اقرأ في هذا المقال
يمر كافة الأشخاص على وجه الأرض بنفس المراحل العمرية، ونفس التغيرات الجسمانية التي تظهر مع كل مرحلة جديدة، ولكن هناك البعض ممن يفكرون دائماً بمدى خطورة الانتقال بين هذه المراحل والوصول إلى سن الشيخوخة الذي عادة ما يصبح الأفراد فيه ضعاف ولا يتمكنوا من ممارسة الأنشطة اليومية الاعتيادية براحة.
ما هو رهاب الوقت؟
كل إنسان يكبر بصورة طبيعية على مر السنين، وهذا شيء لا يمكن السيطرة عليه أو تغييره، ولكن هناك بعض الأفراد الذين لا يتقبلون هذا الشيء، ومن ثم فإنهم يقعون في خوف غير منطقي من التقدم في السن، ومن هنا فإنهم سوف يحتاجون حتماً إلى التدخل الطبي الذي سوف يساعدهم على التخلص من هذه المشكلة.
وهو الخوف من مرور الوقت الذي يمتد من الماضي إلى الحاضر والمستقبل، وهو يتخذ شكل معقد جداً، حيث يتضمن الخوف من المستقبل، والخوف من عدم إنجاز شيء، والخوف من عدم اكتشاف النفس، والخوف من العجز. وقد يؤدي هذا كله إلى فقد العقل وتشتيت التركيز إلى جانب تدني القدرة العقلية ونقص الإنتاج في العمل. وعلى أية حال فإن هذا النوع من الرهاب يهدد الحاضر والمستقبل ويدمرهما؛ لأنه يخسر الأهداف ويمنع الأفراد المصابين به من أن يعيشوا حياتهم بسلام.
أسباب رهاب الوقت:
يظهر هذا النوع من الرهاب نتيجة للكثير من الأسباب، فهو يختلف من شخص إلى آخر حسب الخبرات التي مر بها أو التصورات التي يتبناها، وبصورة عامة يمكن الإشارة إلى الأسباب التالية:
1- قد يظهر هذا النوع من الرهاب نتيجة خبرة سابقة مؤلمة، وضعت أثر سلبي في نفس الشخص وهو لا يزال صغير، ويعد هذا السبب أحد أبرز الأسباب التي تم اكتشافها، حيث اعترف الكثير ممن يعانون من هذه الحالة أنهم قد تعرضوا لحادث أليم في طفولتهم.
2- وقد يظهر هذا الرهاب كذلك نتيجة المعتقدات التي يحملها الأشخاص، والتي يصفها العلماء بأنها تصورات غير منطقية ولا ترتكز على أدلة حقيقية ملموسة، وهي تجعلهم يفكرون كثيراً في جميع اتجاهات الحياة المختلفة وما يمكن الوصول إليه في المستقبل.
3- ويوجد أسباب وراثية أخرى، مثل: قصور الغدة الكظرية، والذي يتسبب بعدم تزويد الجسم بكميات كافية من الهرمونات، وبالتالي فإن هذا الجسم سوف يصبح معرض لمظاهر القلق والخوف والتوتر بدرجة أعلى بكثير من الأجسام التي لا تعاني من قصوراً في الغدة الكظرية.
4- ومن ناحية أخرى قد تظهر هذه المخاوف من المخ وبصورة غير إدراكية، إذ يعمل المخ على تقديم حجج مقنعة كافية لجعل الشخص يقع سجن الخوف من مرور الوقت وما له من تبعات مؤذيه.
أعراض رهاب الوقت:
لهذا النوع من الرهاب العديد من العلامات التي تظهر على المصابين به، وهي أعراض فسيولوجية وجسدية مثل: خفقان القلب وضيق التنفس والاختناق والغثيان والقيء وجفاف الفم والدوار والهزات.
علاج رهاب الوقت:
1- أثبتت العديد من الأبحاث بأن العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي لهما أثر كبير جداً في حل هذه الحالة، ولهم تأثير على المصاب بصورة تدريجية وتمنح المصاب شعور بالأمان والثقة. وتستند هذه العلاجات على تقنيات مختلفة مثل التعرض لمواقف حقيقية ومزيفة، التنفس بعمق وتقنية إزالة الحساسية المنهجية التي تعتمد على تعريض المصاب للأشياء التي يخاف منها ثم عرض جميع الاستراتيجيات التي سوف تسمح له بمواجهة هذه الأشياء بأفضل شكل ممكن ودون أن يعرض نفسه للأذى.
2- أما تقنية العلاج الثانية فهي العلاج المعرفي، الذي يرتكز بصورة أساسية على أن يتقبل الذهن حقيقة المرض الذي يعاني منه ومن ثم يلتزم بالعلاج، كأن يتعامل مع الرهاب على أنه مشكلة بحد ذاتها، ومع الأدوية و العلاج على أنها الحل الأمثل و الأنسب لهذه المشكلة.
3- ومن الممكن أيضاً أن يحتاج المصاب بهذا النوع من الرهاب ببعض الأدوية والعقاقير التي يحددها الطبيب النفسي، وذلك إذا وصل إلى مرحلة متأخرة من هذا المرض النفسي تستدعي اتخاذ الدواء.
الوقاية من رهاب الوقت:
في حال كان الشخص غير مصاب بهذا الرهاب، ولكنه يعاني من قلق متفاوت بخصوص مرور الوقت أو الخوف المستمر من الفشل، فإنه ينصح بأن يعيش حاضره بسلام وأن يرتب أولوياته بعناية تامة وفق جدول زمني محدد، وأن يتستغل كافة الآليات والفرص المتاحة أمامه للوصول إلى هدفه، ولا يفكر أبداً في الماضي أو الأثر السلبي الذي تركه في نفسك، وسوف يجد أن كل شيء يمضي على نحو جيد، وأنه يكتشف نفسه من جديد، بل ويكتشف كل من حوله بشكل أعمق وأدق، من خلال نظرة جديدة لم ينتبه لها في السابق.