ما هي فوائد استخدام أسلوب التعلم باللعب لدى طفل الروضة؟

اقرأ في هذا المقال


إنَّ أطفال الروضة يقومون بإيصال أفكارهم ومشاعرهم عن طريق ممارستهم للعب المُوجّه والحر، واستخدامهم للألعاب والأدوات المتنوعة، حيث يُعَدُّ اللعب من الوسائل التربوية التي تساعد بتكوين شخصية طفل الروضة من كافة الجوانب، لذلك فإنَّه إذا قام المعلم بتخطيط وتنظيم اللعب التعليمي على نحو جيد، فإنَّه يُساهم بدور فعّال في العملية التعليمية، فهو يُساعد الطفل في امتلاك المعارف والمهارات المختلفة.

مفهوم التعلم باللعب في رياض الأطفال:

  يتضمّن اللعب في رياض الأطفال مجموعة من النشاطات الموجّهة، يُمارسها طفل الروضة، من أجل تطوير سلوكياته وقدراته المختلفة، بالإضافة إلى تحقيق المتعة والبهجة، ويُمكن تعريف طريقة التعلم باللعب في رياض الأطفال بأنَّها الاستفادة من نشاطات الألعاب واستغلالها في عملية اكساب طفل الروضة للمعارف والمعلومات المتعددة، وتنمية إدراكه للأشياء.

فاللعب من الأدوات التربوية التي تُساهم في أن يتفاعل طفل الروضة مع بيئته المحيطة، من أجل التعلّم وتنمية شخصيته وسلوكه، كما أنَّه من الوسائل التعليمية التي تُساهم في تبسيط وتقريب بعض المفاهيم، وتطوير وعي الطفل لمعناها، بالإضافة إلى أنَّه وسيلة مهمة في تنظيم العملية التعليمية، للتفوق على مشكلة الفروقات الفردية لدى أطفال الروضة، وتعليم كل طفل حسب قدراته.

اللعب الحر والمُوجّه:

تقوم عملية تعليم طفل الروضة باستخدام اللعب المُوجّه، على إيجاد الخطط التعليمية محددة الأهداف، يتم وضعها سابقاً، كما يتضمن العديد من أنشطة الألعاب والتي تُساهم في تحقيق تلك الأهداف، أمّا اللعب الحر فيقوم على ممارسة الطفل للألعاب من غير وجود خطط مُجهّزة، حيث يقوم الطفل باختيار الألعاب التي تُلائمه، وتحديده للطريقة الملائمة لممارسة اللعب.

فوائد التعلم باللعب لدى طفل الروضة:

يوجد العديد من الفوائد عند التعلم باللعب، والتي تعود على طفل الروضة، نذكر منها ما يلي:

اللعب يُعزز تواصل طفل الروضة بصورة فعّالة:

عندما يلعب طفل الروضة، سواء بمفرده أو مع الآخرين، فإنَّه يقوم بتطوير مهارات الكلام واللغة الهامة، بالإضافة إلى تطويره لمهارات الاستماع، فإذا كان الطفل يلعب بمفرده ، فعادةً ما سيتحدث إلى نفسه أثناء اللعب، أو سيروي ما فعله للآخرين، وعند قيام أطفال الروضة بممارسة اللعب التمثيلي، ويقومون بتوزيع الأدوار عليهم، فهذا يُساهم في تعزيز تواصلهم بصورة فعّالة، وتعلّم المفردات الجديدة، ممَّا يُثري لغتهم، وهذا يتطلّب من المعلم القيام بتوجيه الأطفال أثناء تنفيذ النشاط، من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.

اللعب يُساهم في تنمية المهارات الاجتماعية لدى طفل الروضة:

أثناء وقت اللعب، يتعلم طفل الروضة كيفية العمل مع الآخرين، وقد يقود طفل واحد اللعب وعليه أن يسعى نحو تحقيق هدف مشترك، كما يتوجب عليه أن يتعلم كيف يتنبأ باحتياجات الأطفال الآخرين، بالإضافة إلى ذلك يتعلم أطفال الروضة عن طريق ممارسة اللعب كيف يكونوا حازمين ومتعاونين، كما يتعلمون مبادئ التفاوض، والمشاركة. 

هذه المهارات التعاونية مهمة في تطوير المهارات الاجتماعية وبناء الصداقات، وبمجرد تكوين طفل الروضة للصداقات سواء في الروضة، أو خارجها، يُمكن للأهل تقوية هذه الصداقات، من خلال التخطيط لمواعيد اللعب، أو إنشاء مجموعة لعب لممارسة الألعاب الجماعية.

كما يتمكّن الطفل من خلال اللعب تعلُّم كيفية فهم أفكار غيره،  حتى قبل أن يتمكنوا من التحدث، حيث يعبرون أطفال الروضة عن أفكارهم من خلال اللعب الجسدي، والفنون والأنشطة الأخرى، وإذا شعر الأطفال بشعور إيجابي، فقد يكررون هذه التجربة من خلال اللعب، هذه المهارات الاجتماعية هي أيضًا جزء حيوي من تطور اللغة لديهم.

