اقرأ في هذا المقال
- محظورات الزوجة المعتدة في الإسلام
- أهمية فترة العدة للمرأة المسلمة والأبناء في الإسلام
- قواعد العدة للزوجة في الإسلام
العدة: مصطلح يعني فترة الانتظار للمرأة المسلمة، وهي فترة عفة، يجب على المسلمة أن تقضيها بعد فسخ زواجها وذلك بوفاة زوجها أو بالطلاق منه، قبل أن تتمكن من الزواج شرعاً مرة أخرى، والسبب من مراعاة فترة العدة؛ التأكد من حمل المرأة أو عدم حملها، والإقرار باليقين بالأبوة.
محظورات الزوجة المعتدة في الإسلام
بموجب قانون الأحوال الشخصية الإسلامي، تختلف فترة العدة للزوجة باختلاف الحالات، فالمطلقة تراقبها لمدة 3 أشهر؛ حتى يتم التأكد من عدم حملها لكي لا تختلط الأنساب، والمرأة التي مات زوجها تراقبها لمدة أربعة أشهر قمرية وعشرة أيام بعد وفاة زوجها، سواء تم الدخول أم لم يتم؛ وفاء لزوجها وبراءةً لرحمها، وتستمر فترة العِدّة للمطلقة الحامل حتى وقت الولادة أو الإسقاط إذا كانت حامل، إذا كانت المرأة حامل وقت وفاة زوجها، تراقب العدة لمدة سنة كاملة تتكون من تسعة أشهر للحمل وثلاثة أشهر من فترة العِدّة.
وتعتبر هذه الفترة بمثابة توازن من قبل بعض علماء الإسلام من خلال توفير الوقت الكافي للحداد على وفاة زوجها وكذلك حماية الأرملة من الانتقادات التي قد تتعرض لها لتزويجها بسرعة كبيرة بعد وفاة زوجها، وتساعد هذه الفترة بشكل أساسي في تحديد ما إذا كانت المرأة حامل أم لا، حيث أن أربعة أشهر ونصف هي نصف مدة الحمل الطبيعي إذا كان هناك أي حمل، وفي الشريعة الإسلامية يجب على الزوج أن يقدم وصية لزوجته لتوفير لها الإقامة لمدة عام واحد والنفقة، ما لم تغادر الزوجة المنزل بمحض إرادتها.
قال سبحانه وتعالى : “وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَو أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ “، البقرة، 234، 235.
وخلال هذه الفترة فترة العِدّة لا يمكن للمرأة أن تتزوج برجل آخر، إذا أراد الشخص أن يتزوج أرملة أو مطلقة؛ فيجوز له أن يعلن نواياه بطريقة مقبولة اجتماعياً أثناء فترة العِدّة، فلا يجب أن يكون هناك التزام سرّي بالزواج من الأرملة؛ حفاظًا على أسرتها وأبنائها من أي مشكلة تقع.
أهمية فترة العدة للمرأة المسلمة والأبناء في الإسلام
وجوب قضاء العِدَّة في نفس المنزل الذي كانت تقيم فيه المرأة بشكل دائم وقت وفاة زوجها أو في حالة فسخ الزواج؛ وهذا من باب إكرام الإسلام للمرأة والاهتمام بها وإعطاء المجال للزوج المطلق للتفكير مليًا وإرجاع زوجته، وفترة العدة تحافظ كذلك على الأسرة فعند إعطاء الزوج المجال لإرجاع الزوجة بها دون عقد ومهر جديدين يشجعه على ارجاع الزوجة وعدم تفرقة الأبناء عن الأبوين.
