اقرأ في هذا المقال
ما هو الهوس بالكمال؟
نتيجة الرغبة في الكمال و السعي إلى عمل كل شيء على أحسن ما يكون، هو شيء ليست في قدرة البشر، فالبشر ذوو قدرة محدودة، والحياة من حولهم والظروف لن تساعدهم للوصول إلى الكمال؛ بل و أكثر من ذلك فالسعي إلى الكمال لن يجعل الفرد يعيش حياه طبيعية وبسيطة كباقي البشر بل وسيجعله يرى الحياة مكان العذاب والشقاء.
ما هي سمات الشخص المهووس بالكمال؟
يوجد الكثير من البشر من يبحثون عن الكمال في الأشخاص الموجودين في حياتهم؛ ومنهم من يرغبون بالكمال في الأبناء في أن يبدو في مكانة دراسية واجتماعية محددة، وهي حسب وجهة نظرهم من أفضل الأشياء التي تسعى بهم إلى الكمال في الحياة؛ ومنهم من يسعى إلى الكمال في زوجته وكيف يجب عليها أن تتعامل معه وما يجب عليها فعله حتى تكون الزوجة المثالية من وجهة نظره هو، من غير الألتفات إلى أهمية هذا في حياة الزوجة و ما ترغب هي في فعله و ما تحبه.
وأيضاً بعض الأشخاص يسعون إلى الكمال في الأصدقاء و في المعاملة مع البشر بصورة عامة و هي الصفة التي وبسبب عدم وجودها على هذه الأرض وبين البشر قد تتسبب في الوحدة طوال العمر والخوف من تصرفات البشر وعدم القدرة على التعامل مع هذه الحياة، ولن يتمكن من التأقلم والاستمتاع بالحياة التي سوف تذهب منه بشكل تدريجي ويذهب رونقها وجمالها في نظره، وبالطبع عليه بالذهاب للحصول على المساعدة و الاستشارة الطبية فهي لا تنقص أهمية عن أمراض الوسواس القهري التي قد تجعل من حياه المصاب بها على حافة الهلاك.
كيفية التعامل مع الشخص المهووس بالكمال؟
قد يكون التجنب أسلوب من وجهة نظر الشخص، لتجنب هيمنة الشخص المصاب، لكن ما الخطة في حال كان الشخص المصاب هو مدير العمل أو أحد المقربين أو صديق مقرب من الشخص، فمن دون شك سوف تكون الحياة مستحيلة وقد تجعل الشخص يخرج عن حدود السيطرة وتتسبب في إثارة غضبه بصورة غير طبيعية؛ لأن غالباً هذا النوع من المهووسين هم متطفلين بشدة وكثيري الأسئلة والبحث عن أدق التفاصيل بأسلوب يتثير الغضب والثورة وحتى يتم التعامل معهم يوجد الكثير من الأساليب التي سوف تدعم موقف الشخص في مواجهتهم وللتعامل معهم.
فهم ما يحاولون الوصول إليه:
غالباً الشخصيات التي تسعى إلى الكمال هم شخصيات عندها رؤية محددة عن الموضوع الذين يرغبون في الوصول إليه؛ و على الشخص حتى يتجنب الصدام معهم، وأن يحاول أن يدرك رغبتهم في السيطرة على من حولهم أحياناً ناتج من خوفهم من الفشل، فشلهم في عملهم وفشلهم في شخصياتهم في نظر من حولهم وخوفهم المستمر من تقليل احترامهم في نظر الآخرين.
وعلى الشخص إن رغب في محاولة فهمهم بصورة جيدة أن يحاول أن يبث الثقة فيهم وفي قدراتهم وأن رؤيتهم لما يرغبون في تحقيقه هي رؤيا صحيحة وسوف تتحقق كما يرغبون فيها وعليهم التعاون وفتح باب النقاش و عدم التسلط في الرأي حتى يتم العمل بنجاح ولن يتسنى الشخص الوصول إلى هذا الأمر إلا بعد بث روح الثقة فيهم والتي تعمل على رفع الروح المعنوية لهم.
تقديم المساعدة الطبية:
من دون شك أن هذه النوعية من الأشخاص هم في الحقيقة مرضى نفسيين يحتاجون إلى المساعدة الطبية؛ و إذا كان لدى الشخص القدرة على تفهم طبيعة مرضهم هذا وتمكن من إقناعهم بأنهم في حاجة إلى العلاج فلقد قدم لهم خدمة عظيمة و كبيرة
والشخص المصاب عادةً ما يكون مصاب باضطرابات في الشخصية، فهو إما يكون شخص لديه شعور بالنرجسية المبالغة أو هو شخص انطوائي غير اجتماعي، وهي غالباً ما تكون ناجمة عن التربية والبيئة التي نشأ فيها المصاب أو تكون ناتجة من طباع شخصية وعليه طمأنته أنه ليس بالوضع الحرج ولكن هو من الأمور المهمة حتى ينعم بحياة طبيعية وسوية.
التأثير في الشخص المصاب:
الشخص المصاب من وجهة نظره إنه شخص منظم ويكره القبح ويستنكر فاعليه، ويسعى إلى أن يرى كل شيء في مكانه السليم، ولكن هو مسيطر بأسلوب مستفز للأشياء والأشخاص.
ولهذا إذا استطاع الشخص أن يكون متقبل ومتفهم لهذه الطبيعة عليه بمحاولة التعامل على إرضائهم على قدر المستطاع، ولكن من غير أن يخسر نفسه و عليه أن يعمل على أن يُشعر هذا الشخص بذاته من غير نفاق وأن يطلب منه الأشياء بأسلوب أكثر أدب و أن يتم احترمه أمام الناس، ومحاولة إفهامه بأن الهيمنة والتحكم في العمل لا تتأتي إلا بالالتزام الذي هو مفتاح العمل الصادق والنافع في نظر الجميع.