يحق لكلّ فرد من أفراد المجتمع أن يفكّر بالطريقة التي يراها مناسبة، كون حرية التفكير من الحريات التي نادت بها جميع الأنظمة والقوانين العالمية، ولكن إن تجاوز الفرد هذا الحد من التفكير قتها تبدأ المشاكل النفسية بالظهور، حيث يقوم بعض أفراد المجتمع بالتفكير بطريقة ثنائية مزدوجة إحداهما صحيحة والأخرى خاطئة أو كلتاهما خاطئة أو صحيحة، ولكن هذه المفارقات وإن كانت تعطي في بعض الأحيان نتائج صحيحة إلا أنها على المدى البعيد تسبب العديد من المشاكل النفسية.
كيفية معالجة مشكلة التفكير الثنائي المزدوج في الإرشاد النفسي
1. تحديد نمط الشخصية
لا يمكن للمرشد النفسي أن يبدأ بخطوات إرشادية علاجية ما لم يتمكن من تحديد نمط شخصية المسترشد وطريقة تفكيره، فالشخصيات التي تمتاز بالنجاح عادة ما تكون شخصيات ذات أفكار ازدواجية لا تعطي الكثير من النتائج الإيجابية على الصعيد الشخصي، ولعلّ طريقة التفكير الثنائي المزدوج من طرق التفكير التي لا يتقبّلها المجتمع إن طبّقها المسترشد على الأشخاص الذين يتعامل معهم، فعندما يقوم المرشد النفسي بتحديد نمط الشخصية وقتها يباشر في اختيار استراتيجية إرشادية مناسبة.
2. تحديد مستوى الذكاء والهدف العام للمسترشد
إن استطاع المرشد النفسي أن يحدّد مقدار الذكاء العام الذي يمتاز به المسترشد وقتها يمكن له أن يضع بعض الحدود لشخصية المسترشد، فطريقة التفكير المزدوج لا تأتي في العادة ثمارها إلا في حال كان المسترشد من الأشخاص الفائقي الذكاء، كما وأن تحديد الهدف العام للشخصية والطموح الذي يرغب في الوصول إليه من الأمور التي يمكن للمرشد النفسي أن تساعده في وضع خطّة عامة لمعالجة مشكلة المسترشد النفسية المتعلّقة بطريقة التفكير، كون المراد من طريقة التفكير هذه هو السبب الرئيسي في حدوث المشكلة وتطوّرها في المستقبل.
3. الإيمان المطلق بالذات وتقنين طريقة التفكير
لا تتوفّر القناعة لدى بعض الأفراد في ذاتهم مما يجعلهم بفكّرون بطريقة ازدواجية تبحث عن مصالحهم الشخصية فقط، وهنا يأتي دور المرشد النفسي في إثبات قيمة الذات وتقنين طريقة التفكير وتحديدها بصورة واضحة لا تدع مجالاً للشك أو لازدواجية التفكير لدى المسترشد، وبالتالي سهولة التخلّص من المشكلة الإرشادية في الإرشاد النفسي.