ويجب على المرأة المطلقة في فترة العِدّة التي أرسلت إلى بيت الوالدين أن تعود إلى بيت زوجها عند وفاة زوجها؛ لتكمل عِدّتها هناك لأنه حسب القاعدة تكتمل العدة في المنزل وهو الإقامة الدائمة للزوجة، ومنزل والديها لا يعتبر إقامة دائمة، وفترة العِدّة للزوجة تضمن حقها في الميراث، وتضمن ذلك لجنينها إن كانت حامل، فلا يوجد تشريع في أي قانون في العالم يضمن للزوجة والأطفال حقوقهم بهذه الدقة غير الدين الإسلامي الحنيف، هو من باب الرحمة بالأطفال والمرأة.
قواعد العدة للزوجة في الإسلام
بعض الأشياء التي تُحرم على المسلمات في فترة العِدّة، في قانون الأحوال الشخصية الإسلامي، مثل الزواج في هذه الفترة؛ هو لصالح الزوجة لا ضدها كما يظن بعض الناس، يجب على الزوجة الحزن على زوجها بالدعاء من الله سبحانه وتعالى للمغفرة له ودخوله الجنة؛ وهو من باب الوفاء للعِشرَة بين الزوج والزوجة وانسجام لطبيعة المرأة الحساسة لحاجتها لبعض الوقت حتى تنسى حزنها.
بدء العدة للزوجة في الإسلام
تبدأ فترة العِدّة مباشرة بعد وفاة الزوج أو بعد طلاق الزوجة المسلمة، ويُحرم الزواج أثناء العِدّة للزوجة، لكن يسمح القرآن الكريم فقط للأسلوب المقبول اجتماعيًا بإعلان نوايا الزواج من امرأة تحترم العِدّة، وجميع العروض المباشرة الأخرى أو الالتزامات السرية ممنوعة منعًا باتًا في الإسلام، وبمجرد إتمام العِدّة، يحق للمرأة أن تبرم عقد زواج ثان شرعًا، والزواج الذي يتم في فترة العِدّة غير معترف به في الشريعة الإسلامية ويعتبر باطلاً.
من رفق الدين الإسلامي بالزوجة أنه يسمح لها بالانتقال من منزل الزوج المتوفى في حالة عدم وجود سكن مناسب داخل المنزل، أو عدم السماح لبقية الورثة لها باستخدام أموال المتوفى أو مواجهة مشاكل في الحفاظ على البردة التي يقتضيها الإسلام.
إذا كان المنزل في حالة متهالكة وهناك خطر من أن ينهار في أي وقت قريب، أو غير مؤمن مما قد يهدد عفة المرأة أو شرفها أو حياتها، فيسمح لها بالانتقال من ذلك المكان، ولكن بمجرد زوال سبب الخطر، فهي ملزمة بالعودة إلى منزلها.
وخلال فترة العِدّة، لا يحق للزوجة المسلمة المطالبة بنفقة من تركة زوجها؛ لأنها نفسها وريثة له، وذلك لأن نفقة الزوجة تقع على الزوج فقط لا على الورثة الآخرين، قال تعالى: “والنساء اللاتي قد ارتفع طمعهنّ عن المحيض، فلا يرجون أن يحضن من نسائكم إن ارتبتم”، سورة الطلاق، آية 4.
إن فترة العِدّة لها أهمية كبيرة لفرصة المصالحة بين الزوجين، وللزواج في الإسلام أهميته العميقة، ذلك وفقًا لسنة المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر أن أفضل الناس في أمته من دخل في علاقات زوجية، ويعتبر الزواج جزءًا من سنته.
ويتم قبول العِدّة على أنها فترة للتوفيق بين الاختلافات المحتملة بين الزوج والزوجة، ومع ذلك وفقًا للقرآن الكريم، يكون الزوج في مرتبة المبادرة إلى حد كبير؛ لأنه يمنح درجة من الأفضلية في مسائل المصالحة مقارنة بنظرائهم من الإناث.
ومن باب رحمة الإسلام بالزوجة أمر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عدم حداد الزوجة على زوجها المتوفي فوق مدة العِدّة، وإن ذلك الحداد ثابت بالسُّنة، في قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدَّ على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً”، صحيح بخاري، وصحيح مسلم.