ينبغي على الأهل التركيز على الأخطار المحتملة بصورة أكبر من الفوائد المحتملة لألعاب الحاسوب، لكن هذه الألعاب أصبحت جزءاً طبيعياً من حياة الطفل، وإذا كان الأهل يعرفون ما الذي يبحثون عنه، عندئذ يُمكن أن تكون ألعاب الحاسوب أداة قوية لمساعدة طفل الروضة على تطويرمهارات حياتية معينة، كما ينبغي على الأهل اختيار أوقات الفراغ المناسبة ليقوم الطفل بممارسة هذا النوع من الألعاب.
فوائد ألعاب الحاسوب لطفل الروضة:
يُمكن لألعاب الحاسوب المعتمدة من قبل الوالدين، والتي يتم لعبها باعتدال وفي الأوقات الملائمة، أن تُساعد الطفل على تطوير وتنمية مهاراته ومعارفه بطرق تعليمية واجتماعية ومادية، ويوجد العديد من الفوائد التي تعود على الطفل عند ممارسته لألعاب الحاسوب، نذكر منها:
تُساهم ألعاب الحاسوب في تعليم طفل الروضة خبرات حل المشكلات:
يُمكن أن تُساعد ألعاب الحاسوب على نمو دماغ طفل الروضة، فعندما يقوم الطفل بممارسة هذه الالعاب، فإنَّه ينبغي عليه أن يبحث ويتفاوض ويخطط ويجرب أساليب مختلفة للتقدم في اللعبة، وتتضمن العديد من الألعاب الحديثة القيام بالتخطيط وحل المشكلات، كما تتضمن القيام بالتعديل، والتي يقوم الطفل خلالها بتخصيص مظاهر معينة لشخصيات اللاعبين في اللعبة، ويطورون مستويات جديدة فيها، كما تسمح ألعاب الحاسوب أيضاً بالتعبير عن الذات الإبداعية، والاستيعاب العميق لقواعد اللعبة وهيكلها، وطرق جديدة لإبراز الشخصيات والاهتمامات، بالإضافة إلى ذلك فهي تُساعد الطفل على تعلُّم اتخاذ القرارات، واستخدام الاستراتيجيات، وتوقُّع العواقب والتعبير عن شخصياتهم.
تُثير ألعاب الحاسوب اهتمام طفل الروضة بالتاريخ والثقافة:
يُمكن أن تُساهم بعض محتويات ألعاب الحاسوب، على تشجيع طفل الروضة للقيام بالتساؤل والبحث، فقد تُحفز اهتمام الطفل بتاريخ العالم والجغرافيا وثقافة المجتمعات، خاصة إذا كان الأهل في حالة تأهب للفرص، التي تُساعد الطفل على اكتساب المعارف والمعلومات المختلفة، فعندما يكون لدى الطفل آباء يساعدونه في اختيار ألعاب الحاسوب المناسبة، وربطها بالكتب والقصص ووسائل الإعلام حول الثقافات والجغرافيا، فإنَّه يكتسب مجموعة واسعة من المصطلحات اللغوية والمحتوى والروابط بين الأشياء، والتي تعمل بإعداد الطفل للتعلُّم المستقبلي، بالإضافة إلى ذلك فإنًّه غالبًا ما تسمح هذه الألعاب للطفل بتصميم وتبادل الخرائط أو أي محتوى مخصص آخر، مما يساعدهم على اكتساب مهارات إبداعية وتقنية أثناء الاستمتاع.
تُساعد ألعاب الحاسوب على عقد الصداقات:
على عكس الأهل، فإن معظم أطفال الروضة يعتبرون ألعاب الحاسوب نشاطًا اجتماعيًا وليس نشاطًا منعزلاً، حيث تعمل هذه الألعاب على إيجاد أرضية مشتركة بين الأطفال لتكوين الصداقات، وتوفير الوقت المنظم مع الأصدقاء، ويقوم طفل الروضة بممارسة ألعاب الحاسوب مع مجموعة من الأصدقاء، سواء في نفس الغرفة أو عبر الإنترنت، بالإضافة إلى ذلك فإنها تفتح مجالاً أمام الطفل للتحدث والنقاش مع أقرانه.
ألعاب الحاسوب تُشجّع طفل الروضة على ممارسة الرياضة:
قد يقوم طفل الروضة من خلال ممارسته لألعاب الحاسوب بتعلُّم الحركات الرياضية البسيطة والجديدة، ثم القيام بتنفيذها في الملعب أو ساحة الروضة، مما يُساهم في تنمية قدراته البدنية والعضلية، كما تُساهم في تنشيط خيال الطفل، وأن يعتاد على التصرف في المواقف المختلفة.
تُتيح ألعاب الحاسوب لطفل الروضة التنافس مع الآخرين:
من الطبيعي والصحي لأطفال الروضة وخاصة الذكور، القيام بالتنافس مع أقرانهم، فهم يتنافسون على المكانة والاعتراف بها وتحقيق الفوز، فهذا يُعتبر أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لممارسة الأطفال لألعاب الحاسوب، وتُعَدُّ ألعاب الحاسوب مكاناً للتعبير عن تلك الحوافز التنافسية، وكما يُمكن أن تمنح الأطفال الذين لا يجيدون الرياضة فرصة للتفوق.
ألعاب الحاسوب تمنح طفل الروضة فرصة للقيادة:
عندما يلعب طفل الروضة ألعاب الحاسوب في مجموعات، غالبًا ما يتناوبون في القيادة والمتابعة، اعتمادًا على من لديه مهارات محددة ومطلوبة في هذه اللعبة، فالطفل عند ممارسته لألعاب الحاسوب مع أقرانه، فإنَّه يكتسب مهارات قيادية مثل إقناع وتحفيز الآخرين، والتقليل في النزاعات، وذلك من أجل قيادة فريقه نحو النصر.
ألعاب الحاسوب تُثير الإبداع لدى طفل الروضة:
أظهرت الدراسات التجريبية وجود صلة بين بعض ألعاب الحاسوب والإبداع، فقد يقوم طفل الروضة بممارسة ألعاب الحاسوب بدون تلقي التعليمات أو التوجيهات، ومع ذلك قد يتمكّن من إكمال اللعبة بأكبر قدر من الإبداع، وقد يرجع ذلك ربما لأنه حصل على أكبر قدر من الحرية في التفكير بمفرده أثناء اللعب.
تُوفّر ألعاب الحاسوب فرصة للتعليم:
قد يقوم طفل الروضة بممارسة ألعاب الحاسوب بصورة جزئية؛ وذلك لأنَّه يُفضّل تعليم الآخرين طريقة اللعب، حيث أنَّ معظم تفاعُل الطفل مع رفاقه يتعلق بحل المواقف داخل اللعبة، وطريقة الانتقال من مستوى إلى آخر، أو جمع الأشياء التي تحتاجها اللعبة، ودمجها بطرق تُساعدهم على النجاح، والتعرّف على كيفية التغلب على أصعب أجزاء اللعبة، كما أنَّ قيام الطفل بتعليم الآخرين، يُساهم في بناء مهارات التواصل الاجتماعي والصبر.