ما هو اضطراب القلق الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


قبل أن نحكم على السلوك بأنّه مضطرب أو لا، يجب أن نضع بعين الاعتبار عُمر المصاب وجنسه ووضعه الاجتماعي، لا يعتبر السلوك مضطرب إلّا إذا قام بإحداث خلل في الوظائف الاجتماعية أو الأكاديمية أو المهنية أو غيرها من الوظائف، كما إنّ مفهوم الاضطراب يختلف من مجتمع لآخر، فهو يندرج تحت الاضطرابات السلوكية، يسمّى اضطراب القلق الاجتماعي.

اضطراب القلق الاجتماعي

إنّ من أكثر المواقف التي تسبّب للأفراد القلق هو الحديث أمام العامة، فهو على رأس قائمة المخاوف، حيث وجد أنّ واحد من بين كل خمس أشخاص يعتبر الحديث أمام العامة خوف مطلق، بالتالي يمكن تعريف القلق الاجتماعي أنّه ميل الفرد إلى الانسحاب أمام الآخرين، بشكل خاص الأفراد الذين لا يعرفهم، فيشعر الفرد بالقلق وعدم الارتياح، يرى أنه موضع تفحص وتدقيق من الآخرين.

يرتبط مفهوم القلق الاجتماعي بالخجل، فكلما كان الفرد خجول ازداد القلق الاجتماعي لديه، حيث يوجد اختلاف مع مفهوم الحياء الذي هو درجة مناسبة من الخجل، التي تتنساب مع الموقف الذي يكون فيه الفرد وتعطي له الشعور بالوقار والرقي في التعامل.

أسباب اضطراب القلق الاجتماعي

أسباب نفسية

إنّ عاطفة بعض الأفراد بسبب الصراع العاطفي، من الممكن أن تؤثر على القابلية الموجودة لديه لتحمل المواقف الاجتماعية، حيث يقوم الصراع الداخلي بالانتقال ليرتبط بمصدر خارجيّ، فإنّ عملية الانتقال تكون غير شعورية، فلا يكون السبب الرئيسي للرهاب الاجتماعي هو الموقف الاجتماعي نفسه، بل أسباب كامنة في اللاشعور عند الفرد، قد تكون مواقف انفصال حدثت مع الفرد في طفولته المبكرة وأثرت عليه في المستقبل، لتأخذ شكل الرهاب الاجتماعي.

الربط الإشراطي

يمكن تفسير اضطراب القلق الاجتماعي بطريقتين، أول طريقة هو بسبب الارتباط الزمني والمكاني المتكرر بموضوع معين مقلق ومحزن مع المواقف الاجتماعية، حيث يتم انتهاء الأمر بالتركيز على المواقف الاجتماعية وتصبح أساس القلق، أما الظروف الأساسية يتم نسيانها، مثل شخص صادف أن يكون تقديمه لعرض أمام زملائه مع دخول متكرر لوالده للمشفى، بعد فترة ينسى الفرد السبب الحقيقي للخوف بالموقف، يبقى الموقف نفسه في ذاكرته.

أمّا الطريقة الثانية فاضطراب القلق يكون بسبب عقاب الفرد على موقف اجتماعي، مثل أن يذهب الطفل ليحل مسألة على السبورة، فيبدأ المعلم بقول ألفاظ سيئة أو يستخدم أسلوب الضرب، ممَّا يجعل زملاءه يضحكون عليه، فتبقى هذه الخبرة السيئة ويتم تعميمها على جميع المواقف الاجتماعية.


شارك المقالة: