إنّ اهتمام الإنسان بشكل رئيسي يكون في بقاء ومحاولة إعادة التوازن الداخلي؛ حتى يصل إلى تقليل التوتر، أمَّا السعادة فهي تتكون بشكل ذاتي وتلقائي، بالتالي لا يصلح أن يبحث الإنسان عنها، يبدأ الانشغال في البحث عن الاستبصار في أسباب السعادة، حيث كلما قلة نسبة الاكتراث بالنجاح والسَّعادة، كلما زاد احتمال حدوثها.
مصطلحات نظرية الإرشاد بالمعنى
الإحباط الوجودي
يشير فرانكل إلى أنَّ إرادة المعنى عند الإنسان من الممكن أن تصل للإحباط، هو ما يُسمَّى بالإحباط الوجودي، الذي قد ينتج في بعض الأحيان عن المرض النفسي، هذا النوع من المرض النفسي يسميه فرانكل مصطلح ( العصاب معنوي المنشأ )، يتخّلف عن العصاب النفسي المنشأ.
ينتج العصاب معنوي المُنشأ من صراعات القيم المختلفة، أي من الصِّراعات الأخلاقية العنوية، يرى فرانكل أنَّه ليس كل صراع يجب أن يكون عصابي، أيضاً ليست كل معاناة أو ألم ظاهر مرضي، فالمعاناة قد تكون إنجاز إنساني طيب، خاصَّة إذا كانت تنتج من الإحباط الوجودي.
العصاب الوجودي
إنّ المسؤولية الكبيرة التي يحملها كل إنسان، تعني أنَّه يجب عليه أن يبحث عن معنى لحياته من خلال وجوده فيها. إنّ العصاب الوجودي لا ينتج بسبب توتر وصدمة، إنّما ينتج بسبب عدم القدرة على رؤية معنى للحياة.
الديناميات المعنوية
يرى فرانكل أنَّ الديناميات المعنوية هي التي تقوم على دعم الصحَّة النفسية للفرد، هناك دائماً توتر وضغط بين إنجازات الفرد والطموحات، أي أين يكون الآن وما يجب أن يكون عليه في المستقبل.
يشير فرانكل إلى أنّ الصحَّة النفسية ترتكز بدرجة من التوتر بين ما قام الفرد بإنجازه وطموحاته، بحيث يكون الناتج من هذه الديناميات في حياة الإنسان حصر معنى يمكن الوصول إليه.
إنّ كل ما ينبغي فعله هو تنشيط إرادة المعنى في الإنسان من حالة الكمون، تشجيع الإنسان على السَّعي والجد للوصول إلى الأهداف، هذا هو ما يميز الإنسان عن باقي المخلوقات، منه يكون اشتقاق الوعي الذاتي والحب والضمير الأخلاقي، منه يكون الالتزام الحقيقي، الذي تأتي خلفه أقنعة الخداع والتزييف، تسمو به الذَّات فوق وجودها البيولوجي إلى رسالات وروحانيات ومعنويات يسعى إليها الإنسان بكامل إرادته الحرَّة، التي حقَّقت معنى الوجود ومعنى الحياة.
المسؤولية
إنّ التأكيد على الالتزام بالمسؤولية يعد جزء من العلاج بالمعنى، قام فرانكل بالتعبير عن ذلك، مشيراً إلى نتائج العلاج، حيث قال (هكذا تعيش الآن كما لو كنت تعيش بالفعل من جديد، كما لو كنت قد سلكت على نحو خاطئ في المرَّة الأولى مثلما تفعل الآن)، يعد هذا المبدأ الذي يقوم على استثارة إحساس الفرد بالالتزام والمسؤولية، فيتخيل أنّ الحاضر سوف يتحوّل إلى ماضٍ، أنّ الماضي لن يتغير ولن يتحسَّن، في حين أنّ المستقبل سوف يكون قابل لهذا التغير.
تكون مسؤولية الإنسان هي مجرد تعبير عن وجوده ودليل عليه، معناها أنّه بإمكانه أن يفعل الصحيح، أيضاً أن يرتكب الخطأ والآثام، لهذا فهو إمّا أن يستحق الثواب والثناء إمّا اللوم والعقاب، ومفتاحه إلى النّهوض بمسؤوليته هو أن يتعلّم من أخطائه ويسترشد الطريق إلى المستقبل.
الوعي بالذات
يحاول العلاج بالمعنى كما وضَّحه فرانكل، أن يجعل المريض واعي بشكل كبير بالتزامه بمسؤولياته، يترك له حريّة اتخاذ القرار بشأن إدراكه لنفسه، كشخص مسؤول عن اختياره لأهدافه في الحياة.
القيم
يحدّد فرانكل ثلاث تصنيفات للقيم، يعدُّ السبيل الذي يمكن أن يسلكه أيّ إنسان، حتى يصل إلى معنى حياته.
من هو العالم فيكتور فرانكل
هو طبيب الأمراض العصبية والنفسية النمساوية، هو من أحد الذين نجو من المحرقة، التي حدثت في الحرب العالمية الثانية، حيث لم ينجو منها أبوه وأمّه وزوجته وابنته.
يعتبر فيكتور فرانكل أحد الأشخاص الذين أسَّسوا العلاج بالرَّمز، اكتشاف طريقة العلاج النفسي في إيجاد معنى للحياة، أيضاً العلاج النفسي الوجودي، حتى في أكثر البيئات ألماً، بالتالي يُشكّل السَّبب للاستمرار في الحياة والتركيز على العمل والحرية والهدف وتحمُّل المسؤولية.
هو مؤلف كتاب (عقل جديد كامل) تعامل مع المعنى وكأنَّه حاسة من الحواس السِّت، التي هي: التصميم، القصَّة، السيمفونية، التعاطف، اللعب، المعنى، حيث قال: (لأنِّي طمعت في التزود أكثر والتوسُّع الإضافي في فهم تلك الحواس؛ بدأت بالمعنى) لأنَّها تقوم بتحقيق حياة متوازنة للفرد، بالتالي لا يوجد فرد لا يطمع في تحقيق ذلك التوازن الحياتي، فكان البدء في قراءة كتاب فيكتور فرانكل: إرادة المعنى، أُسس وتطبيقات العلاج بالمعنى.