تُعَدُّ مرحلة الروضة من المحطّات بالغة الأهميّة في حياة الطفل، حيث تعتبر من البيئات التربوية التي يتمّ عن طريقها القيام بإشباع حاجات الطفل في مراحله الأولى، بالإضافة إلى تزويده بالمعارف والعلوم المتنوعة التي تؤثّر على حياته المستقبلية.
فلسفة التطوير في الروضة:
انطلقت فكرة التطوير للروضة عام 1991 خلال المؤتمر الأول، والذي انتهى بالايضاح بأنَّ الروضة لن تُحقق أهدافها المنشودة، من غير وجود دعامة ثابتة تتمثَّل بوجود المناهج الدقيقة والشاملة لمتطلّبات هذه المرحلة ومتطلّبات الطفل خلالها، بالإضافة إلى وجود البيئة التربوية المُنظمة، والجهات الإدارية المُدربة والمجهزة في جميع المجالات، وانطلاقاً من هذا المؤتمر تمَّ تبني فكرة التطوير لرياض الأطفال، من خلال إيجاد المناهج المطوّرة، والعمل بتطبيقه في الروضة.
بالإضافة إلى عقد العديد من الدورات حول المناهج المطورة وتدريب معلّمي رياض الأطفال، حيث تُعتبر هذه المناهج مُلبية لاحتياجات الطفل النمائية في هذه المرحلة، كما ظهرت العديد من النظريّات التربوية الحديثة في مجال مظاهر نمو الطفل واحتياجاته.
تتَّسم مرحلة الروضة بالأهميّة الكبيرة، وعند النّظر إلى طبيعة الفلسفة والأهداف التي تتضمّنها، يتبيّن مستوى الخطورة لهذه المرحلة، مما جعل العديد من المؤسسات التوجّه نحو القيام بعملية التطوير للروضة؛ وذلك من أجل تحفيز جميع الإمكانات والموارد المتوفّرة بهذه البيئة التعليميّة، لتتمكّن من تحقيق أهدافها المطلوبة، فهي تُعدُّ عمليّة إعداد أوّلي سليم للطفل، كما تُعتبر حجر الاساس لبناء مستقبله.
وفي الوقت الحالي نجد أنَّ المستوى التعليمي في الروضة يُحدد مدى النتائج المستقبليّة، لذلك نجد أنَّ التكاليف في مجال الطفولة المبكرة كبيرة بحيث لا نسطيع تجاهلها، وخصوصاً في حال أنَّ الفوائد التي ستعود في المستقبل أعلى من هذه التكاليف، لذلك ظهر الاهتمام بضرورة التطوير التنظيمي للروضة، والذي يقوم على إيجاد مناخ ملائم، بالإضافة إلى العمليات والنشاطات المُنظمة التي تُتيح الفرصة أمام القائمين عليها بأداء مهامهم وواجباتهم بشكل فعّال.
كما يُعتبر التطوير التنظيمي للروضة بمثابة خُطَّة بعيدة المدى، حيث يقوم على تطوير أنظمة مُتكاملة داخل رياض الأطفال؛ من أجل تطوير أدائها وتحسينه، كما أنَّ هذا النوع من الخطط يعتمد بشكل رئيسي على الجهد التعاونيّ بين أفرادها، العمل بصورة فعّالة، فهذا الجهد المُخطط يقوم على جهد جميع العاملين في رياض الأطفال؛ من أجل أن تُحقق الروضة رسالتها وأهدافها.