ما هي آثار الصدمة النفسية على الطفل؟

اقرأ في هذا المقال


ينمو الناس بفطرتهم من الداخل إلى الخارج مدفوعين بحب الاستكشاف والتطور، يمرون خلال فترة نموهم بالعديد من الظروف التي قد تؤثر بشكل أو بآخر على نموهم السوي في طريقهم إلى الرشد، حيث إنّ النمو السوي للشخص يقوم باستدعائه ضمن أسرة تقوم بتلبية احتياجاته النفسية والفيزيولوجية في جو من الحب والتقبل، فإنَّ حدوث نكبات ومشكلات في حياته سوف يؤدي بالضرورة إلى زعزعة النمو السليم وإلى حدوث مشكلات قد تستمر معه مدى الحياة ما لم يتم التعامل معها وعلاجها.

ما هي آثار الصدمة النفسيةعلى الطفل؟

قد تكون الصدمة النفسية مرة واحدة كحدوث اغتصاب لمرّة واحدة، في الغالب يتبع هذه الحالة تشويه صورة الذات وتحقيرها، كذكرالخجل والشعور بالذنب، فقد تكون مستمرة مثل الحروب أو الاستغلال الجنسي لمدّة طويلة، في الغالب تحتاج هذه الحالة إلى فترة علاج طويلة الأمد، إنّ تعرّض الطفل المستمر للضغوطات تؤثر على الصحة النفسية والفيزيولوجية.
إذا بقي الطفل في حالة تأهب بشكل مستمر، سيفرز الجسم هرمون الأدرينالين ممّا يؤدي إلى انخفاض مناعة الجسم فيصاب الطفل بأمراض الالتهاب والحساسية وغيرها، كما يؤثر على الذاكرة قصيرة المدى التي يحتاجها الطفل في عملية التعلم، إنّ كل ذلك معناه أنّ الطفل سينمو على حساب الوظائف الدماغية الأساسية اللازمة لتعلم عمليات عقلية أكثر تعقيد، فضلاً عن أنّ صحة الطفل النفسية تتدهور حيث يعاني من اضطرابات في النوم والكوابيس الليلية والاكتئاب والعدوانية.
في هذه الظروف لا يجب أن ننتظر وننظر إلى ما يحدث بدون فعل أي شيء، فالدماغ في مرحلة الطفولة يمتاز بمرونة وقدرات عالية على التكيف، فالعلاج المبكر سواء مع الأطفال الذين لا يزالون تحت تأثير الضغط أو ممّن خرجوا ولكن مصابون باضطراب بعد الصدمة، الذي له تأثير إيجابي كبير على صحتهم النفسية والعقلية والجسدية بما توفِّره من فرص تعليمية وأنشطة ترفيهية، تمنحهم شعور ولو جزئي بالاستقرار من خلال برنامج روتيني يعتاد عليه الطفل بشكل يومي.

كيف تظهر علامات الصدمة النفسية؟

يقوم الطفل بإظهار بعض المشاعر والتصرفات الدالة على وجود الصدمة النفسية، التي قد تظهر بشكل مباشر أو في وقت لاحق، يظهر اختلاف مظاهرها من طفل لآخر وفق نموه العقلي والشخصية، فالبعض يلجأ للمقاومة ويصبح عدواني والبعض الآخر يلجأ إلى الهروب ويصبح انعزالي، فقد يعبّر الطفل مباشرة بالشكوى والتذمر ممّا يحدث، كما يطرح التساؤلات بشكل مستمر، كذلك قد يلجأ إلى سلوكات لم يكن يمارسها تعبر عن وجود مشكلة، كالتعلق ومص الإبهام وفقدان السيطرة على التبول أو التبرز.


شارك المقالة: