غالباً ما تكون المواد المتاحة في وقت الحدث من أجل مجابهته والتّصدي له غير كافية في معظم الحالات، بالتالي يصاب الشّخص باضطرابات نفسيّة وعاطفيّة؛ مثل أن يشعر بالغضب أو القلق أو الحزن والشّعور بالذّنب، التي من الممكن أن تمتد لتحمّل تأثيرات كبيرة على حياته بعد الصدمة.
ما هي الصدمة النفسية؟
تتضمن الصدمة النّفسيّة مرور المرضى بحالة من الضّيق النّفسي الشّديد بسبب حدوث أمر رهيب أو موقف مهدّد للحياة؛ مثل أن يفقد المريض شخص عزيز أو أن يكون قد شاهد حالة وفاة أو تعرّض لحادث كبير أو تعرّضه اعتداء أو حدوث حرب أو كوارث بيئيّة أو الإصابة بمرض خطير وغيرها من الحوادث الصّادمة وغير المتوقع حدوثها.
أعراض وآثار الصدمة النفسية:
تختلف استجابة الأفراد للصّدمة النّفسيّة، فقد لا تحمل الصدمة النّفسيّة أعراض واضحة، بعض الأفراد تظهر عليهم ردود فعل حادة، يعد الإنكار من ردود الفعل الطبيعيّة من الجسم ليحمي الشّخص من الأثر العاطفي المرتبط بالحدث، كما قد يمرّ الشخص بصدمة نفسيّة ترتبط بالانفصال عن الواقع، فقد لا يستوعب الحدث وشدّته بشكل كامل في بداية الصّدمة، بمجرد تجاوز المرحلة الأوّليّة للصّدمة النّفسيّة، فإن تأثيرها وردّة الفعل نحوها قد تختلف، ومن أكثر ردّات الفعل شيوعاً:
- من الممكن أن يصاب الأشخاص باضطراب ما بعد الصّدمة، هو أحد أنواع القلق المزمن التي تمتد لأشهر أو سنوات، حيث يصاب بها الأشخاص باستجابات عاطفيّة وجسديّة شديدة عند التّفكير بالحدث أو تذكّره، كما يحتاج ذلك لتلقي العلاج المناسب.
- قد يمرّ الشخص بذكريات مستمرة ترتبط بالحدث، كما يخاف من تكرار وقوع الحدث وخصوصاً إذا مرّ بظروف وأماكن مشابهة أو متعلّقة به.
- قد يتفاقم وضع المصاب الصحي ويزداد سوءاً بما يتعلق بالأمراض المزمنة التي يعاني منها الفرد.
- يواجه المصاب صعوبات في التركيز واضطرابات واضحة في النّوم والأرق.
- يصاب المريض بالقلق الشّديد والغضب الشّديد وقد يمر بحالة من الاكتئاب.
- يشعر المصاب باضطرابات حادة وقوية ويمر بحالة من التّهيّج.
- يميل المصاب للعزلة الاجتماعيّة والتّهرّب من الأنشطة اليوميّة.
- ظهور حالات من التّقلّب المزاجي.
- الغضب الزائد والمفرط.
العلاج السّلوكي المعرفي للصدمة النفسية:
يعد العلاج السلوكي المعرفي من العلاجات الأمثل للصّدمة النّفسيّة، كما أنّه يساهم في الوقاية من الإصابة باضطراب ما بعد الصّدمة، يتضمن إعادة هيكلة المعرفة لعلاج عدم تكيّف الشّخص مع الصّدمة، يتم العلاج بتعريض المصاب بالصّدمة النفسيّة لظروف تشبه الحدث بصورة تدريجيّة وتحت إشراف مختصين حتى يواجهوا مخاوفهم وذكرياتهم ويتجاوزها.