عمل ظهور علم النفس المعرفي في الستينات على تكوين بداية ثورة الاهتمام بالتفكير، إذ أصبح محيط البحث للعديد من العلماء قبل أن يظهر علم النفس المعرفي بوقت كثير، كان الأفراد يستخدمون طريقة الاستبطان ذلك لمحاولة فهم أنفسهم، بالرَّغم من أنَّ موضوع التفكير قد ظهر بوقت مبكر، إلَّا أنّه أخذ اهتمام كبير من الفلاسفة والعلماء والمفكرين، تغَّير المفهوم وقف مراحل تاريخية متعددة.
نظريات التفكير
النظرية السلوكية
ينظر السلوكيون إلى التفكير وكأنّه شيء يسبب تغيير بشكل ملموس في سلوكيات وتصرُّفات الأفراد، منذ احتلال التفكير مكانته كاستجابة للمحفزِّات الخارجيّة في هذه النظرية، يكون دور المدرِّب توفير بيئة مليئة بالمنبهات، التي تقوم على تحفيز السلوك المرغوب، أكبر مثال على هذا كان، تجربة بافلوف المشهورة نزول لعاب الكلب عند سماعه لجرس الطعام.
النظرية المعرفية
ترى النظرية المعرفية أنّ الأفكار تعد المحدد الرئيسي لتصرفات الفرد وعواطفه، أيضاً تسمَّى الأفكار بمعالجة المعلومات، هو الوصف المنتشر لهذه العملية العقلية قام الباحثون بعمل مقارنة بين الطريقة التي يعمل بها العقل عند البشر والطريقة التي يعمل بها جهاز الحاسوب، قامت برفض النظرية الإدراكية البحتة السلوكية بشكل كبير؛ لأنَّها لا تهتم بالسلوك البشري المعقّد، بل تقسّمه إلى سبب ونتيجة بسيطين، يتمثل دور المرشد في هذه النظرية في القيام على بناء الخبرات، التي تساعد الأفراد على التعلّم عن طريق الأنشطة العقلية والبدنية.
النظرية الإنسانية
تفترض النظرية الإنسانية أنَّ استخدام العقل من أجل تشكيل الأفكار وتكوينها أمر أكيد، خاصّة عند الخوض في المسائل الأخلاقية، أيضاً في بعض المسائل الجماليّة، يجب أن يكمن هذا الأمر وراء أي فهم حقيقي للحياة، يرى الإنسانيون أنَّ الهدف الأساسي من التعلّم هو تكوين شخص مستقل ولديه حافز ذاتي، أيضاً شخص يستطيع التفكير والتعلّم من تلقاء نفسه.
النظرية الاجتماعية والظرفية
تعتبر هذه النظرية من النظريات الأقل تطبيق في العالم الصناعي في وقتنا الحالي، تفترض أنَّ التفكير يحدث بسبب التفاعل الاجتماعي، أيضاً ملاحظة السلوك الاجتماعي والإنساني، يعتبر التعليم فيها من المحاولات المجتمعية وليست فردية، تتضمن بعض النظريات الاجتماعية البيئة المحيطة كجزء من مجتمع التعلُّم. إنّ الهدف من التفكير في هذه النظرية هو مشاركة جميع الأفراد بشكل كامل في المجتمع الخاص بهم، كذلك يقوم الجزء البيئي على المساعدة في استخدام الموارد الطبيعية بشكل مسؤول وقابل للتجديد.
نظرية التفكير النقدي
التفكير النقدي هو عملية تحليل وتقييم المعلومات والأفكار بشكل منطقي ومنهجي. يشمل التفكير النقدي القدرة على التحقق من صحة الادعاءات، وتقييم الحجج، والتوصل إلى استنتاجات مدعومة بالأدلة.
عناصر التفكير النقدي:
- التحليل: القدرة على تفكيك المعلومات إلى مكوناتها الأساسية وفهم العلاقات بينها.
- التقييم: القدرة على تقدير قيمة وأهمية المعلومات أو الأفكار بناءً على معايير معينة.
- الاستدلال: القدرة على التوصل إلى استنتاجات منطقية بناءً على الأدلة المتاحة.
نظرية التفكير الإبداعي
التفكير الإبداعي هو عملية توليد أفكار جديدة ومبتكرة، وحل المشكلات بطرق غير تقليدية. يشمل التفكير الإبداعي القدرة على الربط بين مفاهيم مختلفة وإنشاء حلول فريدة.
عناصر التفكير الإبداعي:
- الأصالة: القدرة على إنتاج أفكار فريدة وغير تقليدية.
- المرونة: القدرة على تغيير الاتجاه أو النهج في التفكير بسهولة.
- التوسع: القدرة على تطوير الأفكار وتوسيعها لتشمل تفاصيل وحلول جديدة.
نظرية التفكير الاستقرائي
التفكير الاستقرائي هو عملية استخلاص القواعد العامة من ملاحظات أو بيانات محددة. يعتمد هذا النوع من التفكير على الملاحظة والتجربة لتكوين استنتاجات عامة.
مراحل التفكير الاستقرائي:
- الملاحظة: جمع البيانات أو الملاحظات حول ظاهرة معينة.
- التحليل: فحص البيانات لاكتشاف الأنماط أو الاتجاهات.
- الاستنتاج: بناء قواعد أو نظريات عامة بناءً على الملاحظات.
نظرية التفكير الاستنباطي
التفكير الاستنباطي هو عملية استخدام قواعد أو نظريات عامة للوصول إلى استنتاجات محددة. يعتمد هذا النوع من التفكير على المنطق والاستدلال للوصول إلى نتائج مؤكدة.
مراحل التفكير الاستنباطي:
- المقدمة: تحديد القواعد أو النظريات العامة التي سيتم استخدامها.
- التحليل: تطبيق القواعد على حالات أو مسائل محددة.
- الاستنتاج: التوصل إلى نتائج مؤكدة بناءً على القواعد المطبقة.
5. نظرية التفكير فوق المعرفي
التفكير فوق المعرفي يشير إلى الوعي بعمليات التفكير الخاصة بالفرد، والقدرة على التحكم فيها وتوجيهها. يتضمن التفكير فوق المعرفي التخطيط، والمراقبة، والتقييم لعملية التفكير.
عناصر التفكير فوق المعرفي:
- التخطيط: تحديد الأهداف والاستراتيجيات لتحقيقها.
- المراقبة: متابعة التقدم وتعديل الاستراتيجيات حسب الحاجة.
- التقييم: تقييم النتائج وتحديد الفعالية والتعديلات اللازمة.
نظريات التفكير تقدم رؤى متعددة لفهم العمليات العقلية المعقدة التي يقوم بها الأفراد. من خلال دراسة هذه النظريات، يمكن تحسين القدرة على التفكير النقدي والإبداعي، وزيادة الوعي بالعمليات العقلية الخاصة، وتعزيز مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات.