مرحلة الإعداد للعملية الإرشادية في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


مرحلة الإعداد للعملية الإرشادية في الإرشاد النفسي:

يقوم المرشد الناجح باتخاذ عدد الخطوات التي من شأنها أن تساعد في نجاح العملية الإرشادية التي هي نبراس الإرشاد النفسي، وهذه الخطوات غير  قابلة للتهميش أو الخطأ وخاصة في المراحل الأولى من العملية الإرشادية التي يتمّ من خلالها الإعداد للعملية الإرشادية بصورة صريحة، بحيث لا يمكن في مراحل متقدّمة التراجع أو تصحيح الأخطاء التي ارتكبت في المراحل الأولى للعملية الإرشادية، فما هي مرحلة الإعداد للعملية الإرشادية؟

ما هي مرحلة الإعداد للعملية الإرشادية؟

عندما نقوم بأي عمل لا بدّ لنا من الإعداد المسبق له بصورة جيّدة، بحيث أنّ سير العملية الإرشادية بصورة صحيحة يعتمد على مقدار الاهتمام والإعداد الجيّد للعملية الإرشادية برمّتها، فمن غير المنطقي أن يبدأ المرشد بمقابلة أحد المسترشدين أو مجموعة منهم بصورة عشوائية دون أن يكون قادراً على معرفة مشكلتهم بصورة مبدئية، أو معرفة سيرتهم الذاتية، والبيئة والثقافة التي خرجوا منها، وإلّا فإنّ العملية الإرشادية ستكون منقوصة وغير مكتملة المراحل، وستبدأ بصورة خاطئة لا تشير إلى نهايات صحيحة.

إنّ مرحلة الإعداد للعملية الإرشادية تشعر المسترشد بالأهمية القصوى، وأنّ الأمر ليس من باب زيادة الإحصائيات والأرقام أو طلباً للمال وبسط النفوذ والشهرة، ولكن إن كان الإعداد سيئاً لا يظهر الاحترام اللازم للمسترشد فسيتمّ نقض أول شرط من شروط العملية الإرشادية ألا وهو القبول وعدم القدرة على البوح صراحة بالمشكلة التي يعاني منها المسترشد، وهذا الأمر من شأنه أن يعمل على تعقيد العملية الإرشادية ويزيد من الضبابية فيها.

أبرز خطوات مرحلة الإعداد للعملية الإرشادية:

1. توفير المكان الجيّد الذي يرقي لسير العملية الإرشادية بصورة مكتملة الشروط، وأن يكون الزمان ملائماً لطرفي العملية الإرشادية، بالإضافة إلى التجهيزات اللازمة والتنظيم الجيّد لسير العملية الإرشادية بصورة ترقى فيها هذه العملية لتصبح نموذجاً في الإنسانية وتقدير الآخر.

2. توفير كلّ ما هو لازم من وسائل ومناهج واختبارات وفحوص عملية وميدانية، ليتم جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات بصورة مميّزة غير قابلة للخطأ، وفي هذا الصدد يسهل على المرشد النفسي أن يجد المشكلة ويبدأ في حلّها بصورة مباشرة.

3. تحقيق كلّ ما يلزم من ظروف تتوافق مع شخصية المسترشد للحصول على ثقته المطلقة في المرشد وفي العملية الإرشادية بصورة عامة، وهذا الأمر يحتاج إلى الألفة والثقة والمحبّة ما بين طرفي العملية الإرشادية، وأن يكون المسترشد على يقين أنّه في المكان المناسب الذي يستطيع من خلاله البوح بكافة أسراره.

4. أن يكون المرشد جاهزاً لخوض العملية الإرشادية وأن يملك الخبرة والمهارة التي تمنحه ثقة المسترشد، وهذا الأمر ليس بالهيّن، فهو يحتاج إلى الكثير من القراءة والمطالعة الذاتية وقراءة المشاكل الإرشادية كنماذج يحتذى بها، للتبلور لدى المرشد صورة طبق الأصل عن قضايا وظروف مشابهة يمكن التعامل معها، وهذا الأمر يعطي المرشد الثقة المطلقة في التعامل مع كافة المشاكل التي تقع ضمن ناطق العملية الإرشادية بثقة أكبر، ليصبح متمرّساً جيّداً في كيفية التعامل مع كافة الأعمار والثقافات بما يتوافق وسير العملية الإرشادية.

5. التأكيد على جانب المسؤولية من كلا الطرفين، وأنّ العملية الإرشادية ليست امراً يخصّ المرشد أو المسترشد كلّ واحد على حده، فهي مشكلة لا بدّ من تحديدها والوقوف على أسبابها ومعرفة الظروف المحيطة التي أدّت إلى حصولها، وأن يدرك طرفي العملية الإرشادية أنّ المسؤولية تقع من حيث مبدأ الصدق وتحرّي الحقيقة المطلقة في البحث عن الحلول، وأنّ الرفض أو التملّص من الإجابات لا يصبّ في مصلحة أحد، وسيضع المرشد والمسترشد في دائرة مفقودة الحلقات لا تقوم على الحقائق أو الوقائع الدقيقة الصادقة.

6. في بداية كلّ عملية إرشادية لا بدّ وان يتمّ وضع برنامج زمني يتمّ من خلاله تحديد عدد المقابلات الإرشادية، ومعرفة الأماكن التي سيتم من خلالها عقد المقابلات الإرشادية، ومن الأشخاص المحتملين الذين سيساعدون في سير العملة الإرشادية، وأن يتمّ الاتفاق على مبدأ السرية المطلقة وعدم كتمان المعلومات مهما كانت محرجة أو مقلقة، وأن يتمّ الاتفاق على بعض التكاليف المطلوبة لسير العملية الإرشادية، ومقدار الجهد الذي سيتم بذله خلال العملية الإرشادية، ومتى ستنتهي الجلسات الإرشادية بصورة نهائية، فإن تمّ الاتفاق على هذه الشروط سيكون من السهل البدء بالعملية الإرشادية متى تمّ الاتفاق على الزمان والمكان.


شارك المقالة: