اقرأ في هذا المقال
ينصّ قانون التجاوب، على أنَّ عالمنا الخارجي يتجاوب مع عالمنا الداخلي، وأنَّ ما نعيشه في في عالمنا الخارجي، ما هو إلا انعكاس لعالمنا الداخلي. فأياً كان ما نراه عندما ننظر حولنا، فإنَّنا سنرى شيئاً بداخل أنفسنا، فأينما سنذهب، سنجد أنفسنا، وسيعكس لنا عالمنا الخارجي ما يتوفر من نجاح، مال، عمل، علاقات، وحالة صحيّة جيّدة، كلّ تلك الصور تتشكّل داخلنا، فما من شيء يمكن له أن يدوم في حياتنا، ما لم يكن استجابة لشيء ما بداخلنا.
مفهوم قانون التجاوب
يشير قانون التجاوب إلى فكرة أن ما نتلقاه من الآخرين هو انعكاس لما نعطيه. فالأشخاص يميلون إلى الاستجابة بشكل مماثل للطريقة التي يُعاملون بها. على سبيل المثال، إذا قدم شخص ما الحب والاحترام والدعم لمن حوله، فمن المرجح أن يتلقى نفس المشاعر والمعاملة بالمقابل. وعلى العكس، إذا كان الشخص يتعامل مع الآخرين بالسلبية والانتقاد، فقد يجد أن من حوله يتجنبونه أو يتعاملون معه بنفس الطريقة السلبية.
كيف نحظى بعلاقات أفضل
لكي نحظى بعلاقات أسعد حالاً، ينبغي أن نصبح أشخاصاً مُحبين بدرجة أعلى، ليس فقط بعقولنا، ولكن بقلوبنا أيضاً، وعندما نصبح أشخاصاً مُحبين بدرجة كبيرة من الداخل، سيتبدّل عالمنا الخارجي من علاقات، وأحياناً يتغيّر تغييراً فوريّاً.
لكي نصبح أكثر رخاءً مالياً في الخارج، علينا أن نصير أكثر رخاءً من الداخل، وحتى نكون أكثر صحّة ورشاقة في أبداننا، علينا أن نفكّر في عقولنا، كشخص يتمتع بالصحة والرشاقة.
” إنَّ أعظم ثورات جيلي، كانت اكتشاف أنَّ الأشخاص بوسعهم تغيير الجوانب الخارجية لحياتهم، عن طريق الاتجاهات الداخلية لعقولهم” من أقوال الدكتور ويليام جيمس، من جامعة هارفارد.
العلاقة بين قانون التجاوب والعلاقات الإنسانية
قانون التجاوب له دور كبير في العلاقات الإنسانية بمختلف أنواعها، سواء كانت عائلية، صداقة، أو علاقات مهنية. وفيما يلي بعض الطرق التي يظهر فيها تأثير هذا القانون في علاقاتنا:
1. تعزيز العلاقات الإيجابية
عندما يتبنى الشخص أسلوبًا إيجابيًا في التعامل مع الآخرين، يخلق بذلك بيئة تشجع على المحبة والتعاون. مشاعر الود والتقدير تُقابل عادة بنفس المشاعر، مما يساعد على تعزيز العلاقات وجعلها أكثر توازنًا واستقرارًا. على سبيل المثال، الشخص الذي يُظهر الامتنان والتقدير لزملائه في العمل قد يجد أنهم يتعاونون معه بشكل أفضل.
2. حل النزاعات بشكل بناء
قانون التجاوب يمكن أن يكون أداة فعالة في حل النزاعات والخلافات. عندما يُظهر الشخص تفهمًا واحترامًا لوجهات نظر الآخرين، فإنه يشجعهم على الاستجابة بالمثل. هذا يفتح المجال للحوار البناء والبحث عن حلول مشتركة، بدلاً من الدخول في صراعات وصدامات.
3. التأثير على بيئة العمل
في مكان العمل، يمكن لقانون التجاوب أن يلعب دورًا حاسمًا في تحسين بيئة العمل. القائد الذي يعامل فريقه بالاحترام والتقدير يعزز من روح التعاون والإنتاجية بين الأفراد. بالمقابل، القائد الذي يتعامل بقسوة وجفاء يمكن أن يولد بيئة مليئة بالتوتر وعدم الرضا، مما ينعكس سلبًا على الأداء العام.