اقرأ في هذا المقال
ما هي الغيبوبة النفسية؟
هي أحد أنواع اضطراب التحويل، حيث يتغير فيه الصراعات النفسية بعد كتمانها إلى عرض جسدي، ويكون هذا بدون وعي. ولا يتمكن المصاب من الربط بين المظاهر والظروف، فالمصاب في هذه الحالة يواجه مظاهر جسدية بدلاً من المظاهر النفسية وهي بالنسبة له مظاهر حقيقية.
والغيبوبة تشبه النوم الطبيعي، حيث لا يستجيب المصاب لأي منبه ولا يأكل ولا يشرب، ويحتاج إلى رعاية خاصة لعمليات الإخراج، وتُعد هذه الحالة نوع من الهروب من الواقع، وتتفاوت في حدتها، وقد تمتد لأشهر أو سنوات، في حال لم يتم علاجها.
كما قد تبدو أحياناً بصور أخرى أقل حدة ومنها كثرة النوم، حيث تنتشر هذه الظاهرة في أوقات الامتحانات، عندما ينام الطالب فترة الظهر لساعات طويلة، وحينما يصحو لاستذكار دروسه مع قصر الوقت وقلق الاختبار يغلبه النوم ويدخل في نوم عميق مرة أخرى، وهذا يُعبر عن عدم إمكانية الطالب على مواجهة الخوف من الامتحانات.
وهذا النوع من الاضطراب هو آلية دفاع، لتجنب المشاعر المؤلمة من خلال نقل هذه المشاعر إلى الجسم من غير وعي، مرافقة بعض الوظائف الرمزية.
وهي نوع من حالات الغيبوبة الذي يحدث عادةً في نهاية تصنيفات الغيبوبة، وقد لا يتم ذكره في الأصل بسبب ندرة حدوثه، وبالتالي ندرة ما يُعرف عنه.
تبرز المظاهر بأن يفقد المصاب الوعي لبضعة أيام، ولا يوجد أي مؤشر على اختلال أي من وظائفه الحيوية، ولا تبرز مظاهر لأي مرض عضوي، وتحدث للمصاب من غير أي إرادة منه، ولا يمكنه السيطرة عليه، ولا يصطنعها لاستجلاب التعاطف أو شيء من هذا.
يميز الأطباء بين هذه الاضطراب وغيره من الأنواع المرتبطة، بسبب مرضي واضح من خلال بعض الفحوصات، مثل فحص حركة العين، إذ تختلف حركة العين في هذا الاضطراب؛ فهي لا ترجع للوراء كما في الغيبوبة العادية. كما يتم إجراء فحص سقوط اليد؛ فإذا رفعوا يد المصاب بصورة عامودية فهي تسقط بجانبه بدل أن تسقط على وجه المصاب.
حالات مشابهة للغيبوبة النفسية:
وهذه الحالة تشترك مع الكثير من الحالات الأخرى، ولكن تبقى مختلفة عنهم في عدة أمور مثل:
1- الغيبوبة المصطنعة، وهي حالة تظهر غالباً على الإناث أكثر من الذكور بغيبوبة من غير توفر تفسير طبي.
2- الغيبوبة التحولية، وهي على نقيض الغيبوبة المصطنعة؛ فهي أسبابها نفسية بشكل مطلق، وتعتبر من أنواع الاضطرابات التحولية التي يتعرض فيها المصاب لأمراض جسدية بارزة، مثل: الشلل، اضطرابات الجهاز العصبي والغيبوبة بسبب الضغط النفسي الهائل.
تصنيف الغيبوبة النفسية:
1- تُصنف هذه الحالة بأنها نوع من أنواع الاضطرابات الانشقاقية، وتتسم هذه الاضطرابات بوجود خلل في عمل الوعي المتنوع مثل الإدراك.
2- تتسبب الاضطرابات الانشقاقية في العديد من الأمراض، مثل الفصام، فلا يتم إدراك الحقيقة من الوهم، وشعور المصاب بأن بعض الأحداث حدثت ولكنها لم تحدث، بل كانت مجرد أحلام يقظة أو وهم نتيجة خلل في الإدراك. وقد تسبب ما يُسمى باضطراب الهوية الشخصية؛ فلا يدرك المصاب هويته بصورة واضحة، ويتصرف في إطار خارج عن قيمه وعمَّا اعتاد كونه عليه.
3- تشترك الاضطرابات الانشقاقية في أنها هي محاولة لحماية الجسد لذاته من الضغط النفسي المتتالي، أو محاولة هروب الجسد من الوعي للابتعاد عن إدراك هذه الضغوط. وبما أن الغيبوبة النفسية لا توجد في أي تصنيف من الاضطرابات الانشقاقية المحددة بصورة واضحة، لذلك قام العلماء بإدراجها مع اضطرابات انشقاقية تُسمى بـالاضطرابات الانشقاقية غير محددة السبب.
علاج الغيبوبة النفسية:
1- تأتي كل يوم إلى المستشفيات من حول العالم الكثير من حالات الإغماء التي تتفاوت في درجاتها، وقد يعتقد الأطباء عندما لا يتوفر أي عرَض طبي مرافق لهذه الحالات، أن المريض يصطنع فقدانه للوعي وأنه واعي لما حوله. فيلجأ الأطباء إلى تنبيهه من خلال تحفيز الشعور بالألم، فيفيق المريض.
2- يجب على الأطباء تجنُب هذه الشيء في علاج هذا الاضطراب، يتيح هذا للمريض فرصة للتعافي الكامل من غير زيادة القلق والألم. وتُعتبر توعية أهل المريض بأنه لا يتحكم في وعيه جزء من العلاج أيضاً، بالإضافة إلى تحدث الأطباء النفسيين من يحبهم إلى المصاب، وطمأنته أن الأمور سوف تصبح على ما يرام، وأن وضعه الصحي سليم.
3- قد يساعد العلاج الدوائي مثل المهدئات ومضادات الذهان المعروفة المريض في استعادة الوعي، ولكن لا يوجد بشكل واضح دورها أو مدى جدواها لنقص الدراسات الموجودة بهذا الخصوص.