تعتبر مشكلة سوء التكيف من أبرز المشاكل النفسية التي يعمل المرشد النفسي على التعامل معها من خلال الإرشاد النفسي، حيث لا يستطيع البعض أن يتكيّف مع البيئة التي يتواجد فيها أو البيئة التي ينتقل للعيش أو العمل فيها بصورة جديدة، ولعلّ مشكلة سوء التكيّف من الاضطرابات النفسية التي يعتقد المسترشد من خلالها بأنّ المشكلة لا تكمن في شخصيته وحسب وإنما في المجتمع السلبي الذي يعيش فيه والذي لا يصلح للعيش بطريقة آمنة وصحيحة، وبالتالي تظهر الحاجة إلى العملية الإرشادية للتخلّص من هذه المشكلة.
آلية التعامل مع مشكلة سوء التكيف من خلال الإرشاد النفسي
1. تغيير طريقة التفكير
يرفض البعض أن يتنازل عن طريقة التفكير التي نشأ من خلالها في مرحلة عمرية ما ولا يقبل أن يتطوّر أو يتأقلم مع مراحل التطوّر والنمو الذي حصل في المجتمع، وبالتالي فإنّ هذه النظرة الخاطئة تصنع فجوة كبيرة بينه وبين المجتمع تجعل من طريقة تفكيره طريقة نديّة مع المجتمع، بالتالي فهو ينظر إلى كلّ أفراد المحتمع وكأنهم خصوماً له وأشخاص لا يقبلون التفاهمات أو المتغيرات الطبيعية على الرغم من أنّ شخصية المسترشد هي من تحتاج التعديل والنهوض من جديد والنظر إلى المجتمع نظرة الفاحص الإيجابي.
2. احترام وجهات النظر
إن استطاع المسترشد أن يوقن بأنّه لا بدّ من احترام الاختلاف، فمن الممكن أن يتمّ التعامل معه ضمن خطّة إرشادية صحيحة تعمل على إيقاف سوء التكيّف مع الآخرين، فهذا الشعور يجعل من المجتمع مرفوضاً لدى المسترشد وينظر إليه نظرة غير منطقية ولا صحيحة، بحيث يكون كلّ من هم في المجتمع تحت مرمى الاتهام ويصبح الأمر متبادلاً بين أفراد المجتمع وتزيد في نهاية الأمر الضغينة.
ويبدأ المسترشد أو صاحب المشكلة النفسية بالبحث عن مجتمع جديد يستطيع من خلاله التكيف من جديد ولكنّه لا يستطيع، والسبب في ذلك هو أنّ المشكلة لا تكمن في المجتمع بحدّ ذاته على قدر ما هي مشكلة شخصية تكمن في طريقة تفكير الفرد الذي يعاني من هذه المشكلة، ولعلّ اخترام وجهات نظر الآخرين من أكثر الخطط الإرشادية المستخدمة في علاج هذه المشكلة بصورة سريعة.