ما هو الجهل بالمرض عمه العاهة؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو  الجهل بالمرض عمه العاهة؟

هو مرض يبدو المصاب فيه غير واعي للمرض الذي يشتكي منه وتأثيره عليه، وهذه الحالة هي مظهر منتشر، في اضطراب ذو الوجهين والانفصام العقلي.

يمكن اعتبار هذه الحالة بأنها نقص في تبصر الشخص بحالته العقلية الخاصة به، ويقصد بهذا أن الشخص لا يدرك أن لديه مشكلة في الصحة العقلية، مثلاً قد يواجه الشخص المصاب بالفصام أوهام ولا يدرك أنها أوهام، ولكن بدلاً من ذلك يظن أنها حقيقة.

هذه الحالة لا تشبه الإنكار، فالإنكار يعني أن الشخص يكون في حالة وعي بحقيقة حالته إلا أنه يرفض تقبلها، وهو آلية للدفاع النفسي يستخدمها أغلب الأشخاص إلى حد ما، وهي ليست بالضرورة من علامات المرض العقلي، من جانب آخر، فإن عمه العاهة ينطوي على نوع من أنواع اعتلال الدماغ.

من الضروري معرفة أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة ليسوا عنيدين أو يرفضون الاعتراف بمسألة الصحة العقلية لديهم، عوضاً عن ذلك، فإن تأثيرات الحالة على الدماغ تجعل من المستحيل بالنسبة لهم القيام بذلك.

لا يعتبر الجهل بالمرض حالة ثابتة ومستقرة، حيث يمكن للأشخاص الذين يشتكون من هذه الحالة أن يكونوا على دراية بأوضاع الصحية العقلية لديهم في أوقات معيّنة، وقد يكون بعض الناس فقط على معرفة بسيطة بمشاكل الصحة العقلية الخاصة بهم، مما يجعل عدم التباين أحد الخصائص الأساسية لعمه العاهة.

أسباب الإصابة بعمه العاهة:

1- يُعتقد أن ضرر الدماغ، وبالأخص في الفصوص الأمامية والجدارية بالنصف الأيمن، متورط في ظهور هذه الحالة، وقد يواجه الشخص الذي يشتكي من هذه الحالة صعوبة في إدراك المعلومات الحسية التي يستقبلها، في نفس الوقت أن الأنظمة المسؤولة عن الرؤية والسمع واللمس تبقى كما هي، فإن الشخص الذي يعاني من هذه الحالة يكون غير قادر على استخدام هذه المعلومات الحسية بدقة.

2- يمكن أن تحدث تغيرات الدماغ التي تؤدي إلى هذه الحالة نتيجة لعوامل متعددة، بما في ذلك إصابة الرأس أو الإصابة بالخرف أو السكتة الدماغية أو مشكلات الأوعية الدموية الأخرى، عند الإصابة بالخرف من الصعب أن يحدد  المقربين من الشخص إصابته بعمه العاهة.

3- وتعد هذه الحالة أحد المظاهر المنتشرة لكل من مرض الفصام والاضطراب ثنائي القطب، في الواقع، تشير التقديرات إلى أن 50٪ من الأفراد الذين يعيشون مع الفصام، و40٪ من الأشخاص المصابين في مرض ثنائي القطب عندهم درجات مختلفة من هذه الحالة، أيضاً قال الأطباء أن هذه الحالة قد تظهر مع بعض الأمراض العضوية مثل الشلل النصفي والعمى المفاجئ وهي حالات نادرة.

4- يعد نقص الوعي هو أحد الأسباب وراء عدم تقبل مرضى الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب تناول الأدوية، أو عدم طلب العلاج، ولذلك فإن عدم القبول أمر منطقي في هذه الحالة لأن الفرد غير مدرك لإصابته بالمرض، مهما بلغت حاجته للعلاج في نظر الآخرين، كونهم أكثر دراية بالأمر.

مضاعفات الإصابة في عمه العاهة وكيفية علاجه:

1- التأثير الأكبر ضرراً من هذه الحالة هو أنه يمكن أن يمنع المصابين من تلقي العلاج لحالتهم الصحية، فمن غير المحتمل أن يسعى شخص ما للعلاج، في حين أنه غير مدرك بأنه يعاني من مشكلة، حتى إذا كان الشخص يرى مختص في الصحة العقلية فقد لا يكون متوافقًا مع توصيات العلاج.

2- في مثل هذه الحالات، ليس من الممكن إقناع الشخص بأنه على خطأ، فيمكن اعتبار أن هذه الحالة، هي نوع من الوهم لا يمكن إقناع الشخص بالعدول عنه، وقد يستعمل المعالج العلاج التحفيزي لمساعدة الأفراد على رؤية الفوائد المتوقعة للمعالجة بطريقة منطقية بالنسبة لهم.

3- وعلى الرغم من اختلاف القوانين من دولة لأخرى بخصوص الأشخاص المصابين بهذه الحالة، إلا أنه عادةً عندما يشكل المصابين بهذا المرض خطر، إما على أنفسهم أو على الآخرين، فعادةً ما يتم إخضاعهم للعلاج بصورة قهرية والذي يتضمن العلاج غير الطوعي في المستشفى وضبط النفس واستعمال الأدوية النفسية

4- إن علاج هذه الحالات للصحة العقلية يكون أكثر تعقيد، إذا كان نقص البصيرة أحد المظاهر، حيث يتم وضع الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة في أماكن متخصصة، خوفاً من الخطر المتزايد عليهم من التشرد أو الاعتقال، ويمكن أن يساعد إدراك عدم وضوح الرؤية والمخاطرة على تحسين إمكانية مساعدة الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض الصعبة.


شارك المقالة: