ما هي الإيجابية السامة؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي الإيجابية السامة؟

هي الظن بأنه برغم الظروف السيئة أو الحدث القاسي الذي يعيشه الفرد، فإن النظرة الإيجابية هو ما ينبغي أن يكون ظاهر، وعلى الفرد أن يتمسك بالإيجابية، فالإيجابية المطلقة لا تتقبل توفر الأحاسيس السلبية وتقوم باستبدالها بمشاعر سارة وبعض الأوقات تكون هذه المشاعر غير حقيقية.

إن رفض الأحاسيس السلبية والسعي للابتعاد عنها، والعقلية الإيجابية بشكل دائم يشكل تهديد على الصحة النفسية، فإن السعي لعدم إظهار المشاعر غير السارة من غير علاج تجعلها تتفاقم داخل الفرد وهذا ويولد ضغط نفسي كبير.

والإيجابية هي شيء مهم للصحة النفسية والعقلية، ولكن ينبغي التعامل مع الخبرات والمشاعر السلبية في بعض الأوقات.

ما هي أشكال الإيجابية السامة؟

بعد وقوع حدث سيء:

عند ظهور أمر سيء مثل خسارة الشخص لوظيفته، قد يتعاطف الآخرين معه من خلال القول له بأن كل شيء سوف يكون جيد. وبالرغم من أن هذا الكلام تكون الغاية منه هو التعاطف، لكنها في بعض الأوقات تكون طريقة تمنع الفرد من التنفيس عن ذاته وخبرته التي عاشها.

بعد تجربة ألم الفقد لشخص عزيز:

وكذلك يمكن أن يقوم الأشخاص بمواساة الفرد الحزين، بتصورهم بأن كل شيء يظهر لسبب، وبينما يصرح هؤلاء الأشخاص بهذه التعليقات؛ لأنهم مقتنعين فيها، أو لأنهم يلقونها مريحة، إلا أنها قد تكون أسلوب لتجنب الشعور بألم الفرد ومعاناته.

عند شعور الفرد بالإحباط أو الحزن:

قد يقوم الأشخاص بإخباره بأن السعادة هي اختيار، هذا التعليق يمكن أن يجعل الشخص الشعور بحمل إضافي وهو أنه مخطئ لعدم الشعور بالسعادة.

عادةً ما تكون هذه التعليقات حسنة النية، حيث هؤلاء الأشخاص لا يدركون غير هذه العبارات لقولها، وفي بعض الحالات، تكون هذه التعليقات مصطنعة للخروج من الأزمة حتى لا ينجبر الشخص للتعامل مع مشاعر الأشخاص الواقعية. أحياناً قد تتبدل هذه التعليقات إلى تعليقات لوم للأشخاص الذين يمرون في مصائب شديدة.

لماذا تكون هذه الإيجابية ضارة؟

هذا النوع من الإيجابية يمكن أن تضر الأشخاص الذين يعانون من مواقف مؤلمة، فعوضاً من تلقي الدعم غير المقيد وإمكانيتهم على مشاركة مشاعرهم الحقيقية، يلقى الأفراد وقد تم إهمالهم، أو أن مشاعرهم غير مقبولة.

تسبب الإحساس بالخجل:

عندما يشتكي الفرد من شيء ما، فإنه بحاجه للدعم لأنه مدرك أن معاناته واقعية، أو وجود الود والراحة في الأسرة والأصدقاء، لكن في حال هذا النوع من الإيجابية يمكن أن ينتاب الفرد شعور بأن مشاعره غير صحيحة.

تسبب الإحساس بالذنب:

توصل فكرة بأن الشخص غير قادر على إيجاد أسلوب للإحساس بالإيجابية، حتى في التغلب على المصاعب، وبأن الشخص يقوم بفعل شيء سيء.

الابتعاد عن التواصل الاجتماعي الحقيقي:

عندما ينصهر الأفراد بهذا النوع من السلوك، يمكن أن يقوموا بتجنب المواقف الوجدانية التي قد تسبب لهم الحزن، وعندما يتعرضون لبعض المشاعر السلبية، يمكن أن يهملونها وينكروها ولا يتقبلوها.

تقلل من الإدراك:

قد تتسبب هذا النوع من الإيجابية بتجنب المواقف التي يمكن أن تكون قاسية، وهي تمنع الفرد من الفرصة للتغلب على المشاعر التي يمكن أن ينجم عنها في الأخر توسيع إدراك الفرد.

ما هي مظاهر الإيجابية السامة؟

قد تكون علامات هذه الإيجابية غير ظاهرة، لكن عن طريق تدرب الفرد على فهم مظاهرها يمكن أن يساهم هذا على التعرف على هذا النوع من التصرفات، وبعض المظاهر تشمل ما يلي:

1- تجاهل المشاكل بدلاً من مواجهتها.

2- الإحساس بتأنيب الضمير بسبب الشعور بالحزن أو الاكتئاب أو العصبية.

3- عدم إظهار المشاعر الحقيقية خلف بعض العبارات المزينة بهدف المحافظة على القبول الاجتماعي.

4- عدم إظهار ما يشعر به الفرد بصورة صحيحة.

5- الإنقاص من أهمية مشاعر الآخرين لأنها تسبب الإزعاج.

6- اتهام الآخرين بالعار في حال لم يكن موقفهم إيجابي.

7- محاولة الفرد تخطي المشاعر الصعبة أو تحملها.

كيفية تجنب الإيجابية السامة:

مواجهة الأفكار السلبية من غير إنكارها:

قد تؤدي السلبية إلى الإرهاق في حال تم إهمالها؛ لأنها يمكن أن تبرز معلومات ضرورية وتؤدي إلى تحول جذري في الحياة.

المحافظة على الحقيقة:

إذا واجه الفرد أمر مقلق، فمن الطبيعي أن يشعر بالإرهاق والتوتر، ينبغي أن لا أن يرهق الفرد ذاته، ينبغي أن يركز الفرد على طرق العناية بالذات التي تساهم في تحسين الوضع.

إبراز الدعم والتركيز على الاستماع للآخرين:

في حال تعرض الفرد لموقف قاسي، يجب عليه أن لا يتجاهله، ولكن يجب أن يفهم أن مشاعره طبيعية ويجب عليه مواجهتها والتعامل معها.


شارك المقالة: