اقرأ في هذا المقال
متى يفشل المسترشد في الخضوع للعملية الإرشادية؟
مهما كان المرشد النفسي مستعداً ويملك كلّ المهارات اللازمة في إدارة العملية الإرشادية، ومهما قام بتطبيق إجراءات الإرشاد النفسي فإن لم يكن المسترشد قادراً على الخضوع للعملية الإرشادية وجاهزاً لقبول ما فيها من إجراءات واختبارات فلن تكون العملية الإرشادية إلا ذات نتائج سلبية، فالمسترشد هو القطب الآخر والأكثر أهمية في العملية الإرشادية، وعدم قدرته على الاندماج في العملية الإرشادية يعني فشل العملية الإرشادية بصورة عامة.
أسباب فشل المسترشد في الخضوع للعملية الإرشادية:
1. الخجل من الخضوع للعملية الإرشادية:
يشعر بعض المسترشدين بالخجل الشديد نتيجة خضوعهم للعملية الإرشادية، وخاصة أن الشخص الذي سيدير هذه العملية هو شخص بالعادة غريب سيقوم بمعرفة كافة المعلومات العامة والخاصة التي تتعلّق به، وهذا الأمر يضع حاجزاً كبيراً أمام بعض المسترشدين في خضوعهم للعملية الإرشادية، كما وأنّ بعض المسترشدين يشعرون بالخجل من عرض مشاكلهم وخاصة إذا كانت تتعلّق بالشخصية ويشعرون في كشفها أنّهم ضعفاء وغير قادرين على الخضوع للعملية الإرشادية.
2. الخوف من الفضيحة حال الخضوع للعملية الإرشادية:
يخشى بعض المسترشدين من تعرّضهم للفضيحة ونشر المعلومات ولا يدركون أن العمل الإرشادي يقوم بصورة رئيسية على السريّة، وهؤلاء الأشخاص يخافون ان تنكشف المعلومات التي قاما بالإدلاء بها ويخشون أن يتم استغلال هذه المعلومات من قبل أشخاص غير مرغوبين لديهم، وهذا الخوف يولّد مشاعر لديهم تعادي العمل الإرشادي بصورة عامة وتقلّل من شأنه، بحيث يضعون نصب أعينهم أنّهم وإن خضعوا للعمل الإرشادي عدم البوح بأي معلومات ذات أهمية تتعلّق بالعملية الإرشادية.
3. ضعف شخصية المسترشد وعدم قناعته بالعملية الإرشادية:
يعاني بعض المسترشدين من ضعف عام في الشخصية ولا يستطيعون بسبب هذا الضعف أن يواجهوا المرشد أو الطبيب النفسي خشة الاطلاع على أسرارهم، أو مواجهتهم بالحقائق المرّة، وهذا الأمر يولّد لديهم هاجساً في معاداة العملية الإرشادية واعتبارها عملية لا تقوم على حلّ المشكلات بالطريقة المثلى، كما ويرى بعض المسترشدين أنّ علم الإرشاد النفسي والعمل الإرشادي بصورة عامة علم يختصّ بمعالجة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل ومسلكيات نفسية وعقلية خطرة، وبالتالي يفشلون في الخضوع للعملية الإرشادية بصورة عامة.