يطور اللعب التفكير المعرفي والمهارات الحركية:

يُساعد اللعب طفل الروضة على القيام بعمليات التفكير والقدرة على التحليل والتدقيق في المعلومات من أجل فهمها وتطبيقها في سياق بيئته المحيطة، وتُساهم هذه المهارات على تنمية الانتباه والذاكرة والتحكم والمرونة لديه، كما أنَّ الطفل الذي يُشير إلى رغبته المستمرة لسماع القصص هو دليل على استخدامه لعمليات التفكير.

 كما يتعلم الطفل من خلال اللعب مهارات الحساب والعمليات الرياضية البسيطة كالجمع والطرح، وإظهاره لمهارات التفكير أثناء الحديث عما يقوم به، كما يُساهم اللعب بالأشكال، وعدّ صفحات الكتاب، على تطوير قدرات الطفل في التفكير المعرفي، كما يستطيع الأهل أو المعلم استخدام الرسوم التوضيحية في الكتب لدعم فهم الطفل، سواء كان اللعب مُوجّهاً أم حراً.

ويساعد اللعب البدني أيضاً على تطوير القدرات الجسمية المهمة لدى طفل الروضة، كما يُساعد الطفل على تطوير القدرات الجسمية الكبيرة مثل الجري والرمي والدحرجة، ثم يتم تطوبر القدرات الجسمية الدقيقة مثل الكتابة والتلوين، وتنطوي الأنشطة الرياضية على التنسيق.

 كما تُساهم الألعاب التركيبية على تعلُّم طفل الروضة لمفاهيم التوازن، بالإضافة إلى تمكّنه أيضاً من تطوير التنسيق بين اليد والعين، وعندما يتمكن الطفل من ارتداء ملابسه بنفسه، عندئذ سيكتسب إحساساً بالاستقلالية، والتي ترتبط بصورة مباشرة بفوائد اللعب.

تنمية الثقة لدى طفل الروضة:

واحدة من أهم نتائج اللعب هي تطوير الثقة لدى طفل الروضة، فمن خلالها تتأثر قدرة الطفل على تحمل المخاطر وتجربة الأشياء الجديدة، ويكتسب الطفل الثقة من خلال معرفة الأهل والمعلم احتياجات الطفل المهمة والتي ينبغي إشباعها، كما يستخدم طفل الروضة البالغين كقاعدة أمان خاصة به، فيقوم بالاستكشاف والتعلم من خلال اللعب، كما يمتلك الثقة من خلال العديد من الأشياء التي يستطيع القيام بها بمفرده، كما يُدرك أنه لا يزال بإمكانه الوثوق بالبالغين في حياته كالأهل والمعلم، ولكنه يثقُ أيضًا في أنه بحاجة إلى تولي المسؤولية.

تطوير الإبداع من خلال اللعب:

يحدث الإبداع عند الطفل، عندما يجتمع تفكيره النقدي ومهاراته معًا لإنتاج شيء جديد أو مختلف، ويُعَد التظاهُر أو اللعب التخيلي أحد أسس عالم الطفل، فقد يستخدم طفل الروضة أي شيء في عالمه لتحفيز مخيلته، بما في ذلك الأشياء المنزلية الشائعة، أو المواد المتوفرة في الروضة، ولن يستخدم الطفل فقط الأشياء للتظاهر باللعب، بل سيتولى أيضًا القيام بمجموعة متنوعة من الأدوار، فقد يقوم بتقمّص دور الطبيب، أو المعلم مثلاً، وهذا يسمح للطفل باستكشاف مجموعة متنوعة من الأشياء، وإصدار ردود أفعال واستنتاجات مختلفة.

ويُعتبر اللعب أحد الطرق الرئيسية لتعلُّم الأطفال وتطورهم، ويُساعدهم على بناء قيمة الذات، من خلال منح الطفل إحساسًا بمهاراته الخاصة والشعور بالرضا، ولأنَّ اللعب ممتع، غالبًا ما ينغمس الأطفال كثيرًا في ما يفعلونه، كما يُعتبر اللعب مهم جدًا لنمو الطفل، فهو جزء لا يتجزأ من مرحلة الروضة، والتي تُعتبر مرحلة أساسية للطفل، وتدعم رحلتة في التعلم أيضًا.

 ويمكن لأطفال الروضة تطوير العديد من المهارات من خلال اللعب، فقد يطورون مهاراتهم في الاستكشاف والتحليل، كما يُساهم اللعب على تعزيز الخيال وإعطاء الطفل إحساسًا بالمغامرة، بالإضافة إلى تعلُّم المهارات الأساسية مثل اتخاذ القرارات، والتعامل مع الآخرين، وهذا بدوره يُساهم على زيادة تركيزه بصورة أكبر وتطوير مهارات الإبداع لديه.


شارك المقالة: