يقوم على الإرشاد النفسي أساساً على مجموعة من الضوابط التي لا يمكن الخروج عليها، ويقوم المرشد بمعرفة هذه الضوابط وتنفيذها بصورة مثالية؛ لتكون مخرجات العملية الإرشادية ناجحة ومتوافقة تماماً مع الأهداف الإرشادية التي تمّ وضعها بصورة مسبقة، ولعلّ المسترشد يكون بصورة المبادئ التي يتمّ العمل عليها من خلال أسلوب الضبط الذاتي، فما هي أهم مبادئ الضبط الذاتي في الإرشاد النفسي؟
ما أهم مبادئ الضبط الذاتي في الإرشاد النفسي؟
1. الضبط الذاتي مهارة متعلمة يقوم بها المسترشد عن طريق التحكم بالذات:
إنّ أسلوب الضبط الذاتي هو من أكثر الأساليب الإرشادية التي تعتمد على قدرة المسترشد في الاكتساب والتعلّم، فهو يرغب أساساً في التخلّص من مشكلة إرشادية تتعلّق بالسوك غير السوي ويدرك جيّداً أنّه يحتاج إلى التعلّم من خلال ضبط مسلكياته السابقة ومحاولة تغييرها بصورة جذرية وخصوصاً تلك التي تتعلّق بالمسالك غير السويّة، ومعرفة مدى التغيّر إن كان قد أحدث نتائج إيجابية أم أنّ الأمور بقيت كما هي، فهو يحتاج إلى الإرادة والعزم من أجل تغيير قيمة خاطئة وتعديلها بأخرى أكثر وعياً.
2. على المسترشد أن يكون واعيا لأهمية ملاحظة الذات والكيفية التي تتم بها الملاحظة:
عندما يدرك المسترشد حجم المشكلة ويرغب في التخلّص منها بصورة حقيقية، وقتها عليه أن يكون أكثر وعياً ومعرفة لنمطه السلوكي، ولا يمكن أن يتمّ ملاحظة هذا الأمر إلا من خلال ضبط الذات ومراقبتها بصورة دقيقة لا مجال للتهاون فيها او الفوضى، حيث يكون ضبط الذات مبنياً على مجموعة من قواعد السلوك التي تتوافق مع منظومة القيم والأخلاق المتزنة التي لا يصحّ أن يخرج عليها الفرد، وأن تتم مراعاة نظرة المجتمع للسوك الجديد ومتابعته بصورة أكثر وضوحاً، وأن يتم معرفة الكيفية التي تتغيّر فيها النظرة إلى الذات، وهل هي نظرة صحيحة أم نظرة عشوائية لا تخدم الأسلوب الإرشادي؟
3. يعمل المسترشد على ضبط المثيرات التي تؤدي للسلوك غير المرغوب:
لا بدّ وأن يكون التغيير أمر يتمّ إدراكه بالعقل ويتم العمل عليه من خلال الجوارح، وهذا الأمر يجعل من المسترشد مدركاً لما يدور حوله من أحداث ومتغيرات، وبناء عليه يقوم المسترشد بمحاولة العمل على ضبط الذات من خلال تغيير ثلاثة أمور أساسية وهي:
تغيير البيئة:
والمقصود هنا هو تغيير الظروف البيئية التي كان يعيشها المسترشد والتي كانت تعتبر معزّزاً للمشكلة الإرشادية وحافزاً لها، ومن خلال هذا التغيير يمكن للمسترشد أن يستشعر التغييرات التي بدأت تحدث على شخصيته وتغيّر طريقة تفكيره، ويبدأ بمحاولة السيطرة على ذاته من خلال التخلّص من المثيرات التي كانت تعمل كمحفّزات لظهور السلوك غير السوي.
تضييق مدى المثيرات التي تؤدي للسلوك غير المرغوب:
هنا يدرك المسترشد أنه يتوجّب عليه أن يقوم بحصر المثيرات التي تساعد على ظهور السلوك غير السوي، وبهذا يتمكّن المسترشد من معرفة هذه المثيرات ومحاولة السيطرة عليها إما بالتقليل منها أو محاولة التخلّص منها بصورة كاملة، وهذا الأمر من شأنه أن يعمل على الضبط الذاتي بصورة أكثر دقّة وسرعة وشمولية.
تقوية العلاقة بين السلوكيات المرغوبة وعزل السلوكيات غير المرغوبة:
يقوم أسلوب الإرشاد بالضبط الذاتي على محاولة التغلّب على السلوكيات غير المرغوبة من خلال تعزيز السلوكيات المرغوبة وتعزيزها، وقد أبدت هذه الأساليب قدرتها على عزل السلوكيات غير المرغوبة ومواجهتها بأخرى أكثر قبولاً في المجتمع وأكثر رواجاً.
4. إضعاف الاستجابات التي تعيق السلوك المرغوب:
عندما يبدأ المرشد بمساعدة المسترشد بالتركيز على السلوك غير السوي ومحاولة عزله، تبدأ الأمور بالتكشّف أكثر حيث يقوم المرشد بمحاولة عزل الاستجابات التي تعمل على إعاقة السلوك المرغوب والتي تعمل على تعزيز السلوك غير المرغوب، وهنا يكون عمل المسترشد أكثر دقّة وإصراراً على معالجة هذه المشكلة بصورة جديرة.
5. تعطيل السلسلة السلوكية التي تؤدي إلى السلوك غير المرغوب في مرحلة مبكرة:
من خلال هذا المبدأ الإرشادي يعمل المسترشد على حصر السلوكيات الأكثر خطورة على المنظومة السلوكية والفكرية، وهذا الأمر يسهّل عليه محاولة التخلّص من المشكلة الإرشادية بصورة سريعة ودقيقة، حيث أنّ العمل مبكراً على كشف السلوكيات غير المرغوبة يسهّل من قدرة المسترشد على التخلّص من هذا السلوك ويجعله ضعيفاً مقارنة بالسلوكيات المرغوبة.
6. يعمل المسترشد على تعزيز ذاته بعد حدوث الاستجابة المناسبة:
بعد أن يقوم المسترشد بتغيير بعض السلوكيات غير المرغوبة والسيطرة على المثيرات والمعززات التي تساعد في ظهورها، يبدأ المسترشد بتعزيز ذاته بصورة أكثر انتظامًا ودقة وصولاً إلى مرحة الشفاء الإرشادي التام.