ما هو علم النفس الإيجابي؟

اقرأ في هذا المقال


يمكن تعريفعلم النفس بأنه أحد الدراسات العلمية الخاصة بالسلوك الإنساني والعقل، يهدف هذا العلم لفهم السلوك وتفسيره والتنبؤ والتحكم به، يشمل علم النفس أنواع متعددة من الفروع ومنها التحليل النفسي الذي يرى أنّه يمكن علاج الناس عن طريق زيادة الوعي الذاتي بالأفكار والدوافع اللاواعية لديه، كذلك النظرية السلوكية والتي تختص بدراسة سلوكيات الإنسان وتعتمد على التجربة والملاحظة، أيضاً النظرية الإنسانية والتي تركّز على تحليل المشاعر والتي تقود الإنسان في حياته، حديثاً ظهر علم النفس الإيجابي.

مناهج علم النفس:

  • المنهج العلمي: يمتاز المنهج العلمي بجمع الأحداث والمعلومات من خلال الملاحظة المنتظمة وليس العارضة، كذلك يعتمد على الملاحظة الموضوعية وليس الذاتية؛ أي الاعتماد على الملاحظة التي لا يمكن أن تتأثر بميول الباحث وعواطفه وأفكاره القديمة، كذلك يعتمد على الملاحظة التي يمكن التحقق من صحتها؛ أي من الممكن أن يقوم باحثون آخرون بإعادتها ويخرجون بنفس النتائج.
  • منهج التأمل الباطن: يعتمد هذا المنهج على الملاحظات الداخلية أو الاستبطان، الذي يعني ملاحظة الشخص وما يحدث في شعوره سواء من خلال خبراته الحسية أو العقلية أو الانفعالية، تمتاز الملاحظة بانتظامها ودقتها، كما تسعى لوصف هذه الحالات وتحليلها وتأويلها في بعض الأحيان، من الأمثلة على الاستبطان هو عندما يشرح الإنسان ما يشعر به للآخرين، لكنه يواجه الكثير من الاعتراضات بسبب حقيقة أنه غير موضوعي ولا يمكن التحقق من صحته.
  • المنهج التجريبي: لا يمكن أن يتوقّف العلم في بحوثه على الانتظار حتى تقع الأحداث والظواهر بهدف ملاحظتها، بالتالي سيكون سير الأبحاث بطيء، لذلك يجب أن يتدخل الإنسان ليرتب الظروف التي تقع فيها الظواهر بشكل معين ثم يلاحظ ما يحدث، هذه هي التجربة؛ فليس التجربة لملاحظة مقصودة مقيدة بشروط تجعلها تحت مراقبة الباحث وإشرافه.

ما هو علم النفس الإيجابي؟

وصل علم النفس بعد النهضة الأوروبية لأن يكون علم مكرّس للشفاء، حيث قام بالتركيز على إصلاح الخلل في أداء الفرد من خلال استخدام النماذج المرضية، مما أدى إلى إهمال الإمكانيات والقوى الكامنة لدى الفرد، مع تطوّر العلم في القرن العشرين ظهر علم النفس الإيجابي الذي يسعى إلى التركيز على العلاج عن طريق بناء أفكار ومشاعر إيجابية، كذلك تطوير الصفات الإيجابية كمصدر للنمو الشخصي بدلاً من الانشغال بالمرض وما يصاحبه من مشكلات.
يمكن تعريف علم النفس الإيجابي بأنه أحد العلوم الحديثة التي تركز على دراسة وتنمية الشخصية الإنسانية، كذلك البحث عن كلّ ما يساعد الإنسان لتكون حياته أفضل عن طريق دراسة الأدوار التكيفية للانفعالات والسمات الإيجابية، كذلك كل ما يوصل الفرد للرفاه النفسي والسعادة، فقد اهتم علم النفس الإيجابي بالبحث عن الجوانب الإيجابية لدى الفرد وفهم مكامن القوة لديه، كبديل عن البحث في الجوانب السلبية والإضطرابات النفسية، كما كان سائد في علم النفس المرضي.
يساهم علم النفس الإيجابي والمجالات الإيجابية التي يتضمنها في حفاظ الأفراد على الصحة النفسية، حيث تقوم المشاعر والافكار الإيجابية بمساعدة الأشخاص لتصبح حياتهم ذات قيمة ومعنى، ليتم توضيح ما هو علم النفس الإيجابي؛ قام بترسون وسلجمان بإضافة الطابع الرسمي على المبادئ الخاصة بعلم النفس الإيجابي بتأليف كتاب بعنوان (قوة الشخصية والفضائل)، يتضمن الكتاب تصنيفات لنقاط القوة التي تُمكن الفرد من الازدهار، حيث قسمت إلى ست فضائل ينبثق منها أربعة وعشرون قسم.
عندما يملك الشخص هذه الفضائل تساعده على تعزيز القدرة النفسية والفكرية للفرد ومواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهه، أيضاً الوصول إلى الرضا والشعور بالسعادة والحياة الهانئة، معرفة هذا الفضائل سيساعد في الإجابة عن سؤال: ما هو علم النفس الإيجابي، هذه الفضائل ما يلي: الحكمة والمعرفة والإنسانية والاعتدال وضبط النفس والسمو والشجاعة والعدالة.

