يعد الاختبار النفسي المعروف أيضاً باسم اختبار القدرات، جزء شائع في العديد من المقابلات والتقييمات الحديثة، تتخذ الاختبارات النفسية عدة أشكال وهي مصطلح شامل لأي تقييم يختبر قدرة الفرد المعرفية أو شخصيته، ستتكون من سلسلة من الأسئلة حيث يجب علينا تقديم إجابات في حدود الوقت.
الاختبارات السيكومترية:
نادراً ما يكون أداء التقييم النفسي عملية مباشرة، في حين أنّ الاختبارات المستخدمة لها درجات تتفاوت من التوحيد القياسي والخصائص السيكومترية، فإنّ الأكثر فاعلية هي تلك التي تتمتع بالموثوقية والصلاحية القوية، مع ذلك يمكن أن تتشوه نتائجهم بسبب العوامل المتعلقة بالطالب أو العميل أو المريض أو الطبيب، حتى بيئة الاختبار النفسي أو عملية الاختبار نفسها يمكن أن تؤثر على النتيجة.
هل الطالب الذي يتم اختباره يتأخر في النمو؟ هل لديهم إعاقات جسدية مثل ضعف البصر أو فقدان السمع؟ هل حصلوا على قسط كاف من النوم في الليلة السابقة؟ هل أكلوا في ذلك اليوم؟ هل هناك اختلاف في اللغة؟ ربما تكون الحالة الجسدية أو العقلية للمختبِر أقل من المثالية أو أنّهم ليسوا على دراية بمواد الاختبار، يمكن أيضاً إعاقة اختبار البالغين بإخلاص من خلال التأثيرات الخارجية مثل معرفة القراءة والكتابة وتعاطي المخدرات واللغة والعديد من العوامل الأخرى.
حتى عند اتباع إجراءات تقييم شاملة، توجد ظروف أثناء جلسة الاختبار يمكن أن تؤثر على الأداء والنتائج ونتيجة لذلك على نتائج الاختبار، إنَّ إدراك هذه العوامل وتأثيرها المحتمل على عملية الاختبار أمر مهم لضمان أقصى أداء ونتائج دقيقة، كل شخص مختلف لكن لا نزال بحاجة إلى مقاييس نفسية قياسية، يعد قياس سمات الشخصية مثل الطول والوزن والقوة أمر بسيط إلى حد معقول، هذه كلها سمات جسدية ويمكن ملاحظتها وتقييمها بموضوعية، لكن ماذا عن العوامل التي ليس من السهل قياسها؟
تعتبر السمات مثل الشخصية والذكاء والموقف والمعتقدات خصائص مهمة للقياس والتقييم، سواء كان الشخص يوظف أشخاص أو يساعد أعضاء الفريق على فهم أنفسهم وعلاقاتهم مع الآخرين، أو يحاول معرفة ما يريد القيام به في حياته، فمن المفيد تقييم هذه الأنواع من السمات المخفية الأقل وضوح، طريقة واحدة لجمع هذه المعلومات من خلال الاختبارات السيكومترية.
تشمل الاختبارات السيكومترية ملامح الشخصية واختبارات التفكير واستبيانات التحفيز وتقييمات القدرة، تحاول هذه الاختبارات توفير بيانات موضوعية للقياسات الذاتية، على سبيل المثال إذا كان الشخص يرغب في تحديد موقف شخص ما، يمكن أن يسأله مباشرة أو أن يراقب الشخص أثناء عمله أو حتى يجمع ملاحظات حول هذا الشخص من أشخاص آخرين، مع ذلك يمكن أن تتأثر كل هذه الأساليب بالتحيز الشخصي والمنظور، باستخدام الاختبار النفسي يمكنك إصدار حكم أكثر موضوعية وحيادية.
نظراً لأنّ الموضوعية هي مفتاح استخدام هذه التقييمات، فإنّ الاختبار النفسي الجيد يوفر نتائج عادلة ودقيقة في كل مرة يتم تقديمها، لضمان ذلك يجب أن يفي الاختبار بعض المعايير الرئيسية مثل التوحيد القياسي، يجب أن يعتمد الاختبار على نتائج عينة من السكان تمثل حقاً الأشخاص الذين سيجرون الاختبار، لا يمكن بشكل واقعي اختبار كل شخص عامل في بلد ما، لكن يمكن اختبار عينة تمثيلية لتلك المجموعة ثم تطبيق النتائج على الأشخاص المحددين الذين نختبرهم.
