غالباً ما يتعرّض بعض الأطفال في المراحل الأولى من نضوجهم إلى العديد من الصدمات النفسية التي قد تؤثر على حياتهم في الحاضر والمستقبل، بالرَّغم من أنّ بعض الأهل قد لا يعطيون أي أهمية لهذا الموضوع ولا يسعون على الإطلاق لعلاج هذه المشكلة عند الاطفال، ذلك بسبب اعتقادهم بأنها لن تؤثر على الاهل، إلا أنَّهم في الغالب ما يكونوا مخطئين، لا سيما أنّ هذه الأمور قد يكون لها آثار سلبية كبيرة على مستقبل الاطفال، بالتالي يجب أن نتعرف على مخاطر الصدمات النفسية للاطفال.
مخاطر الصدمات النفسية على الأطفال:
أكَّدت العديد من الدراسات على أنّ مخاطر الصدمات النفسية للأطفال لا تختلف عن مخاطرها على الصغار، خصوصاً تلك المخاطر التي ترتبط بمشاكل الاغتصاب أو القتل أو الدمار والدم التي قد يتعرض لها الطفل بسبب العديد من الحروب التي شهدها، بالرغم من أنّ سن الطفل قد يحدد مدى قدرته على التعبير عمّا يشعر، إلّا انّ هذا الأمر لا يعني على الإطلاق عدم تأثُّره بما رأى أو سمع.
قد يعاني الطفل بصورة كبيرة من خوف شديد من فراق والديه ويُصبح متمسك بشكل كبير بوالديه، فقد يُصِر على عدم ذهابه إلى المدرسة، هذا فضلاً عن أنه قد يصاب بنوبات بكاء وخوف شديد عندما يشعر بأنّ والديه سوف يتركانه ، هذه المشاعر غالباً ما تقود إلى تأخر الطفل في المدرسة، حيث لا يستطيع الذهاب إلى المدرسة بسبب عدم قدرته على الانفصال عن والديه وعائلته.
ذلك فضلاً عن أنّ العديد من الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية يظهر لديهم شعور بالذنب، هذا من دون أن ننسى اضطراب الاكتئاب وكذلك اضطرابات القلق المتعددة والتي تؤدي إلى ضعف التركيز عندهم، هذا يؤدي إلى تدهور قدراتهم في المدرسة مما يجعلهم لا يستوعبون أي دروس تُعطى لهم ولا يستطيعون النجاج في الدراسة.
انطلاقاً من كل هذا، فإنّ الطفل الذي يكون قد تعرّض إلى صدمات نفسية حادة ولا يستطيع الخروج منها، يجب أن نضعه في إطار الطفل المريض الذي يحتاج إلى رعاية وعلاج نفسي بصورة أساسية، كما أنّه يحتاج إلى أشخاص ذوي خبرة مهنيين ولديهم مهارت عالية في علاج مثل هذه الاضطرابات.