مفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


العمل أو الأداء هو وسيلة للحصول على المعلومات الإدراكية حول البيئة، حيث أن الاستدارة على سبيل المثال يغير من علاقات الشخص المكانية بالأشياء المحيطة، وبالتالي أي من خصائصها المكانية يدركها بصريًا، ويمكن للشخص تحريك يده فوق سطح الجسم من الشعور بشكله ودرجة حرارته وملمسه، يمكنه الاستنشاق والتجول في الغرفة من تعقب مصدر الرائحة الكريهة، يمكن أن تولد الحركات النشطة أو السلبية للجسم أيضًا مصادر مفيدة للمعلومات الإدراكية وذلك يتم تفسيره من خلال مفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس.

مفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس

يعتبر مفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس من المفاهيم المهمة في المعرفة الذي يشير لقدرة الفرد أن يميز بين الأشياء والأماكن من خلال الوعي بكل شيء يقوم به، حيث يعتبر نمط التدفق البصري في صورة شبكية العين التي تنتجها الحركة الأمامية على سبيل المثال يحتوي على معلومات حول الاتجاه الذي تتجه إليه، في حين أن اختلاف الحركة هو إشارة يستخدمها النظام البصري لتقدير المسافات النسبية للأشياء في مجال الرؤية، بهذه الطرق غير المثيرة للجدل وغيرها يعتمد مفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس بشكل فعال على الفعل أو الأداء.

وفقًا لإطار توضيحي أطلقت عليه سوزان هيرلي (1998) صورة المدخلات والمخرجات، فإن اعتماد الإدراك على الفعل يمكن للحركة أن تغير المدخلات الحسية وبالتالي ينتج عنها تصورات مختلفة، فالتغييرات في المخرجات هي مجرد وسيلة للتغييرات في المدخلات، والتي يعتمد عليها الإدراك بشكل مباشر، ومنها تتحدى نظريات الإدراك القائمة على الأداء، صورة المدخلات والمخرجات، إنهم يؤكدون أن الإدراك يمكن أن يعتمد أيضًا على الأداء بطريقة غير آلية أو تأسيسية أو بشكل عام على قدرات التحكم في المحرك الموجه بالكائنات.

اتخذ هذا الموقف العديد من الأشكال المختلفة في تاريخ الفلسفة وعلم النفس، ومع ذلك فقد نظرت معظم نظريات الإدراك القائمة على الأداء في 300 عام الماضية إلى العمل من أجل شرح كيف تكتسب الرؤية، على وجه الخصوص كل أو بعض محتوياتها التمثيلية المكانية.

نظريات العمل المبكر لمفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس

يهيمن مذهبان على المناقشات الفلسفية والنفسية للعلاقة بين الأداء وإدراك الفضاء من القرن الثامن عشر إلى أوائل القرن العشرين، حيث أن الأول هو أن الأشياء المباشرة للرؤية هي متشعبات ثنائية الأبعاد للضوء واللون، تفتقر إلى الامتداد الملموس في العمق، والثانية هي أن الرؤية يجب أن تكون متعلمة من خلال حاسة اللمس وتُفهم على أنها تشتمل على كل من الحس الحركي وإحساس الموقف التحسسي، إذا كان للأول اكتساب أهميتها المكانية الخارجية الظاهرية ثلاثية الأبعاد.

عملية التعلم ذات الصلة هي جمعية نتائج الرؤية الطبيعية عندما يتم استنباط الأفكار الملموسة عن المسافة أو المستمدة من تجارب الحركة غير المعوقة والشكل الصلب المستمدة من تجارب الاتصال والمقاومة التفاضلية من خلال الأفكار المرئية للضوء واللون التي لديهم كانت مرتبطة بشكل معتاد، يدين القبول الواسع لكلا المذهبين بالكثير لتأثير نظرية الرؤية الجديدة لجورج بيركلي (1709).

يتطلع نهج جورج بيركلي إلى العمل أو الأداء من أجل شرح كيفية إضافة العمق إلى مجال بصري ثنائي الأبعاد بشكل هائل في مفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس، ومع ذلك فإن الترتيب المكاني للمجال المرئي نفسه يؤخذ على الفور في التجربة، ابتداءً من القرن التاسع عشر ظهر عدد من المنظرين بمن فيهم يوهان شتاينبوخ (1770-1818) وهيرمان لوتزه (1817-1881) وهيرمان فون هيلمهولتز (1821-1894) وويلهلم وونت (1832-1920) وإرنست ماخ ( 1838-1916)، أن كل شيء القدرات على التحديد المكاني البصري.

