ما هو التلاعب النفسي؟
هو شكل من التأثير الذي قد يقوم في تطبيقه شخص أو مجموعة من الأشخاص على جهة أخرى، بهدف إدخال معلومات أو آراء بأسلوب خداع واحتيال، إذ يتعمد هؤلاء الأشخاص لاستعمال بعض الأساليب المختلفة، والتي قد تُعد بسيطة في بعض الأوقات، بهدف أقناع الأشخاص بالمبادئ والأفكار الخاصة فيهم أو لأسباب أخرى.
توجد فرضية في علم النفس، تفترض أن الجميع في فترة معينة يقومون في ممارسة التلاعب الوجداني، حيث يتلاعب الأطفال في والديهم باستعمال البكاء للحصول على ما يريدون؛ ويتلاعب الوالدين على أولادهم عن طريق تعزيزهم أو عقابهم للعمل بما يجب أن يقوموا فيه.
الجميع معرض للتلاعب النفسي في حياتهم الروتينية، بصورة شبه مستمرة وفي العديد من النواحي، هدفهم الإغواء والسيطرة في نهاية الطريق على أفكارهم، ومشاعرهم، والتأثير على قراراتهم.
والتلاعب النفسي موجود في العلاقات الروتينية سواء مع أفراد الأسرة، أو الشركاء، أو رفاق العمل أو الدراسة والأصدقاء. وهذا التلاعب الوجداني والنفسي موجود في كل مكان، ولكن عادةً ما يتم عدم إظهاره. ويمكن حتى الوقوع في الفخ بشكل سهل ومن غير وعي ويتم استخدامه على الذات. على الأشخاص إدراك أنه ليس من الضروري فقط أن يكونوا حذرين ماذا يقولون، لكن يجب أن يكونوا حذرين في كيفية قول ما يريدون، وبصورة عامة من الضروري معرفة طريقة اكتشاف هذا التلاعب وطريقة التعامل معه.
يتم التلاعب الوجداني عادةً بالكلام واستعمال اللغة، وإذا كان يوجد تلاعب في الكلمات، فهذا يشير على توفر خلل في العلاقة مع الطرف الآخر، ولا يتم فقط استعمال اللغة بغاية الحصول على المميزات الشخصية أو الهيمنة على الآخر، وإنما توجد النية في بعض الأوقات حتى لإلحاق الضرر فيه. إن العواطف تنتج هذه العدوانية الكامنة ليس فقط في الآخرين، وإنما على النفس أيضاً.
سمات التلاعب النفسي:
1- تصرف الشخص بعدوانية وعنف أو بأسلوب مستفز، بهدف تحفيز ردة فعل غاضبة.
2- لعب دور الضحية لتحفيز استجابة متعاطفة.
3- أفعال واضحة فيها إيذاء للذات، من أجل إنشاء أزمة مع الأهل والمقربين.
4- الخيانة الصريحة أو المغازلة لتحفيز غيرة الآخرين.
5- الانسحاب أو الابتعاد، أو المعاملة الصامتة، بغاية تحفيز الطرف الآخر على الملاحقة للتقرب منه.
6- غموض في الآراء والردود، واستعمال طرف آخر في إيصال فكرة معينة.
7- الخديعة بهدف إقناع شخص انسحب من علاقة بسبب الهيمنة عليه والتلاعب فيه، حتى يرجع للعلاقة من جديد.