ما هي الأعراض الانسحابية لمضادات الاكتئاب

اقرأ في هذا المقال


العديد من الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب ويرغبون بالإقلاع عن تناول هذه المضادات بعد أن حالتهم الصحية تصبح أفضل، وهنا ينبغي استشارة المعالج، ويفضل عادةً بعدم التوقف عن هذه المضادات فجأة ومن غير تدرج، فقد ينجم عن ذلك مظاهر انسحابية. كما يمكن أن يتسبب التوقف عن تناول أدوية الاكتئاب ومن غير استشارة المعالج إلى الانتكاس ورجوع مظاهر الاكتئاب، في أغلب الحالات، يكون تحسن المظاهر مرتبط بأخذ الدواء، لذا لا ينصح التوقف عن الدواء بمجرد الإحساس بتحسن المظاهر، ولهذا فإن هذه الخطوة وطريقة الإقلاع عن المضادات ينبغي أن يتم تحديد خطة مشتركة بين المعالج والمريض.

كيفية التوقف عن مضادات الاكتئاب

استشارة المعالج

ينصح باستشارة المعالج إذا كان الوقت ملائم للتوقف عن أخذ مضادات الاكتئاب، وذلك حسب الوضع الصحي والظروف الخاصة بالمصاب.

غالباً، ينبغي انتظار وقت كافي بعد أن تتحسن مظاهر الاكتئاب وتستقر الحالة الصحية للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب، وقد تخمن هذه المدة بعدة شهور.

ويفضل الابتعاد عن الانقطاع عن المضادات في حال لم تكن ظروف المصاب مستقرة، أو إذا كان يتعرض أي من مثيرات القلق، مثل فترة الامتحانات أو بدء عمل جديدة.

العلاج النفسي

يساهم هذا على علاج الاكتئاب، والحد من احتمالية ظهور انتكاس ورجوع الاكتئاب بعد الإقلاع عن المضادات:

التدرج واتباع خطة تقليل جرعة مضادات الاكتئاب

عادةً يقوم المعالج بترتيب خطة تدريجية مع المصاب بعد أخذ خطوة الإقلاع عن مضادات الاكتئاب، وتعمل الخطة عادةً على الحد من جرعة المضادات بصورة تدريجية وخلال مدة من الزمن يحددها المعالج، ومن المحتمل أن تمتد هذه الفترة إلى عدة أسابيع أو أشهر إلى وقت التوقف بشكل نهائي عن تناول الدواء.

لهذا ينبغي تناول الدواء بالجرعة التي تم وضعها خلال المدة المطلوبة، وهذا للإقلاع عن المضاد بنجاح والتقليل من مظاهر الانسحاب، كما من المفيد تثبيت المظاهر أثناء هذه المدة، حتى يتم مراقبتها من المعالج ومعرفة إذا ما كان أسلوب تخفيف الجرعة لمضاد الاكتئاب ملائم.

الحفاظ على نوعية حياة صحية

إن الحفاظ على أسلوب حياة صحي له دور في الحفاظ على الصحة النفسية، لذا فإن اتباع حمية متوازنة، والابتعاد عن مثيرات القلق، وممارسة الرياضة بصورة مستمرة يساعد على تعديل المزاج، كما تعمل الرياضة كذلك على زيادة مستويات السيروتونين في الجسم.

الحصول على قدر كاف من النوم

ينبغي أخذ قسط مريح من النوم بشكل يومي، من 7 إلى 9 ساعات يومياً، كما ينبغي الاعتناء بنوعية النوم ولهذا تأثير على الوضع المزاجي للشخص.

التواصل مع المعالج

ينبغي المتابعة مع المعالج أثناء فترة التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب، وبالتحديد بعد مضي شهر عن الإقلاع، وهذا لمراقبة علامات الانسحاب وعلامات الاكتئاب.

الأعراض الانسحابية لمضادات الاكتئاب

إن التوقف عن مضادات الاكتئاب من غير تدريج، تتسبب في اختلال درجة الناقل العصبي فأن المضادات تؤثر عليها ويعتاد عليها الجسد مع الوقت، وينجم عن هذا مظاهر انسحابية نفسية وجسدية، وقد تتفاقم هذه الأعراض وتتطلب التدخل الطبي، لهذا وينصح دائماً باستشارة المعالج عن كيفية التوقف عن مضادات الاكتئاب.

تظهر هذه الأعراض الانسحابية بصورة أكبر عند الإقلاع عن الأدوية التي تتضمن آلية عملها على زيادة مستويات هرمون السيروتونين، كذلك فإن المضادات ذات المفعول الأقصر تظهر مظاهر انسحابية أكثر من المضادات ذات المفعول الطويل.

