أصبحت الروضة في الوقت الحالي أولى المراحل التعليميّة وأهمّها؛ وذلك لأنَّها تغرس في طفل الروضة العديد من الخبرات والمهارات الأوليّة التي تلزم الطفل، كما أنَّها تُعتبر الأساس للمراحل القادمة من حياة الطفل، لذلك اهتمّ المختصون بتطوير هذه المرحلة.
فلسفة رياض الأطفال:
ينبغي النَّظر إلى فلسفة رياض الأطفال وفقاً للأهداف التي تقوم على تحقيقها، وهذه الأهداف يتمُّ وضعها بناءً على ثقافة المجتمعات، لذلك فإنَّ فلسفة رياض الأطفال تنتمي للبيئة التي يعيش فيها الأطفال، وتقوم هذه الفلسفة على التأكيد على عدَّة أمور نذكر منها:
- اعتبار الروضة هي امتداد للبيت الذي يعيش فيه الطفل، وذلك من حيث إعطاء طفل الروضة الحُبُّ والأمان، وخصوصاً أنَّ الطفل يلتحق بالروضة في سنّ مُبكّر، ولهذا فالطفل يحتاج إلى معلم يكون قادراً على إشباع حاجاته.
- تعليم طفل الروضة القيم الاجتماعيّة التي تنبع من البيئة التي ينتمي إليها، ويكون ذلك عن طريق المناهج المقدّمة للطفل، كما يتوجّب أن يكون المنهج مُنسجماً مع الاحتياجات الاجتماعيّة للمجتمع.
- يلتحق الطفل بمرحلة الروضة في سن مُبكّر، لذلك تقوم فلسفة رياض الأطفال على ضرورة بناء الروضة بحيث تكون قريبة من مكان سكن الطفل؛ حتى لا يُصبح عند الطفل شعور بالعزلة والغُربة وخصوصاً عند رؤيته لأشخاص آخرين غير الذين يسكنون معه في نفس الحي، بالإضافة إلى ذلك عندما تكون الروضة قريبة، فهذا يُساهم بمساعدة الأهل عند زيارتهم للطفل في الروضة.
- تقوم فلسفة رياض الأطفال على التأكيد بوجود التوازن فيما يُقدّمه المنهج الخاص برياض الأطفال، فيما يختصُّ بالكمّ والكيف، وأنَّ منهج الروضة يجب أن يتمّ تزويده بالاتّجاهات التربويّة الحديثة والمُستمدَّة من الأهداف.
- ينبغي أن تقوم فلسفة الروضة بالتركيز على الاهتمام بمساعدة طفل الروضة على تطوير ثقته بنفسه، وأن يعتمد على ذاته قدر المستطاع، وخصوصاً بأنَّ أطفال الروضة يتميّزون بحب المُبادرة والاستكشاف والبحث.
- تقوم فلسفة الروضة على إكساب الطفل العديد من الخصال الحسنة مثل الصّدق والإخلاص، وأن يعمل طفل الروضة بمبدأ العمل الجماعي التعاوني، وذلك عن طريق لعب الطفل مع أصدقائه، وهذا بدوره يُساعد بانسجام الطفل مع الأفراد المحيطين به.
- القيام بتهيئة البيئة التعليميّة من الناحية التربويّة والاجتماعيّة والنفسيّة، حيث لا يكتسب الطفل الخبرات من خلال المناهج فقط، بل يتعلّم الطفل أيضاً من خلال المواقف المتنوعة، لذلك فإنَّ التعليم بالروضة يهدف إلى إكساب الطفل المعلومات والخبرات المتنوعة، كخبرة حل المشكلات.
- يُعتبر حرمان الطفل من الخبرات المُبكّرة، ذات تأثير سلبي على المراحل القادمة من حياة الطفل، لذلك يتوجّب أن تُعطي الروضة الطفل اهتماماً كبيراً، من أجل توسيع المدارك لديه، وأن تقوم بإمداده بالخبرات الذّاتية المختلفة.