مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتمثل مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس من خلال النظر في العواقب السلبية خلف تفاعل كل من العقل والجسد، حيث يميز علماء النفس والفلاسفة هذه المشكلة من خلال التمييز الحقيقي بين العقل والجسد من خلال العالم والفيلسوف أفلاطون والعالم رينيه ديكارت.

مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس

حسب العالم رينيه ديكارت فإن العقول والأجساد هي أنواع مختلفة من الأشياء، أو في المصطلحات الفنية لليوم هي عبارة عن أنواع مختلفة من الجوهر، حيث رأى ديكارت أن مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس تتمثل في العلاقة التفاعلية بين الجسد والعقل، وأن الأجساد عبارة عن مواد مستمرة موضعيًا، وغير قادرة على الإحساس أو التفكير، على النقيض من ذلك فإن العقول غير متفرعة وتفكر وتحس بالجوهر.

على الرغم من إدراك هذه الاختلافات العميقة قبل ديكارت الاعتقاد الشائع بأن العقل والجسد يتفاعلان سببيًا، حيث يشعر الجميع أنه شخص واحد مع كل من الجسد والفكر المرتبطين بالطبيعة، بحيث يمكن للفكر أن يحرك الجسم ويشعر بالأشياء التي تحدث له، لكن إذا كانت العقول والأجساد مختلفة تمامًا فليس من السهل أن نرى كيف يمكنهم ذلك من التفاعل، وكان ديكارت مدركًا جيدًا للصعوبة.

تتمثل مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس في تحديد الحركة في الجسد لأداء الأعمال الإرادية، فإن الوجود كما هو مجرد مادة واعية؛ لأن توضيح الحركة غالبًا ما يكون نتيجة من ميول الجسم المتحرك ليعتمد على نوع التوجيهات اليي يحصل عليه مما يغيره، أو على حقيقية سطح هذا الشيء.

يعبر بعض علماء النفس عن وجهة النظر الآلية السائدة حول كيفية عمل السببية في الأجساد، حيث يجب أن تتضمن دفع السبب إلى الجسم، حيث يتطلب ذلك الاتصال بين السبب والنتيجة، بما أن النفس الإنسانية لا يمكن أن تتلامس أبدًا مع الجسد فليس للنفس موقع مكاني ولا يمكن للنفس غير المادية أبدًا أن تدفع وبالتالي لا يمكنها أبدًا أن تتفاعل سببيًا مع الجسد.

قد تبدو مخاوف علماء النفس غريبة ويمكن أن تتخذ العلاقات السببية التي توافق عليها الفيزياء المعاصرة عدة أشكال، وليست كلها من نوع الدفع والجذب، فلماذا لا يتم تضمين التفاعل بين النفس والجسد ببساطة كنوع آخر من السببية لكن اعتراض علماء النفس هو في الواقع مجرد نسخة واحدة من القلق العام بشأن مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس.

أحد خطوط التفكير يناشد نظرية انتقال السببية في الفكرة القائلة بأن الهوية هي استمرار شيء ما من سبب إلى نتيجة أو توفر الرابط المطلوب، فإذا كان هناك شيء في النفس يمكن أن يصبح حاضرًا في الجسد، فإن هذا يمكن أن يجسر ما هو مادي، ويبدو أن ديكارت نفسه يقبل مثل هذه النظرية معلنًا في التأمل المخصص في أنه لا يمكن أن يكون هناك شيء في تأثير غير موجود في السبب الفعال الكلي.

مشكلة الاقتران في مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس

النسخة الثانية من مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس هي مشكلة الاقتران التي تأتي بعد مشكلة التفاعل بين العقل والجسد، وذلك عند تخيل عقلين متشابهين تمامًا وجسمين التي ترتبط بها، أي الأجسام التي تتفاعل معها بشكل مباشر، بحكم ما يقترن العقل الأول سببيًا بالجسم الأول والعقل الثاني بالجسم الثاني.