وتستند الأعراض أيضاً على كيفية التوقف عن دواء الاكتئاب، حيث تكون هذه المظاهر غالباً أكثر حدة عند التوقف بصورة مفاجئة، وفي هذه الحالة سوف يجبر المصاب الانتظار أسبوعين على الأقل بعد الرجوع لمضادات الاكتئاب، لتبدأ الاستجابة للعلاج من جديد.

من أبرز مظاهر التوقف المفاجئ عن أدوية علاج الاكتئاب ما يلي:

1- اضطرابات ومشاكل في النوم، ورؤية أحلام مزعجة.

2- تغيرات في المزاج، أو الانزعاج والعصبية.

3- المعاناة من مظاهر انفلونزا.

4- الإحساس بالقلق والاكتئاب.

5- التفكير بالانتحار أو محاولة ذلك.

6- دوار أو دوخة.

7- غثيان، وقيء، وإسهال.

8- انعدام الشهية.

9- ارتعاش في الأطراف، أو مشية غير متوازنة.

10- تفاقم مظاهر الاكتئاب، مثل الصداع والأرق.

11- إحساس مشابه للتيار الكهربائي أو الصعقة الكهربائية في الدماغ.

12- تعرق شديد واحمرار الوجه.

13- ألم في المعدة.

مدة علامات الانسحاب من مضادات الاكتئاب

قد تتفاوت مدة المظاهر الانسحابية للمضادات النفسية بنوع الدواء، وإنما تقدر مدة المظاهر الانسحابية بعد التوقف عن استعمال مضادات الاكتئاب بحوالي أسبوع أو أسبوعين، لكن قد تستمر المظاهر الانسحابية عند بعض المصابين لمدة أطول.

وتظهر علامات الانسحاب في العادة في الأسبوع الأول من التوقف عن مضادات الاكتئاب، وتظهر أعراض الانسحاب لدى شخص من كل 5 أشخاص عند التوقف فجأة عن المضاد، ويمكن أن تكون مظاهر التوقف عن دواء الاكتئاب خفيفة ولكن مزعجة للمصاب.

والأعراض الانسحابية لا تنجم عن إدمان مضادات الاكتئاب التي تم أخذها تحت إشراف المختص، وإنما عن تفاوت مستويات السيروتونين قبل وبعد التوقف عن أخذ مضادات علاج الاكتئاب.

كيف يمكن التخفيف من الأعراض الانسحابية لمضادات الاكتئاب

ينبغي استشارة المعالج عن كيفية التوقف عن مضادات الاكتئاب بالصورة الأمثل، لتجنب علامات الانسحاب أو الانتكاس، ومن أساليب الحد من مظاهر التوقف عن المضادات ما يلي:

1- الإقلاع بالتدريج عن الدواء، بدلاً من التوقف عن أخذها فجأة أو في فترة قصيرة، ويساهم التدرج كذلك على الحد من فرص الانتكاس وعودة العلامات الاكتئابية.

2- تغيير الدواء بآخر له مظاهر انسحاب أقل، وهذا تحت إشراف المختص.

3- العلاج بالدواء لبعض المشكلات التي تسببها متلازمة التوقف عن مضادات الاكتئاب، مثل الأدوية التي تساعد الشخص على النوم، وأدوية لعلاج القلق والتوتر، وأدوية الغثيان.

4- اتباع نظام حياة صحي للحد من مظاهر الاكتئاب، ويتضمن هذا التغذية الصحية، والابتعاد عن مثيرات التوتر، وممارسة الرياضة أو تمارين التأمل والاسترخاء مثل اليوغا، والحصول على قدر كافٍ من النوم بشكل يومي.

التمييز بين علامات الانسحاب وعلامات عودة الاكتئاب

بعض علامات الانسحاب عند التوقف عن مضادات الاكتئاب تتشابه مع علامات الاكتئاب، لهذا فقد يظن المصاب أن العلامات ناجمة عن الانتكاس ورجوع الاكتئاب، ويمكن التمييز بين مظاهر الانسحاب والانتكاس كالتالي:

وقت بدء العلامات

تظهر علامات الانتكاس في العادة بعد أسابيع عديدة من الإقلاع عن أخذ الدواء، أما مظاهر الانسحاب تحدث في الأسبوع الأول.

تلاشي المظاهر

عادةً تتلاشى المظاهر الانسحابية في حال الرجوع إلى تناول الدواء، ولكن لا ينبغي الرجوع إلى دواء الاكتئاب قبل استشارة المختص.

المظاهر الجسدية

تؤدي متلازمة الانقطاع عن مضادات الاكتئاب إلى مظاهر جسدية بالإضافة للمظاهر النفسية، مثل ألم المعدة والدوار.

تحسن العلامات مع مرور الوقت

مظاهر الانتكاس تزداد سوء مع الوقت، بينما تتحسن مظاهر الانسحاب خلال أسابيع. وينصح باستشارة الطبيب عن كيفية الإقلاع عن أدوية الاكتئاب بالصورة الملائمة لتجنب الانتكاس بعد نجاح العلاج.


شارك المقالة: