الزواج هو اللبنة الأولى في الإسلام لتكوين الأسرة وهو الأساس الراسخ لإنشاء العلاقة الصحية السليمة للأسرة، وهو السبيل الذي حث عليه الدين الإسلامي للحفاظ على استمرارية وجود النسل البشري؛ لتحقيق الهدف الذي خلق الله تعالى الإنسان من أجله في هذه الحياة قال تعالى :”وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون“، سورة الذاريات ،آية، 56.
مراحل تكون الاسرة في الإسلام
تقوم هذه المؤسسة على المودة والرحمة بين الزوجين وبين أفرادها أيضا في جو مليء بالحب والود والتسامح والتعاون بين أفرادها، ويكون فيها كل من الزوجين سكنا للآخر يطمئنان لبعضهما، قال تعالى : “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”، سورة الروم، الآية 21.
ويعد اختيار الزوجين كل منهما للآخر من المراحل المبكرة في بناء الأسرة في الإسلام، فقد شرع الإسلام النظرة الشرعية بين المقبلين على الزواج ليتعرف كل منهما على الآخر، ويكتشف طبائعه وأسلوبه قبل الإقدام على الزواج، وقد بين الدين الإسلامي أهم الأسس التي يتم بناء عليها الموافقة على الرجل إذا أقدم على خطبة الفتاة، وأهم هذه الأسس أن يكون صاحب دين وخلق يرضاه أهل الفتاة.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”، رواه الترمذي، يسعى الإسلام إلى وجود أسر جيدة وصحية ومستقرة، قال الله تعالى: “هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعل منها زوجها ليسكن إليها”، الأعراف، 190، فأساس الحياة الأسرية الاستقرار والاهتمام، إهمال الأسرة هو سلب للحياة الجميلة والسعيدة، الإهمال بالحياة الأسرية أدى إلى مشاكل وتحديات عديدة بين أفراد الأسرة.
اهتمام الإسلام بالأسرة
ميثاق الأسرة الإسلامي يدور حول استمرارية الأسرة وتكوينها، تلعب الشريعة الإسلامية دورًا نشطًا في شؤون الأسرة، يمتد هذا الدور ليشمل الأمور التالية:
1- تشجيع الزواج وتسهيله.
2- توعية الناس بأحكام الشريعة التي تتعلق بالأسرة.
3- توفير الرعاية للأمهات والأطفال وكبار السن.
4- طرق حل الخلافات الزوجية.
5- التشجيع على المصالحة بين أفراد الأسرة.
وفي النهاية الأسرة أساس قوة وضعفا أي مجتمع، وبالمحافظة عليها يعمر المجتمع والكون ككل، ويجب ترسيخ أهمية الأسرة في جيل المستقبل، في الوقت الذي يحارب مفهوم الأسرة السليم عند الكثير من المجتمعات.