بما في ذلك تمثيل الاتجاه لأعلى أو لأسفل ولليسار أو لليمين داخل المجال البصري ثنائي الأبعاد، تعتمد على العوامل الحركية، على وجه الخصوص حركات توجيه النظرة للعين هذه الفكرة هي أساس عقيدة العلامة المحلية لمفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس.

الحركة واللمس في مفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس

هناك ثلاث نواحٍ رئيسية يكون فيها الحركة الحركية مركزية لمشروع بيركلي في النظرية الجديدة للرؤية (1709) في مفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس، حيث يجادل جورج بيركلي بأن التجارب المرئية تنقل المعلومات حول الفضاء ثلاثي الأبعاد فقط إلى الحد الذي يمكنها من تمكين المدركين من توقع العواقب اللمسية للأفعال الموجهة نحو الأشياء المحيطة.

ويقول بيركلي أنه لا توجد مسافة ولا الأشياء الموضوعة على مسافة هي نفسها، أو أفكارهم مدركة حقًا من خلال البصر، من سينظر بإيجاز في أفكاره ويفحص ما يقصده بقوله، يرى هذا الشيء أو ذاك عن بعد، يتفق مع أن ما يراه يشير فقط إلى فهمه أنه بعد تجاوز مسافة معينة، لكي يقاس بحركة جسده، والتي يمكن إدراكها عن طريق اللمس، يجب أن يتوصل إلى إدراك مثل هذه الأفكار الملموسة التي ارتبطت عادةً بهذه الأفكار المرئية.

في الحقيقة الصارمة أفكار الرؤية في مفهوم الإدراك القائم على الأداء في علم النفس عندما نفهمها عن بعد والأشياء الموضوعة على مسافة، حيث لا نقترح أو نضع علامة على الأشياء الموجودة فعليًا عن بعد، ولكن فقط تحذرنا من أفكار اللمس التي ستُطبع في منطقتنا العقول في مثل هذه المسافات من الزمن، ونتيجة لمثل هذه الأعمال أو تلك الأفكار القابلة للتطبيق هي اللغة التي من خلالها تخبرنا الروح الحاكمة بالأفكار الملموسة التي هو على وشك أن يطبعها علينا، في حالة إثارة هذه الحركة أو تلك في أجسادنا.

وجهة النظر التي يدافع عنها جورج بيركلي في هذه المقاطع لها سوابق معترف بها في البحث النفسي حول الفهم البشري، وهناك تم التأكيد أن الأشياء المباشرة للرؤية مسطحة أو تفتقر إلى العمق الخارجي، ويجب تنسيق هذا المشهد مع اللمس للتوسط في الأحكام المتعلقة بالتخلص من الأشياء في الفضاء ثلاثي الأبعاد، وأن الأفكار المرئية تثير في العقل الأفكار القائمة على الحركة للمسافة من خلال عملية ترابطية شبيهة بتلك التي تقترح فيها الكلمات معانيها.

الجانب الثاني الذي يلعب فيه الأداء دورًا بارزًا في النظرية الجديدة للإدراك هو الغائي، حيث لا يستمد البصر فقط أهميته المكانية ثلاثية الأبعاد من الحركة الجسدية، بل والغرض منه هو مساعدتنا في الانخراط في مثل هذه الحركة بشكل تكيفي، حيث تشكل الأشياء المناسبة للرؤية لغة عالمية لمؤلف الطبيعة، حيث يتم توجيهنا إلى كيفية تنظيم أفعالنا وأدوارنا في الحياة الاجتماعية؛ وذلك من أجل تحقيق تلك الأشياء الضرورية للحفاظ على أجسادنا ورفاهيتها، وكذلك تجنب كل ما قد يكون مؤذياً ومدمراً لهم، من خلال معلوماتهم نسترشد بشكل أساسي في جميع معاملات واهتمامات الحياة.


شارك المقالة: