مبادئ معالجة المعلومات في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


قد نسمع القول بأن دماغ الفرد مثل الكمبيوتر وقد يتفق الكثيرين بذلك، ولكن البعض قد يختلف قائلين إنه لا يمكن المقارنة بين الاثنين؛ لأن العقل البشري يمكنه القيام بأشياء لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر القيام بها مثل تجربة المشاعر، يمكن إصلاح أجهزة الكمبيوتر التي تنكسر عن طريق استبدال الأجزاء، وليس من السهل إصلاح دماغ الإنسان، على الرغم من الاختلافات طور علماء النفس نظرية معالجة المعلومات لتقديم التشابه بين الدماغ البشري والكمبيوتر.

من صنع نظرية معالجة المعلومات

في علم النفس المعرفي السلوكي لعب القياس الحاسوبي دورًا في النهج المعرفي وأصبح النهج السائد، حيث يرى علم النفس المعرفي أن الإنسان هو معالج للمعلومات، تمامًا مثل الكمبيوتر الذي يعالج البيانات، وأعطى تطور أجهزة الكمبيوتر عالم النفس تشبيهًا مجازيًا لمقارنة وشرح المعالجة العقلية البشرية.

وجد جورج ميلر أن السلوكية تحد من السلوك الإنساني وجادل بأنه يمكن دراسة العقل علميًا من خلال الوسائل التجريبية والموضوعية، ففي عام 1991 حصل على الميدالية الوطنية للعلوم لمساهمته الرائدة في فهم العقل البشري، وكان أيضًا رائدًا في دراسات الذاكرة قصيرة المدى واللغويات، حيث اقترح أن مدى وكمية المعلومات التي يمكن أن يخزنها الدماغ البشري في وقت معين يؤثران على الحد من الذاكرة قصيرة المدى للفرد، ولا يمكن للذاكرة قصيرة المدى أن تحتوي إلا على 5-9 وحدات أو أجزاء من المعلومات ذات مغزى.

مبادئ معالجة المعلومات في علم النفس

قد يكون لعلماء النفس المعرفي وجهات نظر مختلفة لكنهم يتفقون فيما يتعلق بالمبادئ الأساسية لمعالجة المعلومات في علم النفس، حيث تتمثل أهم مبادئ معالجة المعلومات في علم النفس من خلال ما يلي:

افتراض السعة المحدودة

يتمثل مبدأ افتراض السعة المحدودة في أن تحدث قيود مثل الاختناقات عند معالجة المعلومات، مما يحد من التدفق ومعالجة المعلومات في نقاط محددة.

آلية التحكم المطلوبة

يشرف مبدأ  آلية التحكم المطلوبة على العمليات وتستخدم بعضًا من قدرتها على المعالجة، حيث أنه قد تختلف قوة المعالجة المطلوبة في إدارة تشفير المعلومات وتحويلها ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها واستخدامها، على سبيل المثال يتطلب تعلم مهمة جديدة جهدًا أكبر من تكرار مهمة روتينية.

تدفق المعلومات في اتجاهين

تتدفق المعلومات في اتجاهين، حيث أننا نستخدم باستمرار المعلومات الواردة من الحواس والبيانات المخزنة في الذاكرة.

معالجة وتنظيم المعلومات بطرق محددة

تم تصميم البشر وراثيًا لمعالجة المعلومات وتنظيمها بطرق محددة، على سبيل المثال تم تطوير اللغة والاهتمام الذي يوليه الأطفال عند التحديق في وجه إنسان مألوف.

نموذج معالجة المعلومات ثلاثي المراحل

في عام 1968 طور أتكينسون وشيفرين نموذج معالجة المعلومات ثلاثي المراحل المعروف أيضًا باسم نموذج أتكينسون شيفرين، يصف النموذج ثلاثي المراحل ثلاث مراحل في الذاكرة والمدخلات أو الذاكرة الحسية والذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى، ويمكن توضيح هذا النموذج الثلاثي من خلال ما يلي:

الذاكرة الحسية

أجهزة الإدخال مثل لوحة المفاتيح أو شاشة اللمس تستخدم لإدخال البيانات في الكمبيوتر، بينما أجهزة الإدخال في الإنسان هي أعضائه الحسية، حيث يتلقى البشر معلومات عن محيطهم من خلال النظر والذوق والرائحة والسمع واللمس، وتدخل البيانات باستمرار في الذاكرة الحسية للدماغ البشري، ولا يستطيع الدماغ تخزين كل شيء تراقبه الحواس ومن ثم تكون المعلومات نشطة لمدة 3-5 ثوانٍ في الذاكرة الحسية.

الذاكرة قصيرة المدى

يعالج الكمبيوتر البيانات في وحدة المعالجة المركزية وفي العقل البشري تتم معالجة المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى أو الذاكرة العاملة، هنا يتم استخدام البيانات أو التخلص منها أو نقلها إلى الذاكرة طويلة المدى لاسترجاعها، حيث تنطبق الأجزاء المعرفية التي يبلغ عددها 7 أو ناقص 2 على معالجة المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى، وفقًا لميلر فإن لدى معظم الأفراد سبع خانات معرفية متاحة لملئها بالمعلومات في وقت معين، ويختلف بين شخصين بين أفراد مختلفين.

بهذه السعة الصغيرة لا يمكن للذاكرة العاملة تخزين جميع البيانات من الذاكرة الحسية، وقد يتم تجاهل المعلومات باعتبارها غير ذات صلة خلال 5-30 ثانية إذا لم تتم معالجتها، حيث تتم المعالجة بطريقتين في الذاكرة قصيرة المدى تتمثل في بروفة الصيانة وهي تكرار المعلومات لتذكرها في الوقت الحالي مثل رقم الهاتف أو التعليمات بعد بضع ساعات سيكون قد نسي الفرد رقم الهاتف.

الذاكرة طويلة المدى

عند حفظ البيانات يتم تخزينها على القرص الصلب للكمبيوتر أو في السحابة في العصر الحديث، بينما في الدماغ البشري يتم تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى لفترة غير محددة، حيث يتم عرض إخراج البيانات على شاشة الكمبيوتر أو كنسخة مطبوعة يكشف السلوك الإنساني والأفعال عن ناتج المعلومات في الإنسان.


شارك المقالة: