هناك عامل مراوغ في فضيلة التواضع، فإن ظننا أننا نمتلكها، فإننا لا نكون متواضعين، كما هو الحال عندما نعتقد أننا لا نتصف بالصبر وبالتالي نصبح متكبّرين، فالتواضع فضيلة لا يمكننا أنّ ندعيها وأن نقرّ ذلك صراحة بأننا أشخاص متواضعون ونحن لسنا كذلك، حتّى وإن كنّا متواضعين فالآخرين هم من يملكون القدرة على تصنيفنا وامتداحنا بهذه الصفة الإيجابية.
لا أحد يخلو من بعض التكبر أو يمتلك كامل التواضع:
إنّ الحقيقة هي أن لا أحد منّا يخلو من بعض التكبر، ولا أحد منّا يمتلك كامل التواضع، فالواقع يتجاذبنا بين هذا وذاك، ونحن من نحسن الاختيار، فإذا كنا نميل إلى التواضع فإننا نحاول التقرّب من أشخاص نعتقد بأنهم متواضعين، وإذا كنّا نميل إلى الخيلاء والتعالي على الآخرين فإننا نكتسب صفاتهم.
إنّ أساس التواضع هو الإقرار به وتنميته في الذات دون أن نشعر غيرنا بأننا نريد مديحاً، وأن نعمل على التقليل من جزئية التكبر وتنمية التواضع بشكل مباشر، فكلنا بحاجة إلى فضيلة التواضع التي هي موجودة في طبيعتنا الفطرية، إلا أنها بحاجة إلى المزيد من التعلّم فالتواضع يزيدنا حكمة وتأني، فالحياة ليست سوى درس طويل في اكتساب فضيلة التواضع.