على الرغم من اتساع شريحة المشاكل والاضطرابات النفسية التي يعمل علم الإرشاد النفسي من خلال العملية الإرشادية على معالجتها، إلا أن بعضاً من هذه المشكلات تستوجب تعاملاً خاصاً من قبل المرشد النفسي بصورة وقائية وعلاجية تهدف إلى التخلّص من المشكلة الإرشادية بصورة نهائية، حيث يعاني بعض المسترشدين من مشكلة تطرف الأحكام والتي تأخذ حيّزاً في علم الإرشاد النفسي كونها عادة ما تقود صاحبها إلى ارتكاب بعض الجرائم والأعمال التي تخرج عن نطاق المنطق والإنسانية.
آلية التعامل مع مشكلة تطرف الأحكام في الإرشاد النفسي
1. إدراك حقيقة المشكلة النفسية ومدى تطورها في الشخصية
يعاني بعض المسترشدين من مشكلة التطرّف في إصدار الأحكام، حيث يعملون على اتهام الآخرين بأحكام وتعليقات غير منطقية ولا تحتكم إلى الواقع، ولعلّ السبب الرئيسي في هذا الأمر هو التفكير السوداوي الذي يمتاز به البعض وعدم القدرة على استيعاب الأحداث بطريقة صحيحة، فإن استطاع المسترشد أن يستدرك الأمر قبل فوات الآوان فمن الممكن التعامل مع هذا النوع من المشكلات بطريقة صحيحة، ويكون ذلك من خلال إدراكه بحقيقة وجود مشكلة خطيرة لا بدّ من التعامل معها قبل أن تتفشّى في الشخصية والفكر والشعور بطريقة خاطئة.
2. استخدام الاختبارات والمقاييس والأمثلة التي تقلل من خطورة المشكلة
لا بدّ وأن يقوم المرشد النفسي باستخدام بعض المقاييس والاختبارات التي من شأنها العمل على التقليل من خطورة المشكلة النفسية الإرشادية، وبالتالي إدراك حقيقة المشكلة وأنها سبب في سوء العلاقات الاجتماعية وعدم القدرة في التواصل مع الآخرين بصورة تبادلية أو بناء علاقات عاطفية، ولعلّ استخدام الأمثلة الواقعية تعمل على التقليل من حجم المشكلة الرئيسية من خلال الاستدلال بشخصيات كانت تتطرف لأفكارها ومعتقداتها بطريقة غير منطقية من شأنها العزلة الاجتماعية والنظر إلى المجتمع نظرة سوداوية على المدى البعيد.
3. الإيمان المطلق بالمنطق وانسيابية الأحداث
لا يستطيع البعض أن يتخلّص من نظريات المؤامرة والشكّ بمن هم حولهن فهم دائمي الاعتقاد بأنّ هناك أمراً ما سيحدث على الرغم من انسيابية الأحداث ورتبابتها، وهذا الأمر يحتاج إلى زيادة الثقة بالذات والقدرة على التفكير الإبداعي والابتعاد عن التطرف السلوكي والتسرّعم في اصدار الأحكام المتطرفة في الإرشاد النفسي.