غالباً ما تؤثر الصدمة النفسية بشكل كبير على حياتنا، أكثر الأسئلة الخاصة بهذا الموضوع هو كيف تؤثر الصدمة النفسية على الدماغ، فلا يزال يوجد الكثير لنتعلمه عن آثار الصدمة النفسية، إلا أنَّنا نعلم أنَّ هناك عدد من التغيّرات التي تحدث في الدماغ والجسم يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على التأقلم، فقد يستمر ذلك لوقت طويل،وقد تظهر بعض الأعراض التي تدل على تأثر الدماغ بالصدمة النفسية.
تأثير الصدمة النفسية على الدماغ:
يوجد 4 مناطق أساسية في الدماغ تتأثر بالصدمة النفسية؛ مثل الحُصين واللوزة والقشرة الجبهية وجذع الدماغ، كذلك عند شعور الفرد بالتهديد، يقوم الدماغ بتوجيه الجسم لإفراز الهرمونات الخاصة بالتوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، يكون تأثير الصدمة النفسية على الدماغ كالتالي:
- الكورتيزول: أثبتت الدراسات أنّ الكورتيزل يؤدي إلى تدهور الخلايا في جزء من الدماغ يسمّى الحُصين، فهو المسؤول عن وضع الذاكرة ودمجها، أكَّد الباحثون أنّ الأشخاص الذين يعانون من صدمة مزمنة، مثلاً الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة لديهم في الواقع حصين أصغر؛ ممّا يسبب صعوبات التعلم والذاكرة، لكن يمكن أن يتغير وينمو الحُصين فيما بعد.
- الأدرينالين: يفرز الدِّماغ بسبب تأثر الصدمة النفسية هرمون الأدرينالين في الدم الذي يقوم بالتأثير على اللوزة الدماغية المسؤولة عن الذاكرة العاطفية، هذا ما يفسِّر السَّبب وراء دخول لحظة مشحونة عاطفية في الدماغ ولكن التفاصيل التي تحيط بالتجربة يمكن أن تكون غير واضحة، في بعض الأحيان يمكن للناس أن يشعروا وكأنَّهم يعيشون لحظات مؤلمة ويطفو ماضيهم بشكل مؤلم على الحاضر.
- القشرة الجبهية: هي المنطقة الثالثة في الدماغ التي يجب التركيز عليها عند فهم تأثير الصدمة، كما أنَّها قشرة الفص الجبهي التي تقع في مقدمة الدماغ، تساعد هذه المنطقة غالباً على التفكير في المشكلات وحلّها، كما يقل نشاطها عندما يتعرض الشخص لصدمة، ممّا يجعل من الصعب التركيز وحل المشكلات والشعور بالحضور.
- جذع الدماغ: يتفاعل جذع الدماغ بشكل تلقائي أثناء الصدمة مع التهديد عن طريق تنشيط ردود الفعل، مثل الهروب أو المواجهة أو التجمد، مثلاً يمكن للأشخاص أن يريدوا القتال للدفاع عن أنفسهم أو يشعروا برغبة في الهروب أو الفرار، في بعض الأحيان، يشعر الأشخاص بالتجمد وعدم القدرة على الحركة، لكن يكون داخل الدماغ بيئة ضغط عالية مع مستويات مرتفعة من هرمونات التوتر.