ليس هذا هو السؤال المعرفي حول كيف يمكننا أن نعرف أن هذه هي التفاعل بل السؤال يعتبر معرفي ويتعلق بالظواهر ما وراء الطبيعية في فهم هذه الترابطات، فإذا كانت العقول مثل الأجسام، موجودة في الفضاء فيمكن تحقيق الاقتران السببي من خلال المواقع المكانية النسبية للمواد، وقد تكون عقول معينة داخل أو تسكن أجساد معينة.

يُنظر إلى السلطات في مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس بشكل قياسي على أنها قوى للتفاعل مع نوع ما من الأشياء، وما لديه القدرة على فتح هذا القفل، ولكن فقط بحكم امتلاكه القدرة على فتح أي قفل من هذا النوع، والقدرة على فتح أي قفل قابل للمقارنة جوهريًا.

قوانين الحفظ في مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس

النسخة الثالثة من مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس تناشد قوانين الحفظ، حيث أن الفكرة الرئيسية بسيطة في التفاعل بين الروح والجسد يجب أن يتم تغيير كمية الطاقة في الكون المادي، عندما تعمل الروح أو النفس البشرية تظهر طاقة جديدة في الدماغ، على سبيل المثال عندما تتصرف النفس تختفي كمية من الطاقة في الدماغ.

لكن أي من هذا يتعارض مع قوانين الحفظ المعمول بها، والتي تسمح فقط بتحويل وإعادة توزيع الطاقة أو الكتلة داخل الكون المادي وليس إضافتها أو طرحها، ويقدم عدد من الفلاسفة المعاصرين من علماء النفس الحفظ كعقبة رئيسية أمام السببية العقلية، ومع ذلك فقد ثبت أن تحويل الفكرة الرائدة إلى حِجَة مقنعة أمر صعب.

اكتمال المادية في مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس

ترتبط النسخة الرابعة من مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس في اكتمال المادية وتعلقها بمفهوم الحفظ؛ ولكن نظرًا لأنها أكثر بروزًا في الأدبيات المعاصرة، لا سيما في بعض المشكلات القائمة على الملكية المعرفية، من خلال العديد من الفرضيات.

تتمثل الفرضية الأولى من اكتمال المادية في أن كل تأثير مادي له سبب مادي كافي، حيث يحتوي الكون المادي بداخله على موارد للتفسير السببي الكامل لأي من عناصره المتسببة، وبهذا المعنى هو كامل وهذه النقطة تنطبق إذن على كل ما قد يحدث لأجسادنا أو داخلها، أي حالة من السلوك الإنساني الجسدي لها سبب مادي كافي.

يظهر هذا المبدأ بشكل متكرر في أدبيات السببية العقلية تحت عدد من العلامات الأكثر شيوعًا هي الاختلافات في اكتمال المادية أو الإغلاق المعرفي المادي، ويمكن ملاحظة أن المبدأ لا يقول شيئًا عن ما إذا كان غير المادي يمكن أن يؤثر على المادي الذي يستخدم الشمولية الفيزيائية لهذه الفرضية.

تتمثل الفرضية الثانية في أنه لا يوجد تحديد مفرط منهجي للتأثيرات الجسدية، حيث يحظى هذا المبدأ بدعم واسع في الأدبيات النفسية، ويُقال أن افتراض الإفراط في التحديد المنهجي في هذا السياق هو سخيف وهو أحد العمليات غير العقلانية في نقاش السببية العقلية.

في النهاية يمكن التلخيص بأن:

1- مشكلة التفاعل في السببية العقلية في علم النفس تتمثل بالعديد من النسخ.

2- تتمثل النسخة الأول بالعلاقة بين العقل والجسد.

3- تتمثل النسخة الثانية من الاقتران.

4- بينما تتمثل النسخة الثالثة في إمكانية الحفظ.

5- تتمثل النسخة الأخيرة من اكتمال المادية.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: