اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الضوضاء البيضاء
- ماذا تعني الضوضاء البيضاء بالنسبة للطفل
- ما أهمية الضوضاء البيضاء
- هل هناك أضرار للضوضاء البيضاء
- نصيحة عند استخدام الضوضاء البيضاء مع الرضع
عندما نشعر بالتعب والرغبة في الاسترخاء والحصول على قسط من الراحة، فإن أول ما قد يخطر على أذهاننا هو مكان هادئ بعيد عن زحام الحياة، فالهدوء هو ملجأنا وملاذنا عندما نريد أن نرتاح قليلاً، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للصغار خاصة حديثي الولادة، فهم على عكسنا تماماً، ما يريحهم هو الضوضاء وليس الهدوء، ولكن مهلاً إنها ليست أي ضوضاء، إنها الضوضاء البيضاء.
مفهوم الضوضاء البيضاء
(White noise) الضوضاء البيضاء: تُعرَف بأنها أصوات فيها سكون، تُشبه الأصوات التي تنتج عن محطات التلفاز. وفي الغالب، تكون هذه الأصوات مزعجة كثيراً ولكن إذا كان هذا الصوت ذا درجة ملائمة؛ قد يُساعد الأشخاص أو الأطفال على النوم.
إذاً الضوضاء البيضاء تعتبر أصوات متعددة لها ترددات متنوعة، حيث تتمكَّن أذن الإنسان أن تسمعها وتتعرف عليها. ولقد بدأ الكثير من الأشخاص استخدام الضوضاء البيضاء، خصوصاً الأشخاص الذين عندهم مشكلات بالنوم واضطرابات وأشاروا أنه قد ساعدهم حقاً في تحقيق ذلك.
ماذا تعني الضوضاء البيضاء بالنسبة للطفل
قد تتفاجئين بأن صغيركِ قد استغرق في سبات عميق في أثناء تشغيلك للمكنسة الكهربائية، أو تجفيف شعرك بالمجفف الكهربائي، وتظنين أن الأمر كان مصادفة ولكنه ليس كذلك، إذ بيّنت الأبحاث أنه يوجد هناك بعض أصوات قد تساعد الأطفال الصغار من عمر يوم وحتى عُمر سنة على النوم والهدوء وفي ثواني، عندما يستمع الطفل إلى الأصوات دون أن تبذل الأم أي مجهود مضاعف. وهي أصوات تتكرر بطريقة ثابتة مثل صوت التلفاز، أو صوت قطرات الشتاء، أو صوت مكنسة كهربائية أو محضرة الطعام، حيث سمّى العلماء هذه الأصوات باسم الضوضاء البيضاء.
وإن السبب للمفعول الساحر لأصوات الضوضاء البيضاء، في نوم الأطفال وتهدئتهم؛ أن هذه الأصوات تشبه بشكل واضح أصوات الرحم التي تعوّد الطفل على سماعها؛ حيث تشبه صوت تدفق الدم ودقات القلب، كذلك الصوت الناتج عن العمليات الحيوية التي كانت تحدث بداخل جسم الأم. وتكون الأصوات الأولى التي يسمعها الجنين عندما تتطوّر حاسة السمع لديه وهو جنين في رحم أمه؛ لذلك عندما يستمع إليها يشعر بالأمان وبالتالي يسكن وينام في هدوء.
ما أهمية الضوضاء البيضاء
من المميزات المهمة للضوضاء البيضاء هو أنها تساعد حديثي الولادة على النوم والاسترخاء. وبذلك تتمكّن الأم من أن تحصل على قسط من النوم، وهكذا يبدو الأمر كأنه حلم جميل بالنسبة للأم التي عندها طفل حديث ولادة.
ويمكن أيضاً الاستفادة منها من أجل التخفيف من الأصوات المرتفعة الأخرى التي تحيط بطفلك؛ وذلك ليستطيع النوم وابعاد تركيزه عن الأصوات التي تسبب الإزعاج له وقد تؤثر على نومه، على سبيل المثال إذا كان عندك ثلاثة أطفال أو أكثر وكان أحد الأطفال يحتاج للنوم، بينما جميع أخوته مستيقظين، بالتالي في هذه الحالة إذا كان الطفل يستطيع أن ينام على الضوضاء البيضاء، يمكنك الاستفادة منها للتخفيف من إزعاج إخوته حتى يستطيع أن ينام براحه.
وأيضاً تستخدم الضوضاء البيضاء في المساعدة بعلاج الكثير من الأطفال، المصابين بمتلازمة نقص الانتباه ومشاكل فرط الحركة.
هل هناك أضرار للضوضاء البيضاء
كل شيء له ميزات وله عيوب. وعلى الرغم أن للضوضاء البيضاء أهمية كبيرة، حيث أنها تساعد الكثير من الأمهات على تنييم الطفل الصغير، وبالتالي تتمكّن من أن تحصل على القليل من الراحة؛ إلا أن الدراسات تنصح بالتقليل من عدد مرّات تشغيل أصوات الضوضاء البيضاء. وعند استخدامها يُنصح بتقليل فترة الوقت، مع مراعاة أن لا تكون الأصوات عالية كثيراً.
وكذلك يجب عدم اعتمادها بشكل أساسي كوسيلة روتينية في تنويم الأطفال، كذلك اللجوء إليها فقط عندما تفشل كل محاولات التهدئة للطفل بالطرق الأخرى. وذلك للأسباب التالية: الإضرار بحاسة السمع لدى الأطفال عند الإفراط فيها، تعوّد الطفل عليها كثيراً لدرجة أنه لا يمكنه النوم أبداً بدون أن يستمع لها، كذلك لا يمكنه النوم في غرفه هادئة لا صوت ضوضاء فيها.
نصيحة عند استخدام الضوضاء البيضاء مع الرضع
نظراً للأضرار التي قد تنجم عن الاستخدام الزائد لأصوات الضوضاء البيضاء، يجب على الأم أن تنتبه في عدم تعويد الطفل على أصوات الضوضاء البيضاء وأن لا تجعلها روتين أساسي في نومه، حيث أن أصوات الضوضاء البيضاء ليست أصوات طبيعية دائماً. وقد لا تتوفر في كل الأوقات وهذا يسبب انزعاج للأم وللطفل.
ومن الجدير ذكره أن أصوات الضوضاء البيضاء من الممكن أن لا تتناسب مع كل الأطفال، حيث كل طفل له طبيعة تختلف عن الآخر، فقد يكون طفلك الأول ينام بأصوات الضوضاء والثاني لا يمكنه النوم إلا في الهدوء التام، أيضاً طفلاً آخر ينام بطريقة مختلفة. وبالتالي لا يجب على الأم أن تقارن الأطفال ببعضهم، أو أن تحاول تُجبر طفلها على النوم بالطريقة التي ينام بها ابن صديقتها مثلاً؛ لذا كتشفي شخصية طفلك المميزة وتعرّفي على ما يهدئه ويساعده على النوم.