يتم إجراء اختبار موحد بنفس الطريقة في كل مرة للمساعدة في تقليل أي تحيز في الاختبار، باستخدام اختبار معياري يمكن مقارنة النتائج مع أي شخص تتشابه خصائصه مع خصائص مجموعة العينة، أبعد من هذه المعايير يجب أن تكون الاختبارات النفسية الفعالة ذات صلة بمكان العمل الحديث، قبل استخدام أحد هذه الاختبارات يجب التأكد من التحقق من صحة الاختبار وتحديثه مؤخراً.
مزايا الاختبارات السيكومترية:
يمكن للاختبارات النفسية قياس الاهتمامات والشخصية والكفاءة، تقيس اختبارات الاهتمام كيف يختلف الناس في دوافعهم وقيمهم وآرائهم فيما يتعلق باهتماماتهم، تقيس اختبارات الشخصية كيف يختلف الناس في أسلوبهم أو طريقة عملهم وفي طريقة تفاعلهم مع بيئتهم والأشخاص الآخرين، تقيس اختبارات الكفاءة كيف يختلف الأشخاص في قدرتهم على أداء أو تنفيذ مهام مختلفة.
يمكن أن تساعد الاختبارات السيكومترية في جعل التقييمات الشخصية والمتعلقة بالوظيفة أكثر موضوعية، توفر هذه الاختبارات أيضاً قدر كبير من الوقت، عادة ما يكون من السهل جداً إدارتها ويمكن إعطاؤها لمجموعة من الأشخاص بسهولة، يجب إعطاء بعض الأنواع الأخرى من التقييمات بشكل فردي، كما أنّ الاختبارات السيكومترية يتم تسجيلها بسهولة، لذلك تعود النتائج بسرعة وبشكل موثوق.
يتم إكمال العديد من هذه الاختبارات باستخدام البرامج، كما يمكن إكمال بعضها عن طريق الإنترنت، هذا مرة أخرى يوفر ميزة زمنية، يمكن أن يقلل التكاليف بشكل كبير مقارنة بالطرق الأخرى، يمكن للأشخاص إجراء الاختبارات من أي مكان ويتم تسجيل النتائج بدقة في كل مرة، هناك تكاليف متضمنة في شراء الاختبارات بالإضافة إلى تعيين أو تدريب شخص ما لإدارتها وتقييمها، من المهم مراعاة هذه التكاليف مقابل المزايا التي قد تجلبها الاختبارات.
يمكن استخدام الاختبارات النفسية لأغراض متنوعة، بعض الاستخدامات الأكثر شيوعاً هو اختيار الموظفين، يمكن للاختبارات أن تساعد القائمين بالتوظيف ومديري التوظيف على تحديد المرشحين الأفضل للوظيفة، تعتبر اختبارات الشخصية والكفاءة والمعرفة شائعة جداً في هذا النوع من حالات الاختبار،
يمكن أن تساعد الاختبارات السيكومترية على تحديد أفضل السبل لتحسين المهارات والأداء الحالي، على سبيل المثال إذا كان القسم القياسي سيقدم نوع جديد من التكنولوجيا، فقد يكون من المفيد تقييم الأشخاص بناءً على اهتماماتهم ودوافعهم المتعلقة بالتكنولوجيا الجديدة، يعد كل من (Business Attitude Inventory و California Measure of Mental Motivation) هما من الاختبارات السيكومترية المتاحة لأغراض التدريب والتطوير، يمكن أيضاً استخدام اختبارات القدرات والمهارات لتحديد قدرة الشخص على أداء مهام معينة.
يمكن أن توفر هذه المنطقة العديد من الاستخدامات للاختبارات النفسية، كلما فهم الناس أنفسهم والآخرين بشكل أفضل، كان بإمكانهم بناء علاقات إيجابية في مكان العمل والحفاظ عليها بشكل أفضل، اختبارات مثل (FIRO-B و DiSC) مصمّمة خصيصاً للكشف عن المصادر المحتملة لتوتر العلاقات، كذلك تقييمات الشخصية العامة بما في ذلك (Myers-Briggs Typology Indicator) و (California Psychological Inventory) مفيدان جداً أيضاً لبناء الفريق وتقويته.
يمكن أن تساعد القيم في العمل على اكتساب رؤى حول سلوكيات وديناميكيات المجموعة التي تتعلق بقيم الناس، يمكن أن تساعد الاختبارات السيكومترية في الكشف عن القيم والاهتمامات التي تعتبر أساسية للرضا الوظيفي العام، لأولئك الذين بدأوا في حياتهم المهنية والذين يبحثون عن المسار الوظيفي الصحيح استطلاعات الاهتمام مثل (Holland’s Codes و Schein Career Anchors)، هي أيضاً اختبارات قياس نفسي مفيدة يجب مراعاتها.