على الرغم من كثرة المشاكل النفسية التي يعاني منها أفراد المجتمع وتغيّر أشكالها من فترة إلى أخرى حسب ثقافة وطبيعة ذلك المجتمع، إلا أنّ الإرشاد النفسي لا يزال قادراً وبامتياز من مجاراة كلّ هذه المشاكل النفسية على اختلافها وتنوّعها واستنباط خطط واستراتيجيات إرشادية من شأنها معالجة كافة هذه المتغيرات بطريقة احترافية، ومن المشكلات النفسية ذات الآثار الجانبية التي يعاني منها العديد من المسترشدين مشكلة المقارنات المجحفة.
كيف يتخلص المسترشد من مشكلة المقارنات الظالمة في الإرشاد النفسي
1. إدراك حقيقة الأمور
لا بدّ وأن يعمل المرشد النفسي على تحديد بعض الاضطرابات النفسية التي يعاني منها المسترشد، وذلك من خلال معالجة بعض المقارنات المجحفة التي يصاب بها بعضهم من خلال خلق أجواء من المنافسة غير المشروعة مع الآخرين، بحيث يعتقد المسترشد أن النجاحات التي حققها الآخرون كان من الأحرى أن تكون من حقّه وأنه هو من يستحقها، وأن منصب ما ليس من حقّ شخص ما كونه هو الأحقّ والأكثر خبرة في هذا المجال، ومن هنا تزيد الاضطرابات النفسية لدى المسترشد ويصبح غير قادر على تمييز الأمور، ويأتي هنا دور المرشد النفسي المتمرّس ليحقّق ويثبت تلك المدركات وحقيقتها بصورة احترافية.
2. الرضا والقناعة
يقوم المرشد النفسي من خلال العملية الإرشادية بخلق روح تنافسية فيما بين المسترشدين في حالة الإرشاد الجماعي وحتّى الإرشاد الفردي، ولكن هذه التنافسية تقوم على أساس من القناعة والفهم الصحيح لما يملكه المسترشد من قدرات عقلية وفلسلفة فكرية تنافسية من شأنها المساعدة على حلّ المشكلات النفسية لا تعقيدها، فإن استطاع المسترشد أن يحقّق حالة من الرضا والقناعة بالواقع الذي هو عليه فمن السهل أن يتغيّر في المستقبل القريب بصورة أكثر إيجابية، ولكن إن بقي مُصِرّاً على تلك المقارنات المجحفة التي لا تزيد الأمر إلّا سوءً فهذا الأمر ينعكس على العملية الإرشادية برمّتها.
3. الموافقة على الحوار والمواجهة
إن استطاع المسترشد أن يبوح ما في نفسه من أفكار ومعطيات فمن السهل على المرشد النفسي أن يناقشه وأن يخرج بنتائج مُرضية لكلا الطرفين، ولكن إن كانت الأفكار التنافسية المجحفة لا ترقى إلى درجة المقارنات المرضية فستبقى المشكلة الإرشادية النفسية قائمة دون أي حلول.