قيمة علم النفس الإيجابي:

  • يحسّن علم النفس الإيجابي مستويات الصحة النفسية والعقلية والجسدية عند الأفراد، كما أنه يقلل من مستوى الاكتئاب والقلق.
  • يحسن هذا العلم قدرات الأفراد على بناء علاقات اجتماعية إيجابية والحفاظ عليها، كذلك تشجيع السلوكات التكيفية والنمو الشخصي للفرد، كما أنه يرتبط بالحالة المزاجية الإيجابية وبمستويات مرتفعة من التفاؤل والسعادة.
  • يحسّن من قدرات الأفراد على التكيف، كذلك يساعد في مواجهة الفرد للضغوطات والأزمات اليومية التي يتعرض لها.
  • يحسّن هذا العلم ثقة الفرد بنفسه والوعي الذاتي لديه، كما أنه يكون أكثر قدرة على تنظيم الانفعالات والسيطرة عليها والرضا عن الذات وتحمل المسوؤلية.
  • تزداد قدرة الفرد على اتخاذ القرار الملائم ووضع أهداف ملائمة حسب الفهم الإيجابي للأحداث.

علم النفس الإيجابي والصحة النفسية:

يجب أن نفهم كيف يسهم علم النفس الإيجابي في الوقاية من الأمراض النفسية؛ حيث تقوم المشاعر والأفكارالإيجابية بجعل حياة الفرد أكثر ازدهار عن طريق تعزيز المرونة النفسية والتكيف الإيجابي، كذلك تحقيق الكفاءة الاجتماعية وزيادة القدرة على التعامل الفعال مع الأحداث من خلال التنظيم الذاتي والفهم الإيجابي لها، أيضاً القيام بخطوات استباقية لتعزيز الرفاهية النفسية والوصول بالفرد لمستويات مرتفعة من السعادة والأمل والتفاؤل.
حتى نُجيب على (ما هو علم النفس الإيجابي) سنتحدث عن مستويات علم النفس الإيجابي، أولاً المستوى الذاتي الذي يركّز على الخبرة الذاتية الموجبة، كالرضا النفسي والسعادة، ثانياً المستوى الفردي الذي يرتبط بالسمة الشخصية الإيجابية؛ كالحب والشجاعة والمثابرة والحكمة والتسامح والأصالة، ثالثاً المستوى الجماعي ويتمحور حول الفضائل والمؤسسات المدنية التي تحرك الأفراد نحو الأفضل، كالمسؤولية والإيثار والعدل والتسامح والمسؤولية والامتنان.

دور علم النفس الإيجابي في مكان العمل:

إنّ تعزيز العوامل والفهم تقوم بالسماح للأفراد والمجتمع بالتطوّر، لذلك علم النفس الإيجابي في بيئة العمل يركّز على تحويل الانتباه من الجوانب السلبية؛ كالإرهاق وعدم وجود الأمن الوظيفي لتكوين بيئة عمل تهدف إلى تعزيز التأثير الإيجابي لموظفيها، حيث أنّ امتلاك أفكار وانفعالات إيجابية يؤثر في سلوك الفرد وتعامله مع الأحداث والمواقف الضاغطة في بيئة العمل، فهو يعمل على تنمية الدافعية والجوانب الإيجابية والانفعالية والإبداعية لديهم.
حتى نوضّح إجايبة هذا السؤال (ما هو علم النفس الإيجابي) والعلاقة التي تربطه بمكان العمل، فإنه يقوم بزيادة قدرات الأفراد حتى يتمكن الأفراد في المجتمع من العمل في نطاق الجماعة والتعاون في بيئة العمل، مما يؤدي إلى الالتزام وتحقيق الرضا الوظيفي والإنتاجية وزيادة جودة الخدمة المقدمة، كذلك الإسهام في تحقيق الأهداف الشخصية والوظيفية وذلك عن طريق تعزيز الأداء من أجل تحقيق الأهداف واتخاذ القرارات والإجراءات التي تساعد في الوصول إليه.
عندما يمتلك الفرد أفكار ومشاعر إيجابية تجعله أكثر مرونة عندما يضع الأهداف ويتعامل معها، أو يقوم بتغييرها إلى أهداف تحقق التكيف مع متطلبات البيئة التي تحيط به، مما يعمل على تعزيز شعوره بالكفاءة الذاتية والوصول إلى الرضا الوظيفي وتحسين الإنجاز؛ هذا بدوره ينعكس على مكان العمل.


شارك المقالة: