مفاهيم خاطئة حول منهج منتسوري

اقرأ في هذا المقال


يعد تعليم منتسوري طريقة للتدريس والفلسفة غالبًا ما تخضع للتدقيق من قبل العلماء وأولياء الأمور، وتتضمن ممارسة منتسوري نهجًا لرعاية الأطفال يخلق نموًا تعليميًا مع التأكيد على القيم التي يمكن تطبيقها خارج الفصل الدراسي، وقد يصبح المتشككون في تعليم منتسوري كذلك بسبب بعض المفاهيم الخاطئة حول فلسفاتها وممارساتها، وفي مدارس منتسوري مصممون على معالجة هذه المفاهيم الخاطئة.

مفاهيم خاطئة حول منتسوري

مفهوم منتسوري مخصص للأطفال في سن ما قبل المدرسة فقط

تلبي غالبية مدارس منتسوري في كل العالم في المقام الأول احتياجات الأطفال في سن ما قبل المدرسة، وإحدى روضات منتسوري هي متخصصة في قبول الأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات وتقبلهم، ومع ذلك فإن فلسفة منتسوري قوية في الأطفال منذ الولادة وحتى سن 14 عامًا، والعديد من البرامج تقبل الأطفال حتى هذا العمر.

مفهوم منتسوري مخصص للمتميزين أو للذين يعانون من صعوبات التعلم

تتمثل إحدى الفوائد الحقيقية لفلسفة منتسوري في أن أساليبها فعالة للغاية مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم والأطفال الذين لا يعانون من صعوبات التعلم، وتنجح منتسوري بهذه الطريقة من خلال توفير بيئات تعليمية مصممة لضمان النجاح لجميع الأطفال، ويتم تشجيع الفصل الدراسي الذي يتمتع أطفاله بقدرات متفاوتة لأنه يفيد جميع الأطفال، حيث يمكنهم التعلم من بعضهم البعض، وبالمثل فإن منتسوري ليست فقط للأطفال الأذكياء، ويمكن تطبيق الفلسفات على جميع الأطفال.

مفهوم مدارس منتسوري دينية وهي للأثرياء فقط

نظرًا لأن الانتماء الديني هو ممارسة شائعة في الولايات المتحدة للمدارس الخاصة، فمن الصحيح أن بعض مدارس منتسوري الخاصة ستدعم أيضًا التعليم الديني في الفصل الدراسي، وتشكيل منظور ثقافي في المقام الأول، ومع ذلك فإن منتسوري ليست ديانة في حد ذاتها، ولا هي ذات توجه ديني بطبيعتها، وترحب بجميع الأديان في أي مكان في منتسوري حيث يتم تشجيع التنوع لإثراء الطلاب ونموهم.

وتم تنظيم حركة منتسوري التي بدأت في منتصف القرن العشرين في المقام الأول من قبل رياض الأطفال الخاصة ودعمها التعليم، وفكرة منتسوري للأثرياء فقط نابعة على الأرجح من وصمة العار التي نشأت خلال هذا الوقت، واليوم يتوفر تعليم منتسوري في حوالي 200 مدرسة عامة بالإضافة إلى حوالي 4000 مدرسة خاصة، وفي كثير من الحالات تكون برامج منتسوري أقل تكلفة من برامج رعاية الأطفال التقليدية.

مفهوم الأطفال في فصول منتسوري غير خاضعين للإشراف ويمكنهم فعل ما يريدون

لاحظت الدكتورة ماريا منتسوري أن الأطفال يكونون أكثر حماسًا للتعلم عند العمل على شيء من اختيارهم، وبالتالي فإن منتسوري تشجع مبدأ الاختيار الحر كوسيلة للنشاط الهادف والتعلم، بينما يمكن لطالب منتسوري اختيار أنشطته، فإنه يقتصر على المواد والأنشطة الخاصة بكل منهج دراسي كما هو موضح وتقديمه من قبل المعلم.

بالإضافة إلى ذلك وإذا كان الطفل مدمرًا أو يستخدم المواد بطريقة مدمرة أو غير فعالة، فسيتدخل المعلم ويوجه الطفل نحو مواد أكثر ملاءمة، أو لاستخدام أكثر ملاءمة للمادة، وفي الواقع تعرض تعليم منتسوري أيضًا لانتقادات لكونه منظمًا للغاية، وهذا مفهوم خاطئ آخر، تمت معالجته على الفور.

مفهوم فصول منتسوري الدراسية كلها عمل وليس لعب ومنتسوري منتهي الصلاحية

مدرس منتسوري مسؤول عن توضيح الأنشطة والمواد للطلاب بطريقة منظمة خطوة بخطوة، ومع ذلك فإن الطفل حر في الاختيار من بين مجموعة متنوعة من الأنشطة المركزة وله حرية استكشاف إمكانيات البرنامج، ويجب استخدام المواد فقط بطرق منتجة ومحترمة، وأي سلوك مخالف لذلك سيتم إعادة توجيهه برفق إلى عمل أكثر فائدة، ويعد وقت اللعب والاستكشاف الشخصي مكونًا حيويًا لتعلم الطفل.

لم يتغير أساس تعليم منتسوري كثيرًا منذ حياة الدكتورة منتسوري ولكن تم تطبيق التغييرات الحديثة على طرق التدريس التقليدية، وأتاح إدخال تقنيات جديدة مثل أجهزة الكمبيوتر وتمارين الحياة الثقافية فرصًا جديدة وإحداث تقدم في التعلم، ومع ذلك أكدت الأبحاث المعاصرة فعالية ورؤى فلسفات منتسوري.

مفهوم فصول منتسوري غير منظمة ومنهج منتسوري ليس أكاديميا

تعليم منتسوري هو أسلوب يصب جل اهتمامه على الطفل للتعلم حيث إنه يؤكد على تنمية استقلالية وحرية الأطفال ولكن هذه الحرية تكون محدودة، وقد يرى مراقب غير رسمي أن الفصل الدراسي في منتسوري غير منظم، لكن هذا ليس صحيحًا، حيث تم تجهيز الفصول الدراسية في منتسوري بدقة باستخدام مواد تعليمية مناسبة للتنمية.

والاعتقاد هو إنه عندما يتم منح الأطفال المرونة والاستقلالية لاستكشاف ما يثير اهتمامهم، فإنهم يكونون أكثر تحفيزًا للتعلم، وبالتالي يعمل المعلمون كمرشدين في الفصل يلاحظون ويساعد الطلاب على التعمق في الموضوعات التي تهمهم، ويقدمون المساعدة عند الحاجة، ويعيدون التوجيه عند الضرورة.

في الواقع غالبًا ما يصل الأطفال الذين يتلقون تعليمًا منتسوري إلى مستويات أكاديمية أعلى من نظرائهم الذين يحضرون المدارس التقليدية، ويحترم نهج منتسوري إنه يمكن للأطفال فهم الموضوعات المعقدة عند تقديمها بطريقة ملموسة، ويُسمح أيضًا لطلاب منتسوري بدراسة المجالات التي يجدونها مثيرة للاهتمام شخصيًا مما يؤدي إلى مزيد من التحفيز.

مفهوم يمكن لزملاء الدراسة الأكبر سنا تخويف الأطفال الأصغر سنا وأنها قديمة

عادةً ما تضع المدارس التقليدية الطلاب في فصول دراسية مع أقرانهم من نفس العمر، من ناحية أخرى يضع نهج منتسوري الأطفال في فصول دراسية متعددة الأعمار، وغالبًا ما يكون الطلاب الأكبر سنًا قدوة لزملائهم الأصغر سنًا، ويتعلم كل من الطلاب الأكبر سنًا والأصغر سنًا من خلال تدريس الأقران والعمل مع الفئات العمرية المختلطة، ونظرًا لتقليل المنافسة في الفصول الدراسية متعددة الأعمار، ويشعر الطلاب بالراحة عند مشاركة معارفهم وخبراتهم مع زملائهم في الفصل.

لقد مرت أكثر من 100 عام منذ أن قدمت المعلمة الإيطالية ماريا منتسوري أسلوبها الذي يركز على ميل الأطفال الطبيعي للتعلم، وطريقة منتسوري بعيدة كل البعد عن أن تكون قديمة، ففي الواقع يوجد حاليًا أكثر من أربعة آلاف مدرسة منتسوري تعمل وهو عدد مستمر في النمو، وبعد كل شيء السماح لفضول الأطفال الطبيعي بتحويلهم إلى متعلمين لديهم دوافع ذاتية هو نهج خالد في التعليم.

وفي الخاتمة تشير ماريا منتسوري إلى وجود العديد من المفاهيم الخاطئة حول منتسوري لذا سعت إلى بيان توضيح هذه المفاهيم، فمن هذه المفاهيم الخاطئة أن منتسوري فعال فقط لبعض الطلاب ففي الواقع تعتبر مدارس منتسوري فعالة للعديد من أنواع المتعلمين المختلفة، وتم تصميم التعليم في مدارس منتسوري للوصول إلى جميع أنواع المتعلمين.

بما في ذلك المتعلمين المرئي والسمعي والحركي، علاوة على ذلك عند العمل مع مجموعات صغيرة، يستطيع معلمو منتسوري تحديد نقاط القوة والضعف الفريدة لكل متعلم.


شارك المقالة: