اقرأ في هذا المقال
يحب الكثير من الأشخاص إلقاء النكت المضحكة لنشر جو من الفكاهة والمرح، ولكن يوجد بعض من هؤلاء الأشخاص لا يقومون بإلقاء النكت بغاية إضحاك الآخرين، وإنما يكون ذلك ناجم عن حالة مرضية تجبرهم على قول النكت بصورة مستمرة مع العجز عن التوقف، إذ يبدو هذا الموضوع إدمان بالنسبة إليهم، وتُعد هذه الحالة نادرة وتسمى باضطراب التهاذر.
أعراض متلازمة إلقاء النكت:
1- يشتكي الأشخاص المصابين بهذه الحالة من قيامه بالثرثرة بالكثير من القصص الغريبة وإلقاء سلسلة كبيرة من النكت التي لا يكون بمضمونها أي توازن أو تناسب بين أجزائها، حيث تكون هذه النكت مستندة بصورة أساسية على التلاعب بالألفاظ، ويتسبب هذا الأمر في إحساس الآخرين بالضيق والغضب من سلوكيات الشخص المصاب والذي لا يتوقف عن تكرار هذا السلوك بصورة سخيفة.
2- على الرغم من كثرة إلقاء الشخص المصاب للنكت، إلا أنه لا يظهر أي استجابة عاطفية تتلاءم مع النكتة، كما أنه لا يتمكن وضع تفسير منطقي ومتكامل لما يقوله من نكت حتى لو كان قد قالها بنفسه، ولا يتمكن من الاستجابة لمثيرات النكتة ولا حتى يظهر أي ابتسامة، فهو غير قادر على الربط بين العمليات المعرفية وبين رد الفعل العاطفي المرتبط بالنكتة.
3- يشتكي هؤلاء المصابين أيضاً من فرط النشاط الجنسي، كما أنه يكثر في كلامهم الكثير من الإيحاءات الجنسية والتعليقات غير المناسبة والتي تزعج الآخرين في العادة، كما يُعرف عنهم بالاندفاعية وانعدام السيطرة على الذات، كذلك عدم قدرتهم على إدراك مشاعر الآخرين وتفهمها، وعجزهم بصورة تامة عن التعامل مع الأمور العاطفية.
أسباب الإصابة بمتلازمة إلقاء النكت:
1- تحدث هذا المتلازمة بسبب إصابة الفص الجبهي بالتلف، وتعد هذه المنطقة هي التي تقوم بكافة العمليات المعرفية، وهي المسؤولة عن تحديد الشخص جميع قرارات حياته، كما أنها تجعله يسيطر على سلوكه الاجتماعي.
2- يتسبب في وجود هذا التلف الذي يحدث في القشرة الأمامية المدارية سلسلة كبيرة من الأسباب المتنوعة والتي من بينها وجود كتل سرطانية، أو حدوث نزيف دموي، أو الإصابة بالجلطات الدماغية، أو وجود التهابات فيروسية أو بكتيرية.
وسائل الشفاء من متلازمة إلقاء النكت:
1- يتمثل علاج هذا النوع من الاضطراب في إزالة السبب المؤدي إليه وهو الورم ، أو العمل على علاج الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية، وقد توجد بعض الحالات التي يصعب بها العلاج وذلك لكون التلف مستمر وغير قابل للترميم مرة أخرى.
2- عندما تكون الحالة غير قابلة للعلاج فمن الممكن أن يتم اللجوء لاستعمال بعض الأدوية التي تساعد على استرجاع ما يسمى بالسيروتونين الانتقائية والذي له دور كبير في الحد من بروز أعراض هذا الاضطراب، كما أنه يتحكم في سلوكيات الشخص الغريبة ويجعله يظهر بصورة طبيعية أكثر.
3- تعمل أيضاً الأدوية التي تقوم بتعديل المزاج والأدوية المضادة لمرض الذهان على المساعدة في الحد من مظاهر هذا النوع من الاضطراب، ولكن في الواقع فإن هذا الاضطراب نادر في الحدوث بصورة كبيرة لذلك فليس هناك مجموعة كبيرة من الدراسات التي تقترح أفضل علاج لهذه الحالة، بسبب تدني وجود الأدلة العلمية والتجارب التي على أساسها يتم التأكد من صحة هذه الدراسات.