تعتبر كلمة الشخصية من الكلمات شائعة الاستعمال في حياتنا اليومية، ولكن استعمالها الشائع يختلف عن الاستعمال العلمي لهذه الكلمة.
تعريف الشخصية وطريقة وصفها
نحن في استعمالنا العادي نصف أحداً ما بأنّ له شخصية قوية، أو شخصية ضعيفة، أو لا يملك شخصية على الإطلاق، وهناك استعمالات أخرى للكلمة في مجال القانون مثلاًً، حيث أنّ كلمة الشخصية تُعبّر عن التأثير الاجتماعي للشخص، فإذا كان لأحدنا تأثير كبير على من حوله، فيتم وصفه بأنّه قوي الشخصية، أمّا إذا كان يتأثر بآراء الآخرين ولا يوجد له وجهة نظر ثابتة فيتم وصفه بأنّه ضعيف الشخصية أو ليست له شخصية.
الواقع أنّه لا يوجد أحد بدون شخصية، فكل واحد منّا له شخصيته المميزة، وهذه الشخصية تأخذ سمات وملامح تميّزها عن غيرها، فنحن نشبه بعضنا البعض في بعض النواحي ونختلف في بعضها الآخر، ولكن في النهاية ينفرد كل واحد بتركيبة خاصة تجمع مختلف العناصر في شكل واحد متكامل.
عرّف علماء النفس الشخصية الإنسانية على أنها مظاهر من السلوك الذي يمكن ملاحظته وقياسه، ويمكن قياس كل سِمة من السِمات بالمقاييس الملائمة.
وجهة نظر الأدباء والفنانين وذوي التفكير الرومانتيكي للشخصية في وقوفهم أمام الشخصية الفريدة، حيث يقومون على تحليلها، وتفسير ملامحها وميزاتها، ويقفون على كل ما تحتويه من خصائص نادرة، فعند تصويرهم للشخصية المميزة يقدمون لنا نموذجاً من التصوير الفني الأدبي في التعبيرات أو المصطلحات أو الرسم.
لا يقتصر الأمر فقط على الفنانين والأدباء في وصف الشخصية المميزة، بل يشاركهم أيضاً بعض من يتناولون الشخصية بالدراسة والوصف.
وجهة النظر العامة التي تحاول الوصول إلى قوانين عامة متخطية الخصائص الفريدة والملامح النادرة، من خلال دراسة أعداد كبيرة من الشخصيات الإنسانية، ومحاولة التعرّف على ما بينها من أوجه الشبه والاختلاف، وبعد ذلك صياغة القوانين العلمية التي تحكم شكل الشخصية الفريدة، والنظر إلى الشخصية من كافة الجوانب أمر ضروري في العلم، فالنظرة العامة يأخذ بها العلم الأساسي الذي يحاول الوصول إلى القوانين العلمية العامة، والنظرة الفردية يأخذ بها العلم التطبيقي الذي يحاول الاستفادة من نتائج وقوانين العلم بتطبيقها على الحالة الفردية.
فيمكننا تفسير مظاهر السلوك المختلفة للشخصية من خلال دراسة الحالات العديدة، وبناءً عليها يتمّ البناء النظري للعلم، الذي ينظّم تصوراتنا للشخصية.