الآخرين، فما مدى تأثير الدين على عملية الإرشاد النفسي؟

هل يعتبر الدين عامل مساعد في العملية الإرشادية

في معظم الثقافات العالمية يعتبر الدين طريقة للعيش لا يجوز لأحد الخروج عليها، ويعتبر الفرد الذي يتطاول على دينه ويخالف تعاليمه شخصاً منبوذاً لا يمكن أن يتم قبوله أو محاورته بصورة طبيعية، وعليه فالمرشد النفسي يستخدم الدين ذريعة يمكن له من خلالها أن يستعيد الفرد ثقته بنفسه، كما ويعتبر الدين حجّة يمكن للمرشد أن يستخدمه لمحاولة إقناع الفرد بمدى الأخطاء السلوكية التي يقوم بها والتي تخالف تعاليم الدين بصورة أساسية، حيث أنّ من يخرج عن الأطر الدينية المتعارف عليها في نطاق المجتمع الذي يعيش فيه الفرد يمكن له أن يقوم بأي فعل غير منطقي.

من الطبيعي أن الدين يتوافق تماماً مع منظومة الأخلاق ولا يخرج عليها، لذا فإنّ علم الإرشاد النفسي يعتبر الدين وسيلة يمكن استخدامها من أجل التوجيه والإرشاد تحت نطاق المعرفة والمنطق والقدرة على الوقوف في وجه المسلكيات غير السوية، فالأشخاص الذين يتصرّفون بطريقة لا يقبلها المجتمع لا يمكن أن يتم إقناعهم بأخطائهم بصورة طبيعية، فهم بأمسّ الحاجة إلى العملية الإرشادية لتكون طريقاً لهم في معرفة الأخطاء التي يقومون بارتكابها.

إنّ معرفة المشكلة النفسية التي يعاني منها الأشخاص تجعل من الدين وسيلة لكشف أنماط شخصياتهم ومعرفة طريقة تفكيرهم وعقيدتهم منها، ولعلّ الأشخاص الذين لا يعترفون بدين هم الأشخاص الأكثر عرضة للمشاكل النفسية والاضطرابات لوجود خلل في ثقتهم بالآخرين وفي أنفسهم وفي نظريات الكون أصلاً، فالمرشد النفسي عليه أن يكون قادراً على قراءة الأفكار لدى المسترشد وكيفية التعامل معها، وأن يكون قادراً على استخدام الدين كوسيلة مساعدة للتخلّص من المشاكل النفسية الإرشادية.


شارك المقالة: