إنّ الأطفال مثل الكبار فهم يمرّون بتجارب في مراحل حياتهم المختلفة ويتعرضون للعديد من المواقف، سواء كانت إيجابية أو حتى سلبية، التي غالباً ما تترك أثرها في ذاتهم ونفسهم، هنا نشير إلى أنّ تعرّض الطفل إلى بعض الظروف القاسية والمخيفة والخطرة قد تؤدي لظهور اضطرابات نفسية حادّة لناحية التفكير والسلوك والعواطف بسبب الصدمة النفسية وعدم قدرتهم على استيعابها أو حتى التعامل والتأقلم مع تداعياتها.
أعراض الصدمة النفسية عند الطفل
تظهر عند الأطفال بعض المشاعر والسلوكيات التي تشير إلى أن هناك الصدمة، التي تظهر بصورة مباشرة أو في وقت لاحق بعد أيام أو حتى سنوات من التعرّض للحادثة؛ فمثلاً فئة من الأطفال تصبح أكثر عدوانية أمّا البعض الآخر فيلجأ إلى الهروب ويصبح انعزالياً، قد يلجأ الطفل إلى التعبير من خلال الشكوى والتذّمر مع ظهور العديد من تشنجات العضلات والخوف الدائم.
قد يقوم الطفل ببعض التصرّفات غير الاعتيادية؛ مثل مصّ الإبهام وفقدان السيطرة على عملية التبول أو التبرز، في كثير من الأحيان قد يعاني الطفل من ضعف التركيز بسبب الصداع المزعج والمزمن وآلام المعدة.
معايير تشخيص الصدمة النفسية عند الطفل
- التعرض بشكل مباشر للحدث الصادم.
- رؤية الحدث عندما يحدث للآخرين وخصوصاً مقدمي الرّعاية الأساسيين، فلا تشمل الرؤية الأحداث المشاهدة فقط عبر الوسائط الإلكترونية.
- التعرّف على وقوع حدث أليم للوالدين أو أحد مقدمو الرعاية.
- أن يكون هناك واحد أو أكثر من الأعراض المقتحمة التي ترتبط بالحدث الصادم، كذلك التي بدأت بعد الحدث الصادم؛ مثل:
- الذكريات الأليمة التي تقوم بالتطفّل بشكل متكرر وغير الطوعي عن الحدث الصادم، فالذكريات العفوية والتي تُقتحم قد لا تكون مؤلمة ومن الممكن أن يتم التعبير عنها بإعادة التمثيل خلال لعب الطفل.
- أحلام أليمة تتكرر بحيث يقوم محتوى الحلم أو الوجدان بربط في الحلم بالحدث الصادم، فقد لا نتأكد أنّ المحتوى المخيف له علاقة بالحدث الصادم.
- ظهور استجابات تفارقية حيث يشعر الطفل أو يتصرف كما لو أنّ الحدث أليم يتكرر، فقد يتم ظهور ردود الفعل بشكل متواصل، حيث أنّ التعبير الأكثر تطرف هو فقدان الوعي الكامل بالمحيط، فقد تحدث إعادة تمثيل محدد للصدمة خلال اللعب.
- ظهور الإحباط النفسي الشديد عندما يتعرّض الطفل لمنبهّات داخليّة أو خارجية، التي غالباً ما ترمز أو تشبه جانب من الحدث الصادم.